رؤية «المواطن الشريك»! - عادل الحربي

  • 4/27/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المواطن هو الهدف الذي يجب أن تنعكس كل البرامج الحكومية على معيشته وأمانه المستقبلي، وإذا لم يتحقق ذلك أو شيء منه فإن "تقصيراً حكومياً" يقف خلف ذلك سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ارتفاع الأسعار بشكل غير مفهوم هو استفزاز للمواطن وملامسة لخطوطه الحمراء، خصوصاً عندما يرى أن كل حساباته صحيحة وأن الجهات الرقابية تخذله في متابعة الأسعار أو في عدم شرحها لما يحدث من ارتفاعات يراها غير مبررة.. ولا يلام المرء عندما يشتكي ارتفاع الأسعار دون أن يعلم الأسباب؛ لكنه سيكون مستعداً لتحمل ذلك وتقبله إذا ما كان مشاركاً وعضواً في فريق التحدي ويعي الأسباب والأهداف. "التحول الوطني" مشروع جبار يقوم على أساس غير مسبوق هو "مشاركة المواطن"، عبر إعلان تفاصيله وبيان آثاره المتوقعة والأهداف المرجوة منه على المدى البعيد.. لقد كان الإعلان وبهذا الكم من التفاصيل والشفافية أشبه بعقد الشراكة الذي وقعه الجميع وأعلن انضمامه له.. وهو لا يفرض آراء بل يضع مسؤوليات ويبرر خطوات ويشرح أهدافاً ويعِد بالرفاه للجميع. الحكومة عندما تضع يدها في يد المواطن فإنها تراهن على اليد التي ستعمل معها وستتحمل المشقة لتحقيق الهدف الجماعي الذي نص عليه البرنامج.. وعندما يشعر الجميع أن المشروع للجميع فإنهم على استعداد للتضحية والسير خطوة بخطوة نحو الهدف "الحلم". منذ اليوم الأول ومنذ ساعات الصباح الأولى؛ سيعرف كل مواطن أنه ذاهب ليشارك في "التحول" الذي يعنيه ويعني مستقبل عائلته وأحفاده من بعده.. "المواطن الشريك" عندما يقرر قراراً فإنه يدرك أن هذا القرار يشمل الشركاء ولا بد من توخي مصالحهم والتخلي عن الأنانية.. وعندما يدفع "المواطن الشريك" ريالاً إضافياً على ما كان يدفعه سابقاً فإنه يعلم أن هذه الزيادة جاءت لتغطي عجزاً ما سيعود عليه من جهة أخرى لسد عجزه الذي سيأتي يوماً ما.. وعندما يحصل "المواطن الشريك" على أي مكتسب فإنه يعلم قيمته وكم العرق الذي بذل من أجله وبالتالي سيكون حارساً أميناً على هذا المنجز حتى لا يختطف وحتى لا تطاله يد العبث.. وكذلك يفعل "المواطن الشريك" مع كل مبادرة جديدة عندما يشارك في نقدها فإنه ينطلق من روح المشاركة البعيدة عن الأنانية والبحث عن المكاسب الشخصية. نجاح "الرؤية" الجديدة مرهون بمشاركة المواطن.. ومشاركة المواطن مرهونة بالشفافية.. والشفافية هي أساس هذا المشروع الوطني الكبير التي أكد عليها سمو ولي ولي العهد.. لقد كان "تحولاً" منذ يومه الأول.. والمواطن يسمع لأول مرة وبكل شفافية عن انتهاء عصر البذخ وسوء الإدارة، عن أرضيات الرخام في القواعد العسكرية والوزراء المقالين من مناصبهم نتيجة إخفاقهم وإدمان النفط.. هذا هو التحول الحقيقي.. التحول نحو الشفافية وتطوير أدوات المراقبة وقياس الأداء وطي صفحة حسن الظن والتخرصات إلى الأبد. هذه الرؤية ليست خبزاً نقتاته الليلة.. بل استراتيجية أقل أهدافها التي لو لم يتحقق إلا هي لكفانا؛ هو وجود "رؤية" نسير على ضوئها وتتوحد الجهود نحو تحقيقها.. وفي الطريق لتحقيق هذه الرؤية سيكون التغيير والتعديل متاحاً.. ومهما كنا سندفع الثمن أضعافاً فإن النتيجة تستحق.

مشاركة :