نفى رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية النائب تساحي هنغبي أن تكون إسرائيل تخرق الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك، متباهياً في الوقت ذاته بأنه كان من فتح قبل 13 عاماً عندما كان وزيراً للأمن الداخلي باحة المسجد (جبل الهيكل) أمام اليهود والسياح عام 2003، ومشدداً على أن هذه الزيارات ستتواصل. وكانت مجموعاتٌ من المستوطنين اقتحمت أمس باحات المسجد الأقصى بحمايةٍ أمنية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد شهود أن عدداً من المستوطنين اقتحم الأقصى من جهةِ بابِ المغاربة. وقال هنغبي للإذاعة العامة أمس معقباً على بيان الحكومة الأردنية الذي حذر من أنه ستكون لمواصلة اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى «عواقب وخيمة»، أن هذه الاتهامات «لا أساس لها من الصحة»، وأن «إسرائيل تحافظ بدقة على الوضع القائم منذ عشرات السنين». وأضاف أنه تم التوصل قبل فترة وجيزة إلى تفاهمات مع الحكومة الأردنية تقضي بأن تقوم الأخيرة بنصب كاميرات مراقبة في باحات الحرم القدسي تبث مباشرةً إلى كل العالم «ليرى العالم من يخرق التفاهمات»، وأنه كان مفروضاً أن يطبق الأردنيون التفاهمات، «لكن الفلسطينيين يمنعونهم من ذلك لأن الكاميرات ستكشف للعالم حقيقة أن من يقوم بالاستفزازات في المسجد هم الفلسطينيون أنفسهم، خصوصاً رجال الوقف الذين يحاولون دائماً خلق التوتر، وأحياناً يسهم يهود بدورهم». وتابع أن إسرائيل تفضل أن يكون الأردن، «كدولة مستقلة منفتحة على الغرب ولها علاقات مع إسرائيل»، المسؤول عن الأماكن المقدسة للمسلمين والحفاظ على الوضع القائم في المسجد، «لكن من المؤسف أن الحكومة الأردنية تنجر أحياناً وراء تحريض السلطة الفلسطينية أو حركة حماس أو الجناح الإسلامي للحركة الإسلامية في إسرائيل». وجاء التحذير الأردني بعد دعوات منظمات استيطانية إلى تكثيف اقتحام الحرم القدسي خلال فترة الفصح اليهودي الذي ينتهي بداية أيار (مايو)، وتأمين شرطة الاحتلال حراسة مشددة للمستوطنين خلال الاقتحام والتجول في باحات الأقصى. وقال الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني في تصريح نقلته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) أمس، إن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون من انتهاكات بحق المصلين في الأقصى هو انتهاك للقوانين والمواثيق الدولية سيؤدي إلى عواقب خطيرة. وطالبت الحكومة الاحتلال بالتوقف فوراً عن هذه الممارسات، ومنع دخول المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى ساحات المسجد وتأدية الصلوات التلمودية في باحاته وإتاحة المجال أمام المصلين الفلسطينيين للدخول إلى المسجد. استخفاف بمؤتمر باريس إلى ذلك، استخف هنغبي بالمؤتمر الدولي الذي تعتزم فرنسا عقده نهاية الشهر المقبل لبحث الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وقال إن أكثر ما قد يسفر عنه المؤتمر هو منح سلم للفلسطينيين للنزول عن الشجرة والعودة إلى المفاوضات المباشرة غير المشروطة مع إسرائيل. وأضاف أن الفلسطينيين اتخذوا قبل عامين بالضبط «قراراً تراجيدياً من جهتهم» عندما تركوا غرفة المفاوضات ورفضوا كل المحاولات لاستئناف المفاوضات، معولين على المجتمع الدولي ليفرض اتفاقاً على إسرائيل، لكنهم لم ينتبهوا إلى أن العالم منشغل بتنظيم «داعش» وانهيار سورية وتدفق ملايين اللاجئين على أوروبا وتعرض القارة للإرهاب، «هذه التطورات ضربت في الصميم خطة الفلسطينيين». وزاد أن موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يشدد على أنه لا بديل عن المفاوضات المباشرة، وأن «كل الإجراءات الأخرى مثل التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية ومؤتمرات دولية مختلفة لا تقرب احتمال الحل. واعتبر عقد المؤتمر الدولي محاولة فرنسية مشروعة لحمل الطرفين على استئناف المفاوضات في ظل الفراغ الذي تركه انشغال الولايات المتحدة بنفسها، «لكننا نرفض تدخل جهات دولية لفرض حل، إنما نرحب بتدخلها لتساعد في دعم المفاوضات المباشرة لا أن تحل محلها».
مشاركة :