وقال مسؤولون أميركيون إن الاجتماع سيستغرق قرابة الساعة على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان). ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية الصينية إنهما "سيتبادلان وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك". وضعت واشنطن جولة بلينكن الآسيوية في إطار السعي لجعل منطقة آسيا والمحيط الهادئ "حرة ومفتوحة"، في انتقاد مبطن لطموحات الصين الاقتصادية والاستراتيجية والإقليمية وتأكيد بكين أحقيتها في بحر الصين الجنوبي. قبل الاجتماع، انتقد بلينكن "الإجراءات التصعيدية وغير القانونية" التي اتخذتها بكين في منطقة بحر الصين الجنوبي التي تتنازع السيادة عليها مع الفيليبين وشهدت مواجهات في منطقة غنية بالشعاب المرجانية. وشدد بلينكن على ضرورة أن تعمل واشنطن وآسيان معاً "لمواجهة التحديات" في المنطقة خصوصاً "الخطوات التصعيدية وغير القانونية التي قامت بها الصين ضد الفيليبين في بحر الصين الجنوبي على مدى الأشهر الماضية". وهذه الزيارة هي الثامنة عشرة لبلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين. ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل آسيان الذي يضم عشر دول، واجتماع ثنائي على الهامش. وناقش وانغ وسيرغي لافروف "هيكلية أمنية جديدة" في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية. وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على "التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا". تقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مساندا رئيسيا لموسكو في حربها على أوكرانيا. تشهد العلاقات بين مانيلا وبكين توترا، على الرغم من الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي بشأن إعادة إمداد القوات الفلبينية المتمركزة في سفينة قديمة متوقفة في منطقة الشعاب المرجانية المتنازع عليها. تتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تمر عبره سنويا بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن مطلبها ليس له أساس قانوني. أثارت المواجهات مخاوف من نشوب نزاع قد تنجر إليه الولايات المتحدة بسبب معاهدة الدفاع المتبادل مع مانيلا. وقالت مانيلا السبت إنها نجحت في إيصال الإمدادات لقوتها على جزيرة توماس شول الثانية التي كانت وراء الاشتباكات العنيفة بين السفن الصينية والفيليبينية في الأشهر الأخيرة. تم تنفيذ المهمة بموجب اتفاق الأسبوع الماضي. وقال بلينكين "يسعدنا أن نسجل أن إعادة الإمداد تمت بنجاح اليوم. ... نشيد بذلك ونأمل ونتوقع أن يستمر في المستقبل". وقال وزير الخارجية الفيلبيني إنريكي مانالو للصحافيين في فيينتيان في وقت متأخر الجمعة إذا نفّذ الطرفان، ونأمل أن تنفذ الصين الاتفاق، فسنكون قادرين على إمداد عسكريينا على السفينة من دون أي عوائق... أعتقد أن ذلك سيكون خطوة مهمة نحو نزع فتيل التوتر ونأمل أن يؤدي إلى مجالات أخرى للتعاون في بحر الصين الجنوبي". فقد بحار فلبيني إبهامه في أحدث مواجهة في 17 حزيران/يونيو عندما أحبط أفراد خفر السواحل الصيني وهم يشهرون سكاكين وعصياً وفأساً محاولة البحرية الفيليبينية إعادة إمداد قواتها. انتقدت الصين في وقت سابق من العام تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفيليبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي. وتصر بكين على أنه "لا يحق" للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي. والبلدان هما كذلك على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان التي تحظى بحكم ذاتي. من المقرر أن يتوجّه بلينكن إلى هانوي السبت لتقديم التعازي للمسؤولين الفيتناميين بوفاة الزعيم الشيوعي نغوين فو ترونغ. وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفيليبين وسنغافورة ومنغوليا. وأصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في آسيان بيانا مشتركا في ختام الاجتماعات التي استمرت ثلاثة أيام. لكن مصدرا دبلوماسيا لفت إلى أن البيان المشترك تأخر لصعوبة التوافق حول صوغ الفقرات المتعلقة بالنزاع في بورما والتوتر في بحر الصين الجنوبي. والمجلس العسكري في بورما مستبعد من قمم رابطة آسيان الرفيعة المستوى احتجاجا على انقلابه في العام 2021 وقمعه المعارضة، لكنه أوفد مسؤولين لتمثيله في محادثات لاوس.
مشاركة :