«مصائر.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة» لربعي المدهون تفوز بجائزة «البوكر»

  • 4/27/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

فاز الروائي ربعي المدهون، بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها التاسعة عن روايته مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة، وهو أول فلسطيني يفوز بالجائزة التي سبق أن وصل لقائمتها القصيرة في عام 2010. ويحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50.000 دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية، إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية، والحصول على تقدير عالمي. بهذا الفوز تعدّ رواية مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة أفضل عمل روائي نُشر خلال الاثني عشر شهراً الماضية، وجرى اختيارها من بين 159 رواية مرشحة تتوزع على 18 بلداً عربياً. وكشفت أمينة ذيبان، رئيسة لجنة التحكيم، خلال حفل الجائزة الذي قيم في مدينة أبوظبي مساء أمس، وحضره محمد خليفة المبارك رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عن اسم الفائز بالجائزة وقالت ذيبان: تبتدع رواية مصاير نسيجاً روائياً فنياً جديداً يصور تحولات المسألة الفلسطينية، وتثير أسئلة الهوية وتستند إلى رؤية إنسانية للصراع. وتعدّ مصاير الرواية الفلسطينية الشاملة، فهي ترجع إلى زمن ما قبل النكبة لتلقي ضوءاً على المأساة الراهنة المتمثلة في الشتات والاستلاب الداخلي. إنها رواية ذات طابع بوليفوني مأساوي، تستعير رمز الكونشرتو لتجسّد تعدّد المصائر. ومن جهته قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة: تمتاز رواية ربعي المدهون مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة بتقنية تستقي تموجاتها من عالم الموسيقى، لكنها لا تلبث أن تتخطى هذا العالم في حركة تجمع الشيء ونقيضه، حيث يتقاطع الداخل مع الخارج في التجربة الفلسطينية من خلال إيقاع الشتات والعودة. ينحت ربعي المدهون عوالمه الروائية بحرفية تخاطب القارئ بصوت آسر ليضيف ألقاً متجدداً إلى جائزة تتبوأ مركز الصدارة في المشهد الروائي العربي. ربعي المدهون كاتب فلسطيني ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوب فلسطين عام 1945. هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة. تلقى تعليمه الجامعي في القاهرة والإسكندرية، ثم أبعِد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي. عمل محرراً أو كاتباً في صحف ومجلات، منها الحرية، والأفق، وصوت البلاد، والقدس العربي، والحياة، كما عمل في مركز الأبحاث الفلسطيني، وفي وكالتي دبليو تي إن للأخبار المصورة - وكالة أخبار تلفزيونية أمريكية، وأي بي تي إن - آسوشيتدبرس، للأخبار المصورة، وجريدة الشرق الأوسط، التي لا يزال يعمل فيها محرراً. من مؤلفاته السيدة من تل أبيب (رواية، 2009) التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2010. وقد ترجم إليوت كولا رواية السيدة من تل أبيب إلى الإنجليزية وصدرت عن تيليغرام بوكس، وفازت الترجمة الإنجليزية بجائزة بان البريطانية للكتب المترجمة. رواية مصاير.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة أنجزها ربعي المدهون على حركات الكونشرتو الموسيقي الأربع، كل حركة تمثل قسماً من أقسام الرواية: كل حركة منها حكاية تنهض على بطلين اثنين يتحركان في فضائهما الخاص قبل أن يتحولا إلى شخصيتين ثانويتين في الحركة التالية، حين يظهر بطلان رئيسيان آخران لحكاية أخرى... وحين نصل إلى الرابعة تبدأ الحكايات الأربع في التكامل، كما وضح الكاتب في تمهيده للرواية. تقدم الحركة الأولى، رحلة جولي البريطانية وزوجها وليد دهمان الفلسطيني الأصل، إلى عكا في فلسطين المحتلة؛ لتنفيذ وصية أمها الأرمنية الفلسطينية إيفانا أردكيان التي تزوجت من إنجليزي في زمن الاحتلال البريطاني لفلسطين، وهربت معه إلى بريطانيا، ولم تعد لوطنها بعد ذلك، وعند وفاته بعد عقود من ذلك التاريخ أوصت ابنتها أن تحرق جثتها، وتنثر نصف رمادها في نهر التايمز، والنصف الآخر تضعه في بيت أسرتها في عكا، وعندما يصل الزوجان إلى فلسطين تقع جولي في حبها، وتتجدد لوليد ذكرى أهله ووطنه رغم ما لقياه من معاملة سيئة من طرف سلطات الاحتلال الإسرائيلي. حركة الكونشرتو الثانية تروي عن المصاعب التي تواجهها جنين دهمان هي وزوجها باسم العائدين من أمريكا للعيش في فلسطين المحتلة، والمعاملة السيئة التي يلقيانها من الحكومة الإسرائيلية رغم أن جنين تحمل جواز سفر إسرائيلي وزوجها يحمل جوازاً فلسطينياً وحاصل على إقامة من طرف سلطات الاحتلال، وتتخلل تفاصيل حياتهما، سرد لجوانب من رواية فلسطيني تيس التي كتبتها جنين عن أبيها محمود دهمان الذي يعود سراً إلى مدينة المجدل ويرفض الرحيل، وتستكمل الحركة الثالثة تفاصيل رحلة وليد دهمان وزوجته جولي ابنة إيفانا في داخل فلسطين المحتلة، وما شاهداه من حياة الفلسطينيين وسماحتهم وجمال بلادهم، وفي الحركة الرابعة يزور وليد متحفاً إسرائيلياً لضحايا المحرقة النازية، وموقع مجزرة دير ياسين في تعاطف مع ضحايا الجانبين، كما يزور حي الفنانين الذي أنشأه فنان يهودي ليقيم فيه الفنانون الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء. في الرواية رصد موسع لمشاهد الحياة في مختلف المدن الفلسطينية، خاصة المدن الواقعة داخل الخط الأخضر، وما تزخر به من حياة فلسطينية حقيقية، ما يعطي دليلاً على أن فلسطين واقع حي لا يمكن محوه أو تجاوزه. في حديثه لـالخليج صرح المدهون بأنه سعيد بهذا الفوز وشكر لجنة التحكيم على نزاهتها وأكد أن بصدد التحضير لرواية أخرى في ذات سياق رصد المأساة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

مشاركة :