ينفذ وزير السياحة المصري يحيى راشد حملة إعلانية وترويجية في «معرض سوق السفر العربي» (الملتقى) الذي انطلق في دبي أمس، على أمل استعادة ما فقدته السياحة المصرية خـــلال الأشهر الماضية بعد تفجــير الطائــرة الروسية التي كانت متجهة من شرم الشيخ إلى روسيا في تشرين الأول (أكتوير) الماضي، واختطاف طائرة الشهر الماضي كانت متجهة من الأقصر إلى قبرص. ولم يخف راشد، الذي رافقه وفد كبير من رجال أعمال في قطاع السياحة، التداعيات الكارثية لهذين الحادثين على السياحة المصرية، مشدداً على أن «مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، وتسعى إلى النهوض بالقطاع نيابة عن العالم»، في إشارة إلى أن مصر ليست وحدها من تعرض لعمليات إرهابية، بل دول أوروبية وغربية أيضاً كانت عرضة لهذا النوع من الإرهاب». وأكد في حديث الى «الحياة» أن «السياحة المصرية تعيش محنة بعدما أوقفت معظم شركات الطيران العالمية والإقليمية رحلاتها إلى شرم الشيخ، وحذر بعض الدول الرعايا من السفر إلى مصر، ما أدى إلى خسارة 65 في المئة من عائدات السياحة خلال الربع الأول من العام الحالي، التي لم تتجاوز 500 مليون دولار، بعدما تجاوزت خلال الفترة ذاتها العام الماضي 1.5 بليون دولار». ويبدو أن ما شجع راشد لتنفيذ حملته الترويجية، التي حملت شعار «مصر أم الدنيا»، في «معرض سوق السفر العربي في دبي»، استقطاب أكبر عدد ممكن من السيّاح الخليجيين، والتفاوض مع شركات الطيران الإقليمية التي أوقفت رحلاتها إلى شرم الشيخ لتستأنف رحلاتها، إضافة إلى التفاوض حول التعاون مع شركات الطيران الإقليمية التي تسيّر رحلات منتظمة إلى كل من شرم الشيخ والأقصر والغردقة. وأوضح راشد أنه اجتمع مع 12 شركة طيران عالمية خلال الأيام الأخيرة، كما سيجتمع خلال المعرض مع 8 شركات إقليمية، للتفاوض حول دعم السياحة في مصر من خلال التعاون وتسيير رحلات إلى كل المدن السياحية. وأشار إلى أن الرحلات السياحية العربية عموماً والخليجية خصوصاً، لم تتأثر بالأحداث في مصر، إذ ارتفع عدد السياح العرب خلال الربع الأول من العام الحالي 50 في المئة، من بينهم 108 آلاف سعودي و83 ألف كويتي و15 ألف إماراتي، و33 ألف سائح من دول الخليج الأخرى، إضافة إلى 8 آلاف لبناني و18 ألف أردني. ويأمل راشد في أن تستقطب مصر العام المقبل 10 ملايين سائح، علماً أنها استقطبت 9.3 مليون سائح العام الماضي، و9.8 مليون سائح عام 2014، قبل أن تتراجع نسبة السياح 5 في المئة بعد حادث تفجير الطائرة الروسية، التي استمر تأثيرها خلال الربع الأول، ماـ دفع راشد إلى القول إن عام 2016 سيكون سيئاً سياحياً. وقال إن «خطة مصر الإستراتيجية في ما يتعلق بقطاع السياحة تشمل تطوير موقع الكتروني لترويج السياحة، وتقديم خدمات وتسهيل حجوزات الطيران والفنادق للأفراد والمجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكل وسائل الإعلام الحديث». ويشمل الموقع 15 لغة ويخاطب جيل الشباب الذي يمثل 65 في المئة من القوة الشرائية في العالم. وأضاف أن الخطة تشمل «تطوير البنية التحتية السياحية والمنتج السياحي، وإقامة المهرجانات السياحية والترفيهية والثقافية والموسيقية والفنية، حتى تصبح السياحة في مصر أسلوب حياة». وأشار إلى أن «الخطة تشمل أيضاً ربط خطوط مباشرة للطيران إلى كل المدن السياحية المصرية، ودعم شركات الطيران الوطنية وطائرات الشارتر، إضافة إلى تطوير الخدمة من خلال تدريب العاملين في قطاع السياحة، واستبدال الطاقة التقليدية إلى خضراء للحفاظ على البيئة وخفض الكلفة على الفنادق والمنتجعات السياحية». وشدد راشد على أن حملته الترويجية تهدف إلى «تغيير الصورة النمطية عن مصر والتركيز على ايجابياتها، من خلال الجهود المخلصة من أبناء المهنة والإعلام لإظهار أن مصر هي أم الدنيا». وقال: «نريد من السعودية والإمارات وكل الدول القادرة، دعمنا في إنعاش قطاعنا السياحي، ونريد أن يستمع العالم إلى ما تملكه مصر من إرث ثقافي وسياحي، كما نأمل في مضاعفة عدد السيّاح الإماراتيين واستقطاب مليوني سائح سعودي».
مشاركة :