متلازمة الفيس بوك! 1 / 2 - فوزية الجار الله

  • 4/27/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

(إنما الناس سطورٌ كُتبت لكن بماء).. كفى حنيناً أيها القلب.. كفى صمتاً أيتها الجدران.. منذ زمن والحزن رفيقها، منذ أيام والحيرة تجتاحها.. كيف لا تقلق وهي في مستهل حياتها معه؟ لقد اختارته زوجاً! لا.. كلمة الاختيار هذه لا تبدو حقيقة واقعة، بل يبدو فيها الكثير من المجاز، لقد اختارتهما الأقدار ليمضيا معاً.. وافقت ورضيت استناداً إلى العقل والمنطق، اقتنعت به من خلال عقلها وقد أرادت بإصرار أن تنحي عواطفها جانباً، في رأيها هذا هو الصواب خاصة وأنه قد سبق لها تجربة زواج قصيرة فاشلة منذ ما لا يقل عن خمسة عشر عاماً، ثم إنها لم تعد صغيرة، كذلك هو لديه أبناء وزوجة مع وقف التنفيذ، حيث أصيبت زوجته السابقة بحالة نفسية منذ عشر سنوات على حد قوله وقد حاول كثيراً حتى يئس من شفائها وبقي هكذا معها كلاهما معلقين بحبال الزمن، لكن لأجل مصلحة الأبناء لم ينفصلا رسمياً، حين قلبت الأمر يمنة ويسرة وجدته بحاجة إليها، أما أمر زوجته السابقة فلا بأس لا شأن لها بها، لن تسعى لأجل تسريع انفصالها عنه، هذا أمر لم ولن تجرؤ على فعله، يكفيها منه إعجابه بها ورغبته الملحة في أن تشاركه حياته، لن تهدر المزيد من الزمن في التحقيق والاستفتاء خاصة بعد عشرة أيام متواصلة انقطعت فيها للدعاء ولصلاة الاستخارة.. اقتنعت ببعض المعلومات عن شخصه هو شخص بلغ مرحلة النضج منذ زمن ليس بالقصير ثم إنه يملك وظيفة حكومية قد لا تكون منصباً في القمة لكنه عمل يشغل وقته ويحصل منه على راتب جيد جداً، حدثها عن مشكلاته في العمل وانه محارب دائماً وغالباً يتم تهميشه حتى فقد حماسه للعمل وأصبح دافعه للذهاب هناك أن يوثق توقيعه في سجل الدوام ومؤخراً تطور الأمر إلى سجل البصمة والأمر هنا ليس مهماً، سيان لديه، بصمة يده أو قدمه، هو يسترخي هناك في مكتبه يمضي معظم وقته في قراءة الصحف وفي تصفح الإنترنت، حتى يحين موعد نهاية الدوام، هو قارئ نهم من الدرجة الأولى، نعم هذا صحيح، لكن من يحدد مستوى هذه القراءات وإلى أي مدى يبدو أثرها إيجابياً على صاحبها تلك إشكالية أخرى، يا الله. تأخذها مشاغلها الخاصة التي تبحث فيها عن موقع في منظومة هذا المجتمع، في الوقت ذاته تحاول قدر الإمكان منحه شيئاً من عواطفها واهتمامها، لكنها تعبت كثيراً. هي كمن يحرث في الماء أو يحاول ردم ثقب في جدار طيني، المطر لا يتوقف عن الهطول ليلاً ونهاراً ولذا يبقى الجدار مبللاً، وكلما توهمت بأنها قد ردمت ذلك الثقب فوجئت بغمامة سوداء قادمة ومن ثم رعد وبرق وهطول لمطر شديد وهكذا تزول كتلة الطين الصغيرة التي تعبت في تشكيلها وتثبيتها في موضعها، فكرت بالاستعانة ببعض الأحجار بدلاً من الطين لعلها تكون أكثر مقاومة، لكن لا..لا .. يبدو الجدار بأكمله مهدداً بالذوبان بأكمله تحت المطر.. -يتبع- مقالات أخرى للكاتب ليلى وثقافة الثعالب! الطريق إلى الذاكرة! «سناب شات».. لا ملل بعد اليوم! متع شبابك في «الأحساء» كُنتُ هناك وكانتْ الكتابة!

مشاركة :