إذا كان يومَ قبل أَمْس (الاثنين) قد احتضن أول ظهور لـ(الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد) في حِوار تلفزيوني؛ فإنه قَدّم أنموذجًا مشَرفًا لقيادات وطَنِنَا الشّابّة، ليس بثقته، وذكائه، وإحاطته بكل تفاصيل (برنامج التّحَوّل الوَطَنِي)، أو (الرؤية السعودية 2030م)، فقط، ولكن أيضًا بتلك الرسائل الصادقة التي بَثّهَا في ثنايا ذلك الحِوار، التي كانت مَحِلّ إعجاب السعوديين على اختلاف شرائحهم، والأهَمّ أنها طَمَّأنتهم على مستقبل وطنهم. * فـ(محمد بن سَلمان) في حَديثه لِـ(قَنَاة العربية) بَدا (شَفَّافاً وصَريحًا)، وهو يتحدث عن الكثير من القضايا المفصلية ذات الحسَاسِيّة في المجتمع، كإعلانه عَدم رضَا (خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان) عن أداء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وهو الذي استدعى إعفاء رئيسها السابق؛ وَاعِدًا بفاعليتها في قَادم الأيام من خلال مؤشرات الأداء. وجاء ذلك في انتقَاده لِبَذخ المصروفَات الحكوميّة الذي وَلّدَ هَدرًا ماليًا خلال السنوات الماضية، لم تسلم منه حتى بعض القطاعات العسكرية التي هَو وزيرها (كما صَرّح سموّه)، وهو بهذا يؤكد على دور النقد البناء في دفع مسيرة التنمية، ولاسيما وقَد كَرّر في الحِوار بأن (الشّعب سيُراقِب). * كذلك كان (وَلِي وِلِي العهد) صَادقًا في طَرْحِه، وهو يؤكد بأنّ (70%) مِن الدّعم الحكومي يذهب اليوم لطبقة الأغنياء والشخصيات الاعتبارية، وكان سموه منصِفَا وباحثًا عن العدالة الاجتماعية عندما بَيّن بأنّ (رؤية 2030م ) ستعمل على إيصال الدعم لمُستحقِّيه، وأنها لن تَمَسّ حياة ذوي الدخل المحدود، بل ستنحَاز لهم؛ لمحاولة تَضْييق الفجوة بين الفقراء والأغنياء في المجتمع السعودي. (ولقاء الأمير محمد بن سلمان الفضائي) كشَف عن شخصية تملك ثقافة واسعة وثَريّة، تنطلق من الإيمان بالمُسَلّمَات والثّوابت، وتَتَكَئ على الموروث، مع الإلمَام بالواقع في كلّ جزئياته، والتخطيط للمستقبل برؤية واضحة المَعَالَم، بعيدة عن التنظير، ممكنة التطبيق! أخيرًا لعلَّ (الأمير محمد بن سلمان) في إخلاصه، ووطنيته، وصراحته، وشفافيته، ووضوح رؤيته، وَسِعَة أُفقه، وتطلعه لمستقبل أفضل، وهو يؤكد بأن (طموحاتنا سَتَلْتَهِم مُشكِلاتنا) يكون ملْهِمًا لكل المسؤولين، لِنَصِل إلى محطة السعودية الجديدة. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :