طبول الحرب العالمية تدق

  • 7/29/2024
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دقت طبول الحرب العالمية الثالثة بقوة في منطقة الشرق الأوسط، بعدما تدخلت تركيا وإيران وأعلنتا استعدادهما للمشاركة في العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، فيما توقفت حركة الحياة في لبنان، وعاش أهل الجنوب حالة من الرعب. وسط أجواء مشتعلة، قالت قوات الاحتلال الإسرائيلي إنها سترد على «المذبحة» التي تعرض لها شباب وأطفال في بلدة درزية بالقرب من الحدود اللبنانية، وراح ضحيتها 12 شخصا على الأقل، وحملت طهران مسؤولية الهجوم، بينما نبهت أيضا إلى وجود «فرصة أخيرة» للدبلوماسية. وبينما أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده ستسخر قواتها للوقوف بجانب فلسطين، ولن تقف مكتوفة الأيدي، حذره الجانب الإسرائيلي من أن يلقى مصير الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وسط أجواء مشحونة لم تشهدها المنطقة على مدار السنوات الماضية. شرارة الحرب اشتعلت شرارة الحرب هذه المرة من داخل الجولان السورية المحتلة، حيث لقي 12 شخصا على الأقل حتفهم، في الهجوم الصاروخي الذي أصاب ملعبا لكرة القدم في بلدة مجدل شمس بمرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وفيما اتهمت سوريا ولبنان الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب المجزرة، قالت إسرائيل إن حزب الله المدعوم من إيران نفذ الهجوم وتوعدت بالرد، ونفى الحزب أي علاقة له بالهجوم، وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، خلال زيارة ملعب كرة القدم، إن الضربة نجمت عن صاروخ إيراني مزود برأس حربي يزن 53 كجم. ودعا ممثلون أمميون الجانبين إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس»، إذ تتزايد المخاوف من أن يشعل الهجوم حربا شاملة في المنطقة. ودان وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الهجوم، لكنه أضاف بأن لندن «تشعر بقلق عميق إزاء خطر حدوث مزيد من التصعيد وزعزعة الاستقرار». اصطفاف أمريكي دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في منشور على تطبيق إكس، إلى «التحلي بالهدوء»، قائلة «إن أعددا كبيرا للغاية من الأشخاص قد لقوا حتفهم بالفعل في هذا الصراع». وبينما التزمت بريطانيا وألمانيا الحياد، اصطفت الولايات المتحدة الأمريكية ـ كعادتها ـ مع الاحتلال الإسرائيلي، وحمل البيت الأبيض حزب حزب الله مسؤولية إطلاق الصاروخ «المروع» على إسرائيل، لكنه قال أيضا إنه يسعى إلى التوصل لـ»حلدبلوماسي» للأزمة. وقال بيان صادر عن مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض: «إن دعمنا لأمن إسرائيل حازم، ولا يتزعزع ضد كل التهديدات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله». وادعى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين، أن «الصاروخ، الذي قتل أبناءنا وبناتنا كان صاروخا إيرانيا، وحزب الله هو المنظمة الإرهابية الوحيدة، التي لديها تلك الصواريخ في ترسانتها». رعب لبناني وسط مخاوف لبنانية كبيرة، قال وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، إنه لا يعتقد أن حزب الله نفذ هجوما على مجدل شمس عمدا، وأشار إلى أن آخرين يمكن تحميلهم مسؤولية هذا الهجوم. ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية «الوكالة الوطنية للإعلام» عنه قوله، إن الضربة ربما نفذتها منظمات أخرى، أو أنها نتيجة «خطأ إسرائيلي أو خطأ من جانب حزب الله»، وحذر من أن أي هجوم إسرائيلي كبير على لبنان قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية. ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إلى وقف إطلاق نار مستدام على جميع الجبهات، وشدد على أن الحل يبقى في التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701، للتخلص من دورة العنف التي لا جدوى منها، وعدم الانجرار إلى التصعيد الذي يزيد الأوضاع تعقيدا، ويؤدي إلى ما لا تحمد عقباه». وجدد ميقاتي خلال هذه الاتصالات التشديد على موقف الحكومة بإدانة كل أشكال العنف ضد المدنيين، وأن وقف إطلاق النار بشكل مستدام على كل الجبهات هو الحل الوحيد الممكن لمنع حدوث مزيد من الخسائر البشرية، ولتجنب مزيد من تفاقم الأوضاع ميدانيا». رعب جنوبي وسط حالة من الرعب في جنوب لبنان، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية، عن تأجيل كثير من رحلاتها من وإلى لبنان، لأسباب قالت إنها تتعلق بتوزيع «المخاطر التأمينية على الطائرات»، فيما تتزايد التوقعات بضربة إسرائيلية انتقامية، بعد الهجوم الصاروخي الذي استهدف قرية مجدل الشمس بالجولان. ويشهد مطار رفيق الحريري في بيروت تأخيرات تصل في المتوسط إلى أكثر من 400 دقيقة للمغادرة وأكثر من 150 دقيقة للقادمين، كما شهد المطار عددا قليلا من عمليات الإلغاء. ولفتت وكالة رويترز إلى أن «لوفتهانزا» الألمانية و»يورووينغز» التابعة لها، قامتا بإلغاء 3 رحلات إلى بيروت، وألغت الخطوط الجوية التركية رحلتين أيضا. وخلال الساعات الماضية، نصحت دول عربية وأجنبية رعاياها بتجنب السفر إلى لبنان، فيما حثت بعض الدول على «ضرورة المغادرة فورا»، خوفا من التصعيد المحتمل بين إسرائيل وحزب الله. وكان مطار رفيق الحريري، وهو المطار الدولي الوحيد في لبنان، قد تعرض للقصف في الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006. تصعيد تركي صعد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لهجته ضد إسرائيل، إذ اقترح تدخل تركيا بالنيابة عن الفلسطينيين، ربما بدعم عسكري، بطرق مشابهة لما فعلته في صراعات أخرى. قال إردوغان في مسقط رأسه بمدينة «ريزة»: «يجب أن نكون أقوياء للغاية، حتى لا تتمكن إسرائيل من فعل هذه الأشياء بفلسطين، مثلما دخلنا كاراباخ وليبيا، قد نفعل الشيء نفسه هنا، لا يوجد شيء لا يمكننا القيام به، يجب أن نكون أقوياء للغاية». وتحدث إردوغان بغموض ولم يشر إلى أنه يدرس أي عمليات عسكرية في الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. ومع ذلك، تؤكد تصريحاته العداء المتنامي لإسرائيل، وقد تتسبب في اضطرابات في أسواق المال التركية هذا الأسبوع، وفقا لوكالة بلومبيرج للأنباء. وخلال الحرب في غزة، استدعى إردوغان سفير تركيا وعلق التجارة مع إسرائيل، كما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بارتكاب إبادة جماعية. تحذير إيراني دخلت ايران على خط الأزمة، وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في بيان، أن بلاده تحذر إسرائيل من أي مجازفة جديدة في لبنان. وأضاف، بأن إيران تحذر إسرائيل من أي مغامرات عسكرية جديدة في لبنان، مما قد يؤدي إلى «تداعيات غير متوقعة». كذلك تابع: أن أي خطوة تنمّ عن «جهل إسرائيلي»، قد تؤدي إلى توسيع عدم الاستقرار وعدم الأمن والحرب في المنطقة، وفق قوله. وشدد على أن إسرائيل ستتحمل مسؤولية التداعيات غير المتوقعة، وردود الفعل على تصرف «أحمق كهذا». جاء هذا التحذير بعدما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، في مؤتمر صحفي، أن الصاروخ «إيراني الصنع»، وأن الجيش حدد نوع الصاروخ الذي ضرب ملعبا لكرة القدم في البلدة بأنه «إيراني الصنع» من «طراز فلق 1»، وفقا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل». خطى صدام في المقابل، أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تحذيرا للرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعد قيام الأخير بالتهديد بالتدخل العسكري. وكتب كاتس عبر منصة التواصل الاجتماعي (إكس): «إردوغان يسير على خطى صدام حسين، ويهدد بمهاجمة إسرائيل، يجب عليه فقط أن يتذكر ما حدث هناك، وكيف انتهى الأمر». يشار إلى أن القوات الأمريكية غزت العراق في 2003، مما أدى إلى سقوط الرئيس العراقي صدام حسين، وبعد ذلك بـ3 سنوات، تم إعدام صدام حسين بداعي مجازر ارتكبها ضد الأكراد والشيعة. وبالتواكب، نزح آلاف المواطنين الفلسطينيين قسرا من مخيم البريج وأطرافه وسط قطاع غزة، الأحد، بعد تحذير من جيش الاحتلال الإسرائيلي بضرورة إخلاء بعض المناطق تمهيدا لعمليات عسكرية. وأفاد شهود عيان، بأن آلاف الفلسطينيين بدؤوا النزوح من مناطق بمخيم البريج وأطرافه، وتوجهوا لمدينة دير البلح والنصيرات. سيناريوهات الحرب: ضربات انتقامية إسرائيلية لجنوب لبنان مع رد متقطع لحزب الله. اتساع دائرة الحرب ودخول إيران على الخط عبر ميليشياتها في المنطقة. حرب مجنونة تشارك فيها 5 دول في المنطقة على الأقل، مع تدخل أمريكي بجانب إسرائيل.

مشاركة :