منذ ٨ أكتوبر دخل لبنان الحرب الإسرائيلية في غزة بقرار من حزب الله اللبناني الإيراني الذي قرر دعم حماس في حربها مع الدولة الصهيونية . خلال حرب بشار الأسد على شعبه في سورية كان حزب الله ومعلمه الإيراني على خصومة مع حماس . نظام الأسد هو العدو اللدود لحماس والاخوان المسلمين، لكن إيران وحزبها في لبنان قرروا العمل على تحويل لبنان رهينة لحرب اسرائيلية فلسطينية وحشية لا يمكن للبنان إلا أن يدفع ثمن باهظ عاجلا أو آجلا. لمثل هذه المشاركة فلبنان ليس بحاجة الى مثل هذه الكارثة التي تقع عليه إضافة إلى كل ما يتحمله منذ بضعة سنوات من وضع اقتصادي واجتماعي وامني مزرٍ. لقد سبق للاحتلال الإسرائيلي ان دمر لبنان مرات عدة آخرها في ٢٠٠٦ . اختبر الشعب اللبناني وحشية الهجوم الإسرائيلي كما يختبر الآن بأشد وحشية وبربرية الشعب الفلسطيني في غزة من أطفال ورجال ونساء أبرياء يتحملون هجوم وقصف وقتل وحرمان ونشر أمراض على يد قوات دولة يهودية سلبت ارضهم ولا ترحم . فالآن لبنان الى اين مع القصف المستمر بين حزب الله وإسرائيل مع كارثة أطفال وشبان ملعب كرة القدم في الجولان المحتل التي قد تكون خطأ إصابة لصاروخ حزب الله. إن كارثة الجولان المحتل التي استهدفت الشبان الدروز مناسبة قيمة لإسرائيل ليستفيد سياسييها من هذه الكارثة ويتوجهوا الى هذه الأرض العربية المحتلة للادعاء بالتضامن مع دروز الجولان الذين منعوا السلطات الإسرائيلية من المشاركة في مراسم دفن الشبان . لكن هؤلاء المسوؤلين الإسرائيليين الذين يدعون بالتضامن مع دروز الجولان هم الذين رفضوا لدروز فلسطين أن يكونوا مثل باقي الشعب في إسرائيل إذ أدخلوا قانون في الطولة الإسرائيلية ينص على أن وحدهم اليهود هم في المرتبة الأولى من الدولة اليهودية معتبرين أن دروز فلسطين الذين انضموا الى الجيش العبري هم في الدرجة الثانية . ما حصل على هضبة الجولان يؤكد على أن لبنان على شفير الهاوية . حزب الله نفى مسؤوليته في مقتل الشبان الدروز لكن الصاروخ الذي وجد من صنع إيراني . أغلب الظن ان الحزب اخطأ في توجيه الصاروخ ولم يكن ينوي قتل هؤلاء الأبرياء.. فليس من مصلحته قتل أبرياء عرب وأن سبق للحزب أن ارتكب جرائم عديدة بحق الأبرياء في طليعتهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري خدمة للنظامين السوري والإيراني . أما إسرائيل فاسرعت بالتهديد بقصف بيروت وتكسير لبنان والإدارة الاميريكية تحاول اقناعها بعدم التعرض الى مطار بيروت ولا إلى البنية التحتية للبلد. انتشر الذعر بين الناس في لبنان والسؤال على كل فم بين الناس "هل ضربت إسرائيل ومتى تضرب وأين؟" عدد من الرحلات الجوية الى بيروت تم إلغاؤها ولكن يبدو أن عملية إسرائيلية واسعة قد تأجلت بسبب ضغوط الإدارة الاميريكية على الاحتلال. خلاصة هذه الاحداث وبغض النظر عما اذا كان صاروخ حزب الله أصاب ملعب كرة القدم والشبان في الجولان المحتل خطأ ان الحزب اللبناني التابع لإيران يجر لبنان الى حرب تنهي البلد وتشعل المنطقة وتشجع الذين يدفعون الى تقسيم البلد على أساس الطائفية المحبذة من الدولة اليهودية التي تتمنى تقسيم المنطقة الى دويلات من اجل السيطرة عليها . حرب الاحتلال في غزة على الفلسطينيين ليست حرب ضد حماس بل هي حرب للتخلص من الشعب الفلسطيني لكن رئيس حكومة الاحتلال والكنيسيت الرافض للدولة الفلسطينية لا يعرفون الى اين يطردوا الشعب الفلسطيني من ارضه . فجميع الذين التقوا نتانياهو في الولايات المتحدة قالو ا ان ليس لديه أي رؤية بالنسبة للمستقبل مع الفلسطينيين . أما حزب الله مالك النفوذ في لبنان مع قرار الحرب والسلم في يده وقرار اختيار رئيس البلد ووزرائه فهو أيضا لا يعرف ماذا بعد هذه الحرب وهل يستمر في إغراق البلد بالحروب والابتزاز وتهديد معارضيه لخدمة ايران أم أنه يترك شعبه يعيش ويكف عن ارسال شبابه للقتال في سورية لحماية بشار الأسد أو تركهم يتم تصفيتهم واحد بعد الآخر من دولة عبرية اخترقت صفوف مقاتليه . حان الوقت ان يعود هذا الحزب الى لبنانيته ويعزف عن خدمة نظام إيراني خرب العراق وسورية ويسعى الى خراب لبنان.
مشاركة :