وأعربت واشنطن عن "مخاوف جدية" من أن النتيجة المعلنة للانتخابات لا تعكس الإرادة الشعبية، بينما شكّكت دول مجاورة لفنزويلا بالنتيجة المعلنة التي تتيح استمرار مادورو في المنصب الذي يشغله منذ العام 2013. ودعي 21 مليون فنزويلي الى الإدلاء بأصواتهم الأحد في انتخابات سادها توتر شديد بين الرئيس الذي ترشح لولاية متتالية ثالثة من ست سنوات، والدبلوماسي المعارض إدموندو غونزاليس أوروتيا. وليل اليوم ذاته، أعلن المجلس الوطني الانتخابي الموالي للحكومة، حصول مادورو على 51,2 بالمئة من الأصوات. وقال إلفيس أموروسو، رئيس المجلس الانتخابي الموالي للحكومة، إن مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي كان متقدماً في استطلاعات الرأي، نال 44,2 بالمئة من الأصوات. وشدد أموروسو على أن النتيجة المعلنة "لا رجعة فيها". واحتفل مادورو (61 عاماً) مع أنصاره سريعاً بعد إعلان النتائج. وقال خلال احتفال أمام القصر الرئاسي في كراكاس ليلاً "يمكنني القول أمام شعب فنزويلا والعالم، أنا نيكولاس مادورو موروس، الرئيس المعاد انتخابه لجمهورية فنزويلا البوليفارية". ووعد مادورو أنصاره بأن يكون "ثمة سلام واستقرار وعدالة. السلام واحترام القانون. أنا رجل سلام وحوار". ورفضت المعارضة الاعتراف بالنتيجة. وقالت زعيمتها ماريا كورينا ماتشادو "لقد فزنا... (وحصلنا على) 70 بالمئة من الأصوات". وأضافت "نريد أن نقول لكل العالم بأن لفنزويلا رئيس جديد منتخب هو إدموندو غونزاليس أوروتيا". ولم تتمكن ماتشادو من خوض الانتخابات بعدما قضت السلطات بعدم أهليتها. كما رفضت دول مجاورة لفنزويلا الاعتراف بالنتيجة التي وصفها رئيس كوستاريكا رودريغو تشافيز بـ"الاحتيالية". من جهته، كتب رئيس تشيلي غابريال بوريك على منصة إكس "على نظام مادورو أن يفهم بأن النتائج التي ينشرها يصعب تصديقها"، مطالباً بـ"شفافية كاملة بشأن سير العملية، وبأن يتحقق المراقبون الدوليون غير المرتبطين بالحكومة، من صحة النتائج". وشدد على أن تشيلي "لن تعترف بأي نتيجة لا يمكن التحقق منها". كما أعلن وزير خارجية البيرو خافيير غونزاليس-أولاتشيا استدعاء سفيرها في كراكاس بعد إعلان فوز مادورو. وكتب على منصة إكس "في ضوء الإعلانات البالغة الخطورة الصادرة عن السلطات الانتخابية الفنزويلية، تمّ ترتيب الاستدعاء الفوري للتشاور للسفير البيروفي في جمهورية فنزويلا البوليفارية". أما الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات اقتصادية على فنزويلا، فأعربت عن "مخاوف جدية" بشأن النتيجة. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من طوكيو "لدينا مخاوف جدية من أن النتيجة المعلنة لا تعكس إرادة أو أصوات الشعب الفنزويلي". وكان بلينكن دعا قبيل إعلان النتائج، الى فرز "عادل وشفّاف" لأصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية. وقال بلينكن في بيان "الآن وقد انتهى التصويت، من المهم أن يتمّ فرز كل صوت بشكل عادل وشفّاف. ندعو السلطات الانتخابية لنشر الجدول التفصيلي للأصوات لضمان الشفافية والمحاسبة". وأضاف البيان "المجتمع الدولي يتابع الوضع عن قرب (مسار العملية الانتخابية) وسيتحرك بناء على ذلك". وقال مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بويل "اقترع الشعب الفنزويلي لمستقبل بلاده بشكل سلمي وبأعداد كبيرة. ضمان الشفافية التامة في العملية الانتخابية، بما في ذلك الفرز المفصّل للأصوات والاطلاع على سجلات التصويت في مراكز الاقتراع، هو أمر حيوي"، وذلك عبر منصة إكس. تهنئة كوبية في المقابل، أعلن الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل أنه أجرى اتصالا بمادورو لتهنئته على "الانتصار الانتخابي التاريخي". وقال "تحدثت الى أخي نيكولاس مادورو لتهنئته بحرارة باسم الحزب (الشيوعي)، الحكومة، والشعب الكوبيين على الانتصار الانتخابي التاريخي المحقق". وكانت استطلاعات الرأي توقعت فوز مرشح المعارضة، ما ينهي بالتالي حقبة "التشافيزية" في فنزويلا، نسبة الى الرئيس هوغو تشافيز الذي حكم البلاد من العام 1999 حتى وفاته في 2013. وحذّر مادورو، وريث تشافيز، قبل الانتخابات من أنه لن يتنازل عن السلطة، ولوّح بالفوضى من دونه، واستند إلى الجيش وإلى حملة مضايقات قامت بها الشرطة بحق المعارضة. وتواجه الدولة النفطية التي كانت لفترة طويلة من أغنى دول أميركا اللاتينية، أزمة اقتصادية غير مسبوقة. وانهار إنتاج النفط نتيجة سوء الإدارة والفساد، متراجعا من أكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم إلى أقل من مليون، فيما تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80% خلال عشر سنوات وسجلت البلاد تضخما جامحا أرغم السلطات على دولرة الاقتصاد جزئيا. وتؤكد السلطات أن الأزمة هي نتيجة "الحصار الإجرامي" المفروض على البلاد. وشددت الولايات المتحدة عقوباتها على فنزويلا بهدف إبعاد مادورو بعد إعادة انتخابه في عملية اقتراع موضع جدل عام 2018، احتجت عليها المعارضة منددة بأعمال تزوير، وأثارت تظاهرات تعرضت لقمع شديد.
مشاركة :