تنامي أهمية التحركات الإماراتية على الساحة الأفريقية

  • 7/30/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تتزايد المؤشرات على تصاعد الدور الإماراتي على الساحة الدولية، خاصة في أفريقيا، التي غدت إحدى الدوائر الحيوية للتحركات الإماراتية على المستوى العالمي، وهو ما تعكسه تطورات متزامنة مؤخراً، أولها تهنئة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في 27 يوليو الجاري، خلال اتصال هاتفي، بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا بمناسبة إعادة انتخابه. وبينما جاءت التهنئة الإماراتية في سياق التفاعل النشط مع مختلف التطورات والتفاعلات الأفريقية، فإنها تزامنت مع إرسال الإمارات مساعدات إغاثية لإثيوبيا عقب كارثة الانهيارات الأرضية الأخيرة، كما توازت مع إنجاز الإمارات والمغرب بنجاح المحادثات بشأن اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة. وتتماهى تلك التطورات، مع تأكيد رئيس الدولة، حفظه الله، خلال استقباله جوليوس مادا بيو، رئيس جمهورية سيراليون، في السادس من شهر مارس الماضي، على التوجه الاستراتيجي للإمارات نحو تقوية روابطها التنموية مع القارة الأفريقية بما يعود بالخير على الجميع، ودعم دولة الإمارات كل ما يحقق السلام والاستقرار والتنمية في القارة. وتعمل دولة الإمارات على التطوير المتواصل لدورها على الساحة الأفريقية على نحو يتناسب مع تزايد أهمية موقع القارة في سياق التنافس الدولي، وتصاعد أهميتها عالمياً، في ظل انتهاج الدولة استراتيجية «الكل رابح» عبر دعم مصالحها توازياً مع إيجاد مجال للبلدان الأفريقية لتنويع خياراتها وارتباطاتها الدبلوماسية والأمنية والسياسية، من خلال شراكات استراتيجية تعزز قدرتها التفاوضية وخياراتها الدولية. وفي هذا الشأن تحظى أفريقيا بموقع رئيس في برنامج الشراكات الاقتصادية الشاملة، والذي تبنته الإمارات منذ عام 2021، بعد إبرامها في عام 2023 اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع موريشيوس، والسير نحو توقيع اتفاقيات مماثلة مع كينيا والكونغو برازافيل. وتتناسب تلك الشراكات مع تنامي الاستثمارات الإماراتية في أفريقيا، إذ تعهدت دولة الإمارات باستثمارات أجنبية مباشرة بنحو 52.8 مليار دولار عام 2022، أي ما يعادل 20 ضعف تعهدات الصين و7 أضعاف التعهدات الأميركية، وفق بيانات «إف دي آي ماركتس»، ورغم تراجع ذلك الرقم إلى نحو 44.5 مليار دولار في 2023، فإنه ما يزال يمثل ضعف تعهدات الصين، التي حلت في المرتبة الثانية. وتُظهر سياسة الإمارات واستثماراتها على الساحة الإفريقية ما يمكن أن يُطلق عليه «فن إدارة الشراكات الاستراتيجية»، عبر أدوات منها أيضاً التوسع في البعثات الدبلوماسية، حيث تتواجد البعثات الإماراتية حالياً في نحو 37 دولة من أصل 54، وتنشط في الأقاليم الإفريقية الخمسة، وذلك بالتوازي مع تصاعد حجم المساعدات الإنسانية والخيرية الإماراتية في أفريقيا التي استحوذت على نحو 50% منها خلال الفترة بين عامي 2012 و2022، ما يدعم وجود دولة الإمارات في القارة، ويعزز قوتها الناعمة وصورتها الإيجابية لدى المجتمعات المحلية. ويمكن القول، إن الفوائد التي تجنيها دولة الإمارات الآن من علاقاتها بالقارة الأفريقية، هي ثمار خياراتها السياسية وتحركاتها الدولية، إذ كانت الإمارات أول دولة خليجية تنضم إلى المفوضية الإفريقية بصفة مراقب، وقد فتحت علاقاتها الوثيقة مع دول القارة الباب لمشاركتها في القمة الاستثنائية الثانية والأربعين لقادة دول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) لبحث التوتر بين الصومال وإثيوبيا، وكذلك جهود حل الصراع السوداني، الأمر الذي يتسق مع أدوار دولة الإمارات الدولية ونهج قيادتها الرشيدة في نشر السلام وحل الصراعات الدولية بالأدوات السلمية. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

مشاركة :