أسفرت غارة إسرائيلية على مدرسة في دير البلح، وسط قطاع غزة، عن مقتل 30 شخصاً أمس، كما أدت العملية الإسرائيلية المستمرة في خان يونس إلى مقتل 170 فلسطينياً خلال ستة أيام، وفق ما أفادت مصادر في قطاع غزة في الشهر العاشر من الحرب. وتقع المدرسة المستهدفة ضمن المنطقة التي ادعى الجيش الإسرائيلي مؤخراً أنها «إنسانية مستحدثة»، وتمتد على طول الخط الساحلي، من بلدة الزوايدة وسط القطاع، وحتى جنوب خان يونس جنوباً. وقالت مصادر طبية في القطاع إن حصيلة الاستهداف الإسرائيلي لمدرسة خديجة في دير البلح، وهي نقطة طبية ميدانية بلغت 30 قتيلاً وأكثر من 100 إصابة بينها حالات خطيرة، مضيفة أن 15 طفلاً و8 نساء بين القتلى. وفي تعقيب على القصف، أقر الجيش الإسرائيلي بقصف مدرسة خديجة وسط غزة، بدعوى وجود مجمع قيادة لحركة حماس، بحسب بيان ورد عن متحدث الجيش الإسرائيلي. وفي جنوب القطاع الفلسطيني، قتل نحو 170 فلسطينياً وأصيب المئات منذ بدء العملية الإسرائيلية الجديدة في خان يونس الاثنين الماضي، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل. وفر ما يقرب من 182 ألف فلسطيني من خان يونس منذ الاثنين الماضي، وفق الأمم المتحدة. ووسع الجيش الإسرائيلي عملياته في خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة، قائلاً إن ذلك جاء بعد إطلاق صواريخ من المنطقة باتجاه إسرائيل. في غضون ذلك، دعا الجيش سكان عدد من أحياء المدينة إلى النزوح غرباً إلى المواصي التي صنفها «منطقة إنسانية». ووفق المركز الفلسطيني للإعلام، «أسقط الجيش الإسرائيلي آلاف المنشورات التي تدعو الفلسطينيين في المناطق الشمالية لرفح، والجنوب لخان يونس إلى الإخلاء القسري». وأوضحت مصادر محلية أن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر تهجير جديدة تشمل السكان والنازحين في مناطق في جنوب خان يونس، مع أحياء ومربعات أخرى في شمال رفح. إلى ذلك، تستضيف روما اليوم اجتماعاً رباعياً يضم مسؤولين مصريين وأميركيين وقطريين إلى جانب رئيس المخابرات الإسرائيلية في إطار جهود الوسطاء المستمرة للوصول إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة. وقال مصدر مصري رفيع المستوى إن وفداً أمنياً مصرياً سيشارك في الاجتماع إلى جانب المسؤولين القطريين والأميركيين والإسرائيليين، لمناقشة تطورات مفاوضات الهدنة في قطاع غزة، حسبما نقلت وسائل إعلام مصرية. صيغة اتفاق أوضح المصدر المصري أن بلاده شددت على جميع الأطراف المشاركة في الاجتماع بضرورة التوصل إلى صيغة اتفاق تقضي بوقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وأهمية ضمان حرية حركة الفلسطينيين في غزة والانسحاب الكامل من منفذ رفح، في إطار التمسك بضرورة التوصل إلى حل شامل يحقق الاستقرار في المنطقة. في السياق، قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، فو كونج، أمس، إن المفاوضات بشأن الصراع في غزة يجب ألا تستمر إلى أجل غير مسمى، مضيفاً في تصريحات أمام مجلس الأمن الدولي أن الصراع في غزة مستمر منذ أكثر من 9 أشهر، مما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة، تزداد سوءاً باستمرار.
مشاركة :