وهو الفوز الثاني لـ "السير" هاميلتون هذا العام بعد احرازه لقب سباق جائزة بريطانيا الكبرى على حلبة سيلفرستون في السابع من الشهر الحالي، معززاً رقمه القياسي بعدد الانتصارات في الفئة الاولى إلى 105. كما أهدر مرسيدس فرصة تحقيق ثنائية المركزين الأول والثاني للمرة الأولى منذ عام 2022. وذكر تقرير المندوب الفني بعد السباق أن وزن مرسيدس في البداية كان متوافقاً مع الحدّ الأدنى للوزن المسموح به والبالغ 798 كلغ، لكن أُزيل منها 2.8 ليترين من الوقود بعد ذلك. وجاء في التقرير "لم يتم تصريف السيارة بالكامل وفقاً لعملية التصريف التي قدّمها الفريق في مستنداته القانونية.. تم وزن السيارة مرة أخرى على الميزانين الداخلي والخارجي التابعين للاتحاد الدولي للسيارات وكان الوزن 796.5 كلغ. تم تأكيد معايرة الميزانين الداخلي والخارجي وشهد عليهما السائق" راسل. وفي تعليقه قبل تأكيد الحُكم، قال النمسوي توتو وولف مدير مرسيدس إن الفريق سيقبل بالنتيجة، على الرغم من إقراره أن الأمر سيكون صعباً على راسل بشكل خاص. وتابع "يتعيّن علينا تقبُّل قرار الحكام ضدنا. هذا هو الحال، حدث الخطأ". وأضاف "يتعيّن علينا التعلُّم من ذلك. كفريق هناك المزيد من الإيجابيات التي يمكن الاستفادة منها، أما لجورج فمن الواضح أنها ضربة قوية". وبعدما صبّ استبعاد راسل في مصلحة زميله هاميلتون، بطل العالم سبع مرات، تقدّم الأسترالي أوسكار بياستري (ماكلارين) للمركز الثاني، يليه سائق فيراري شارل لوكلير من موناكو، فسائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن، بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية ومتصدر الترتيب العام، وذلك على الرغم من انطلاقه من المركز الحادي عشر إثر عقوبة تعرّض لها بسبب تغيير فريقه وحدة الطاقة (المحرك) للمرة الخامسة هذا العام، متفوّقاً على مطارده المباشر على اللقب البريطاني لاندو نوريس (ماكلارين). وعزز فيرستابن رصيده في المركز الأول إلى 277 نقطة متقدماً بفارق 78 عن نوريس، يليهما لوكلير ثالثاً بـ177 نقطة. في المقابل، حافظ ريد بول على صدارة ترتيب الصانعين مع 408 نقاط، متقدماً على ماكلارين (366) وفيراري (345). - سيطرة مطلقة - كانت انطلاقة السباق مثيرة، وشهدت تجاوز هاميلتون الذي انطلق ثالثاً للمكسيكي بيريس على ريد بول منذ المنعطف الأول، ليصبح البريطاني ثانياً بعد لوكلير الذي انطلق في المركز الأول. لكن صدارة ابن إمارة موناكو لم تستمر طويلاً، ليستسلم أمام سرعة هاميلتون وضغطه مع حلول اللفة الثالثة، فتبوّأ بذلك بطل العالم 7 مرات الصدارة، سعياً منه لتحقيق فوزه الخامس في مسيرته في سبا فرانكورشان. لم يتغيّر الحال بعد خضوع جميع السائقين لوقفة صيانة أولى، فاستمر هاميلتون في صدارته أمام لوكلير وبياستري وراسل... بحلول اللفة 24. في اللفة 32، كان جميع السائقين قد أجروا وقفة صيانة ثانية باستثناء راسل، فتصدّر البريطاني أمام زميله هاميلتون، وتلاهما لوكلير وبياستري وفيرستابن... وكانت التوقعات تُشير إلى دخول راسل في اللفات القليلة اللاحقة لإجراء توقف صيانة ثانٍ، ما كان من شأنه إعادة هاميلتون إلى الصدارة مجدداً والفوز في بلجيكا للمرة الأولى منذ 2020، لاسيّما أنه كان الأسرع على الحلبة في معظم فترات السباق. لكن المفاجأة كانت باعتماد راسل استراتيجية توقف صيانة واحدة، بخلاف جميع السائقين، ليُجبر زميله ومواطنه هاميلتون على الضغط أكثر، فاقترب منه كثيراً قبل نهاية السباق بخمس لفات. غير أن راسل نجح باستيعاب ضغط هاميلون وعرف كيف يتعامل مع محاولاته المتكررة لتخطيه، محافظاً بذلك على صدارته وحاسماً الفوز، قبل إعلان قرار الاتحاد الدولي للسيارات باستبعاده الذي حرمه الفوز وأعلن تتويج مواطنه وزميله في الفريق. يُشار إلى أنه السباق السادس توالياً هذا الموسم الذي يفشل في الفوز به السائق صاحب أسرع توقيت خلال فترة التجارب التأهيلية السبت. كسر احتكار فوز هاميلتون في بلجيكا جعله يكسر احتكار فيرستابن، فمنذ 2021 لم يسبق لأحد الفوز في سبا فرانكورشان سوى "ماد ماكس". وعلّق البريطاني بعد نهاية السباق "واجهنا كارثة يوم الجمعة. أجرينا بعض التغييرات وكان صعباً معرفة نتيجة ذلك بسبب المطر أمس (السبت)، لكن السيارة كانت رائعة". منح تتويج هاميلتون فوزاً ثالثاً لمرسيدس في أربعة سباقات، بعد سلسلة من النتائج السلبية في العامين الأخيرين. وتتوقف منافسات الفورمولا واحد في الأسابيع القليلة المقبلة، على أن تُستأنف في 25 آب/أغسطس المقبل من بوابة جائزة هولندا الكبرى.
مشاركة :