نتحدث دائما عن التراث المصرى العظيم فى مجال الفنون وجميع مشاربها، وقرأت لصديقى الدكتور (مصطفى الفقى) مقالًا سابقًا فى جريدة المصرى اليوم وكان المقال رائعًا وتحدث عن الفنون..تراث وحداثة. مما جعلنى أكتب مؤكدًا على ما جاء فى مقاله وأضيف بأن الفنون والحرف التقليدية فى الدول ذات الحضارات القديمة مثل (مصر، الهند، الصين، المكسيك، إيران، أفغانستان) حتى فى بعض الولايات الأمريكية فى عصر (الهنود الحمر) !! تتميز بإنتاجها الفنى والحرفى التقليدى والتى نعرفها (بالكرافتس) سجاد معقود وكليم وأقمشة منسوجة يدويًا (جاكارد، ودوبى) وما يعرف فى فرنسا بإسم (جوبلان) بالإضافة إلى حرف صناعة الحصير والإسبته والأوانى الخوصية، وكذلك حرفة صناعة الفخار والسيراميك على شكل (بلاط، وأوانى) وأدوات مطبخ وأعظمها الأطقم الصينى (نسبة إلى الصين) وكذلك شمال إيطاليا فى جبالها ووديانها مثل مدن(بيروجه، سيينا، كرتونه، بيزا). ولا يمكن أن لا نذكر منتجات الزجاج بكل أشكاله وألوانه، وتميز العصر الفاطمى فى مصر "بالزجاج المعشق بالرصاص" فى نوافذ المساجد والمشربيات المطعمة بالزجاج الملون. ولعل جزيرة (مورانو) فى فينسيا – ايطاليا هى أشهر تلك المراكز فى العالم للصناعات الحرارية للزجاج والبلور، وتضاهيها شهرة وحرفية مدن كثيرة فى (تشيكوسلوفاكيا) سابقًا، مدينة (كارلوفيفارى). ولعل هذه الدول تعتمد على إنتاجها وإنتاجيتها لهذه المنتجات الحرفية فى (زيادة الدخل القومى) وتعمل الحكومات على تشجيع تلك الحرف وتهيىء لها المناخ الإقتصادى المناسب سواء من ناحية المعاملة الضريبية أو التأمينية أو أو حتي تسهيل الإنتقال بين الاسواق والمعارض الدوليه والتي تقام في عواصم عالمية لهذه المنتجات الفنيه والحرفية. و أهم تلك المعارض العالميه ( دوميتكس ) في هانوفر في يناير من كل عام وفي اطلانطا – جورجيا في سبتمبر من كل عام. كل هذه المنتجات الفنيه والتي تدخل تحت الفن التطبيقي ولنا فيها مدارس قديمة مثل مدرسة ( الفنون التطبيقية السلطانيه ) بالحمزاوي أنشئت عام 1935. تم تطورت إلي مدرسة الفنون التطبيقية الملكية وإنتقلت عام 1908 إلي مقرها الحالي بين السرايات،والتي تحولت إلي كلية الفنون التطبيقية الملكية، ثم إنضمت إلي جامعة حلوان عام 1975 لكي تصبح منارة للفن التطبيقي في المنطقة العربيه، وكان لخريجيها في العالم العربي دور بارز في نقل المعرفة وتطوير والمنتجات الحرفية فكان (جماعة السدو) في الكويت والجماعات الحرفية المتخصصة في (بغداد) وأيضًا في المدن المختلفة بالمملكة العربية السعودية التى أوفد إليها أساتذة كلية الفنون التطبيقية للتدريس ومازالوا يؤدون هذه الرسالة حتي اليوم. إن الفنون الجميلة والتطبيقية في مصر لها روادها وأخرهم وليس الأخير منهم هو فناننا الكبير فاروق حسنى وغيره. إن الفنون المصرية قديمها وحديثها يجب أن نوليها الإهتمام اللازم والواجب سواء من الحكومة المصرية أو الجمعيات الأهلية أو الجامعات المصرية أو حتى على مستوى المثقفون المصريون.
مشاركة :