تجديد العلاقة مع طريق الحرير البحري وكتابة فصل جديد من طريق الحرير معاً

  • 8/1/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعدّ فوجيان نقطة الانطلاق الشرقية لطريق الحرير البحري القديم، والمنطقة الأساسية لطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين، وتقع مدينة العلا الأثرية في المملكة العربية السعودية عند تقاطع طريق الحرير القديم وطريق التوابل، وكان ميناء جدة القديم محطة مهمة لطريق الحرير البحري القديم، ويعرف باسم "الحفرية الحية" في سجل التاريخ، كما تعد السعودية من أوائل الدول التي استجابت للبناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق". وتتمتع فوجيان والسعودية بتاريخ طويل من التبادلات والتعاملات، وتجمعهما علاقات اقتصادية وتجارية وثيقة، وقد حقق التعاون بينهما نتائج مثمرة. منذ العصور القديمة، وعلى طول طريق الحرير البحري، جاء عدد لا يحصى من التجار والمستكشفين العرب إلى فوجيان، واستقروا وتزوجوا فيها وقاموا بالأعمال التجارية والدراسة. لم يقم شعب الجانبين بإنشاء التبادلات التجارية، بل سمحوا أيضًا للثقافة الصينية التقليدية والثقافة العربية بالتعايش في انسجام، وولدت إنجازات فريدة في مجال التبادل الثقافي وتركت تراثاً ثقافياً قيماً للأجيال القادمة. كما أصبح المزج المتبادل بين الثقافتين شاهداً حياً على التبادلات الثقافية الصينية العربية، مما أدّى إلى تعميق التفاهم المتبادل والصداقة طويلة الأمد بين الشعبين، ونسج صورة صداقة تمتد عبر الزمان والمكان، وتتجدد عبر الزمان. وتستمر الصداقة العميقة الممتدة منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا، ولا يزال صدى التبادلات التجارية القديمة والتبادلات الثقافية يتردد في العصر الحديث. وفي الوقت الحاضر، تبذل فوجيان قصارى جهدها لتعزيز التواصل بين مبادرة الحزام والطريق و"رؤية 2030" للسعودية، وتستمر الشراكة الاقتصادية والتجارية مع المملكة العربية السعودية في التقدم، والتعاون في البتروكيماويات والملابس والأثاث والمعدات الصحية الخزفية وغيرها من المجالات في تطور مستمر. وفي فبراير 2024، بدأ البناء الرئيسي لمشروع جولي الصيني السعودي للإيثيلين بالكامل. ويتم تمويل وبناء مشروع جولي الصيني السعودي للإيثيلين بشكل مشترك من قبل الشركة السعودية للصناعات الأساسية ومجموعة فوجيان للطاقة والبتروكيماويات، وهو أكبر مشروع استثماري مشترك صيني أجنبي لمرة واحدة في مقاطعة فوجيان حتى الآن، وهو أيضًا أول مشروع كبير في الصين يتضمن استثماراً مشتركاً مباشراً بين مؤسسة إقليمية محلية مملوكة للدولة وشركة البتروكيماويات العملاقة الرائدة في العالم، وتبلغ قيمة إجمالي الاستثمار 44.8 مليار يوان صيني، وستبلغ قيمة الإنتاج السنوي بعد الانتهاء منه حوالي 34 مليار يوان صيني، ومن المخطط أن يتم الانتهاء منه بالكامل ودخوله حيز الإنتاج بحلول نهاية عام 2026. يعد مشروع جولي للتكرير والكيماويات في مرحلته الثانية أكبر مشروع صناعي استثماري لمرة واحدة في مقاطعة فوجيان حتى الآن. ومن المخطط أن يتم إنشاء المشروع بشكل مشترك بين مقاطعة فوجيان وسينوبك وأرامكو السعودية، ويقدر إجمالي الاستثمار بـ 71.14 مليار يوان صيني، ويشمل محتوى البناء بشكل رئيسي بناء وحدات جديدة لتكرير النفط بقدرة 16 مليون طن سنوياً، و1.5 مليون طن سنوياً من الإيثيلين، و2 مليون طن سنوياً من الهيدروكربونات العطرية. وتمت الموافقة حالياً على المشروع من قبل لجنة التنمية والإصلاح بمقاطعة فوجيان إيذانا بالتدشين الرسمي للمشروع في منطقة تنمية جولي بمدينة تشانغتشو. وإضافة إلى ذلك، تعاونت أرامكو السعودية مع فوجيان لتأسيس شركة فوجيان المتحدة للبتروكيماويات المحدودة، وشركة سينوبك سينمي (فوجيان) للبترول المحدودة. وتمتلك شركة فوجيان المتحدة للبتروكيماويات المحدودة استثمارات إجمالية تبلغ حوالي 40 مليار يوان صيني، وتمتلك حاليًا قدرة إنتاجية متكاملة للمواد الكيميائية تبلغ 14 مليون طن سنوياً من تكرير النفط، و1.1 مليون طن سنوياً من الإيثيلين، و1 مليون طن سنوياً من البارازيلين. شركة سينوبك سينمي (فوجيان) للبترول المحدودة، لها فروع في 9 مدن في مقاطعة فوجيان، تقوم بتشغيل وإدارة أكثر من 1000 محطة وقود و10 مستودعات للنفط، وتوظف ما يقرب من 10 آلاف شخص. في السنوات الأخيرة، استمر زخم "الاندفاع في الاتجاهين" للتعاون بين فوجيان والسعودية في تزايد. وحتى نهاية عام 2023، بلغ إجمالي حجم الواردات والصادرات بين فوجيان والسعودية 57.48 مليار يوان صيني، وقامت فوجيان بتسجيل (التصديق) وإنشاء 6 شركات ومؤسسة واحدة في المملكة العربية السعودية، ويبلغ إجمالي مبلغ الاستثمار المتفق عليه من الصين 85.11 مليون دولار أمريكي. وبالوقوف عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، والاعتماد على الزخم القوي لتعميق التواصل بين البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية 2030"، يأتي التعاون بين فوجيان والمملكة العربية السعودية في الوقت المناسب والصحيح. ونحن نتطلع إلى أن يعمل الطرفان معًا بشكل وثيق لاغتنام هذه الفرصة التاريخية، وتعزيز روح طريق الحرير المتمثلة في "السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والفوز المشترك" والمضي قُدماً بها، وتحدي الصعوبات معاً، وفتح فصل جديد من التعاون عالي الجودة في إطار البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" و"رؤية 2030" للسعودية لتحقيق ترابط وتواصل أعمق وأوسع، وازدهار مشترك. موقع بناء مشروع جولي الصيني السعودي للإيثيلين في حديقة جولي للبتروكيماويات. (تصوير: زان تشاويو)

مشاركة :