وقالت حماس في بيان إنها "تنعى... الأخ القائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية، رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد". وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني نشره موقعه الإلكتروني أن "مقر إقامة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تعرض للقصف في طهران، ونتيجة لذلك استشهد هو وأحد حراسه الشخصيين". وقال الحرس الثوري إنه "يجري التحقيق" في الواقعة. بعيد إعلان مقتل هنية، قال عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق إن الاغتيال "عمل جبان ولن يمر سدى". من جهته، لم يرد الجيش الإسرائيلي على الفور على طلب للتعليق على التقارير بشأن الاغتيال. وصل هنية إلى طهران الثلاثاء لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في مجلس الشورى. وقد التقى هنية ببزشكيان والمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. وجاءت مراسم أداء اليمين الدستورية الثلاثاء وسط مخاوف من نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني عقب قصف صاروخي السبت على الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل. اتهمت إسرائيل حزب الله بالمسؤولية عن القصف الذي أودى بحياة 12 طفلا، لكن الحزب اللبناني المدعوم من إيران نفى "أي علاقة" له بالواقعة. وفي وقت لاحق الثلاثاء، قصفت إسرائيل معقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، قائلة إنها قتلت قائدا عسكريا مسؤولا عن الهجوم. وأفاد مصدر مقرب من حزب الله بنجاة فؤاد شكر من الاستهداف الاسرائيلي، قبل أن تؤكّد إسرائيل في وقت لاحق "القضاء" عليه، من دون أن يصدر أي تأكيد أو نفي من حزب الله. ويتولى شكر، بحسب ما قال المصدر مهام "قيادة العمليات العسكرية في جنوب لبنان" ضد إسرائيل منذ بدء التصعيد بين الطرفين على وقع الحرب في غزة قبل عشرة أشهر. "بكل قوة" تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن الذين تم أسرهم خلال هجوم الحركة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي أدى إلى الحرب في قطاع غزة. وأدى هجوم حماس على جنوب إسرائيل إلى مقتل 1197 شخصا، معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. واحتجز المسلحون أيضا 251 رهينة، لا يزال 111 منهم في غزة، من بينهم 39 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم. وأدت حملة الرد العسكري الإسرائيلي في غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 39400 شخص، غالبيتهم من المدنيين النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس. تصاعدت التوترات الإقليمية منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الأول/أكتوبر، ونفذت فصائل مسلحة مدعومة من إيران في سوريا ولبنان والعراق واليمن هجمات على المصالح الإسرائيلية. وانتخب هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس عام 2017 خلفا لخالد مشعل. وقد كان حينذاك شخصية معروفة بعد أن أصبح رئيسا للوزراء في عام 2006 بعد فوز مفاجئ حققته حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية في نفس العام. خلال الحرب، أجرى هنية زيارات إلى إيران وتركيا، والتقى الرئيسين التركي والإيراني. وانضم إلى حماس في عام 1987 عندما تأسس الحركة في خضم الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي استمرت حتى عام 1993. جعلت إيران دعم القضية الفلسطينية محورا أساسيا في سياستها الخارجية منذ الثورة الإسلامية عام 1979. وأشادت طهران بهجوم حماس على إسرائيل لكنها نفت أي دور لها. في خطابه خلال مراسم أداء اليمين الدستورية، ندّد بزشكيان بـ"مجازر" إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، فيما هتف حاضرون "الموت لإسرائيل! الموت لأميركا". وفي إشارة إلى الولايات المتحدة قال بزشكيان "لا يمكن لأولئك الذين يقتلون الأطفال في غزة أن يعطونا دروسا في الإنسانية والتسامح مع الآخر". والإثنين أكد بزشكيان في بيان أن "الدعم لقضية الشعب الفلسطيني المظلوم ستستمر بكل قوة ولا يمكن لأي عامل أن يزعزع إرادتنا في هذا الاتجاه".
مشاركة :