أصبحت الصين تعج بتدفق السياح الأجانب من العاصمة الصاخبة بكين إلى مدينة تشانغجياجيه الجبلية. مع مشاركة العديد من المسافرين الأجانب لتجاربهم عبر الإنترنت، أصبحت عبارة "السفر إلى الصين" مصطلحا رائجا عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الخارج. وتقدم القصص المباشرة وجهات نظر جديدة تكشف زيف الادعاءات الغريبة التي تروج لها بعض وسائل الإعلام الغربية ضد الصين وتسمح للأجانب برؤية الصين على نحو أكثر شمولا وأصالة. وقالت مدونة الفيديو الأسترالية جوزي في مدونة فيديو عن رحلتها الأولى في الصين "معظم معرفتي بالصين تقتصر على ما سمعته في نشرات الأخبار على مدى الأعوام القليلة الماضية". وبعد زيارة مدينة شانغهاي شرقي الصين، قالت إن ما رأته أذهلها حقا. وقالت "معظم المخاوف التي كانت لدي بشأن الصين ببساطة لم تتحقق. ومع استكشافي المزيد من المدينة، كانت الابتسامات الدائمة والأطفال الودودون والود العام من جانب كل من قابلناهم سمات تجعلني أشعر بالراحة والترحيب". تتكرر تجارب جوزي بين ملايين السائحين الأجانب ممن أذهلهم التقدم الذي أحرزته الصين في التكنولوجيا الحديثة والثقافة الثرية وهم ينضمون إلى اتجاه السفر إلى الصين الرائج. وقد سلط العديد منهم الضوء على كلمات رئيسية مثل "غير متوقع" أو "لم يتخيله أحد" أو "لا يصدق" عبر وسائل التواصل الاجتماعي لوصف رحلاتهم إلى الصين. وقال هيديتوشي تاشيرو، كبير خبراء الاقتصاد في شركة ((إنفينيتي)) المحدودة اليابانية، والذي سافر أخيرا أيضا إلى شانغهاي، إنه لم ير ما يسمى "المشاهد الموحشة" في المدن الصينية المذكورة في بعض التقارير الإخبارية. وقال "ما رأيته كان مركبات تعمل بالوقود وأخرى كهربائية تسير جنبا إلى جنب على الطرق، بالإضافة إلى مواقع بناء جديدة مزدحمة". وأضاف "من المدفوعات غير النقدية إلى أنظمة توجيه المرور، تم رقمنة كل جانب تقريبا من جوانب المجتمع الصيني. الشوارع نظيفة وتتسم المناظر الطبيعية للمدينة بالجمال". إلى جانب المدن الكبرى والمعالم الشهيرة لدى الأجانب، فإن العديد من المدن الأقل شهرة وحتى القرى الريفية في الصين على الخريطة السياحية أيضا. كما توجد جولات أصغر ومخصصة من أجل تلبية الحاجات المتنوعة. على سبيل المثال، حققت تشانغجياجيه زيادة قدرها 569 بالمئة في أعداد السائحين الوافدين إليها في النصف الأول من العام. وبفضل غاباتها البدائية وجبالها الرائعة، يتوق المسافرون الأجانب إلى رؤية مناظرها الطبيعية الرائعة. أصبحت مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين وجهة شهيرة للسياح الأجانب، خاصة من كوريا الجنوبية. ويمكن أن يُعزى هذا الارتفاع في السياحة إلى تقديم وكالات السفر الكورية الجنوبية لبرامج "سياحة الباندا". اكتسبت هذه البرامج شعبية بعد عودة فو باو، أول باندا عملاقة تولد في كوريا الجنوبية، إلى الصين. وقال جاهو هوانغ، مدير معهد الاستراتيجية العالمية والتعاون العالمي، إنه مع زيادة عدد السياح الدوليين الذين يزورون الصين، فإن سوء الفهم والأحكام المسبقة ستتضاءل تدريجيا. وأضاف أن "الناس من مختلف أنحاء العالم سيفهمون حقا الثقافة الصينية الرائعة وحماس الشعب الصيني". وقد تزايد الاهتمام بالسفر إلى الصين بسبب سياسة الإعفاء من التأشيرة المتوسعة في الصين وتحسين الخدمات المقدمة للسياح الوافدين. أطلقت الصين الآن سياسة الدخول بدون تأشيرة لمدة 15 يوما لـ 15 دولة على أساس تجريبي ووسعت نطاق سياسة العبور بدون تأشيرة لمدة 144 ساعة إلى 37 ميناء دخول، ما يتيح لـ 54 دولة فرصة السفر قصير الأمد وزيارات الأعمال. كما اتخذت الصين تدابير لتحسين الخدمات مثل تسهيل استخدام الدفع عبر الهاتف المحمول للأجانب، وتنفيذ سياسات الدخول بدون حجز في المواقع السياحية، وتقديم لغات متعددة وطرق دفع متنوعة لمساعدة المسافرين الدوليين في شراء التذاكر دون عناء. وبفضل هذه الجهود، دخل 14.64 مليون مواطن أجنبي إلى الصين عبر مختلف الموانئ في النصف الأول من هذا العام، بزيادة قدرها 153 بالمئة على أساس سنوي. ومن اللافت للنظر أن 8.54 مليون أجنبي دخلوا الصين بدون تأشيرة، بزيادة قدرها 190 بالمئة على العام السابق، وفقا للهيئة الوطنية للهجرة. وقال هوانغ "هذا يوضح تصميم الصين على توسيع التبادلات بين الشعوب وتحسين مؤسسات وآليات الانفتاح على مستوى عال". ومع سعي العالم إلى فهم أعمق للصين، ترحب البلاد بهذا الحماس وحب الاستكشاف. ومع زيادة عدد المسافرين الأجانب الذين يزورون الصين، فإن قصصهم ستتجاوز الحدود وستعزز التفاهم المتبادل.
مشاركة :