بقلم الأستاذ _ عمر الخيري تتجه مفاهيم الاستدامة إلى الاستثمار الأمثل للموارد لتلبية احتياجات الجيل الحالي دون المخاطرة بموارد واحتياجات الأجيال التالية. إذًا نقول إن كل ممارسة تضمن سير الحياة للأجيال الحالية والقادمة بالشكل الأمثل فهي استدامة. بهذا المنطق أسس ديننا الحنيف فهو ليس مفهوم وليد اللحظة فعندما أوحى الله -عز وجل- جبريل -عليه السلام- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- بكلمة اقرأ لتكون أعظم ممارسة استدامة تفتحا للأجيال العلوم والمعارف حاضرها ومستقبلها؛ وتتوالى صور الاستدامة بمجالاتها في القرآن الكريم وفي سنة المصطفى عليه والسلام وكذلك في الممارسات التي توليها حكومتنا الرشيدة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- إلى عاصرنا المزهر وفق الرؤية الطموحة 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- ورعاهم. فعندما نذكر الاستدامة الاقتصادية والحوكمة فلدينا أطول آية في كتاب الله تتحدث عن إحدى المعاملات المالية ألا وهي آية الدين، وارتباط الدين بالتوثيق والكتابة يوضح لنا ممارسة جلية للاستدامة والمعاصرين الماليين اليوم يقولون إن أصل المحاسبة هو التوثيق، كما شرع القرآن دليلًا ونظامًا به لوائح وأنظمة وسياسات ومنهجيات ربانية مستدامة؛ وفي السيرة المطهرة بها أكثر من 63 حديثا يتعلق بالأحكام المالية والاقتصادية بتطبيقها نحقق الاستدامة للأجيال؛ ومن أحد مرتكزات رؤية 2030 اقتصادًا مزهرًا وتضمنت عدة مشاريع ومبادرات تسهم -على سبيل المثال- برنامج الخصخصة لتعزيز دور القطاع الخاص في تقديم الخدمات، وتحسين جودتها ورفع كفاءة تشغيل الأصول بشكل عام، وتقليل تكاليفها على الحكومة، مما يسهم في تركيز الجهود الحكومية على الدور التشريعي والتنظيمي وتشجيع الابتكار لدى القطاع الخاص بما يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030 في تحقيق التنوع الاقتصادي وتعزيز القدرة التنافسية للمملكة. ثم عندما نتطرق عن مجال الاستدامة الاجتماعية فحثنا ربنا -تبارك وتعالى- على كل ما يحقق لنا استمرارية الحياة {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} وقال -جل وعلا- {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} دعوة صريحة إلى المحافظة على النفس وصحتها؛ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة) نبراس للأجيال بالاهتمام بالتعليم الجيد؛ نرى ونشاهد اهتمام حكومتنا الرشيدة -أيدها الله- تعالى.
مشاركة :