بدأ آلاف المندوبين «الديموقراطيين» الإدلاء بأصواتهم أمس لتعيين نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس رسمياً مرشحة الحزب لخوض السباق إلى البيت الأبيض، في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب في 5 نوفمبر المقبل. وتجري عملية الاقتراع، التي تستمر عدة أيام، بالتصويت الإلكتروني في مؤشر إضافي إلى الطابع غير الاعتيادي للحملة هذه السنة. وتجري عملية الترشيح الرسمي عادة حضورياً خلال مؤتمر عام يعقده الحزب. لكن مع تحديد ولاية أوهايو مهلة تنتهي الأربعاء المقبل ليعلن الحزبان «الديمقراطي» و«الجمهوري» اسمي مرشحيهما للبيت الأبيض، قرر «الديموقراطيون» استباق موعد المؤتمر ومباشرة التصويت إلكترونيا، في إجراء نادر لكن سبق اعتماده عام 2020 في ظل تفشي وباء كوفيد. وبدأت عمليات التصويت أمس وتنتهي عصر الاثنين. ولم يوضح الحزب «الديمقراطي» كيفية متابعة الاقتراع بصورة يومية وإعلان نتائجه. وتوحي المؤشرات بحسب المراقبين السياسيين إلى أن المدعية العامة السابقة والسيناتورة السابقة عن كاليفورنيا تعتزم اختيار نائب للانضمام إلى حملتها، وتُطرح في هذا السياق أسماء أربعة حكام ولايات أساسية وسيناتور، وبعد ذلك يحتفي الحزب في منتصف أغسطس بترشيح هاريس في شيكاغو في مراسم تنصيب احتفالية. وعلى وقع مؤشرات تفيد بتقارب فارق النقاط في استطلاعات الرأي بين طرفيْ السباق الرئاسي الأميركي، المرشحة «الديمقراطية» كامالا هاريس وغريمها دونالد ترامب، كثفت حملة الرئيس «الجمهوري» السابق جهودها، لإعادة الإمساك بزمام المبادرة، عبر بث مزيد من الإعلانات التليفزيونية، في محاولة لوضع حد للتقدم المتسارع لـ«هاريس»، منذ أن أصبحت ممثلة للديمقراطيين في المعركة الانتخابية. وكشفت مصادر أميركية مطلعة النقاب عن أن «الجمهوريين» أنفقوا أكثر من 1.7 مليون دولار على تلك الإعلانات التي ستُبث على مدار الأسبوعيْن المقبليْن، ويُتوقع أن تتركز في الولايات المتأرجحة الرئيسة، مثل أريزونا وبنسلفانيا ونيفادا وجورجيا وميشيجَن وويسكنسُن. وربط محللون بين إطلاق هذه الحملة، ووصول الفارق بين المتنافسيْن، وفقاً لمتوسط نتائج أربعة من استطلاعات الرأي التي أُجريت حديثاً، إلى أقل من نقطة ونصف النقطة، وذلك بعدما حصلت هاريس على 43.5% من أصوات المستطلعة آراؤهم، في حين حظي المنافس الجمهوري بـ44.8% منها. وأشار المحللون إلى أن تكثيف الحملة «الجمهورية» هجماتها على المرشحة «الديمقراطية» يأتي بعدما نجحت هاريس في الهيمنة على العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام، وكذلك استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، خلال الأيام التالية لإعلان الرئيس جو بايدن تنحيه عن السباق، وإعرابه عن دعمه لها لكي تحل محله. وبحسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، من المنتظر أن تركز حملة الإعلانات التليفزيونية المناوئة لـ«هاريس»، على مواقفها. وتفيد بيانات نشرتها وسائل إعلام واسعة الاطلاع في واشنطن بأن المبلغ الإجمالي الذي خصصته حملة ترامب لتمويل الإعلانات الداعمة له حتى 12 من أغسطس الجاري في ست من الولايات المتأرجحة، يبلغ ما يقرب من 12.2 مليون دولار. وفي مواجهة هذا «القصف الإعلاني» العنيف، الذي يندرج في إطار ما يُوصف بـ«أول حملة إعلانية كبرى» تستهدف هاريس منذ إعلانها ترشحها، نقلت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية الإلكترونية عن مصادر إعلامية أميركية قولها: إن المعسكر «الديمقراطي»، يعتزم بدوره بث مجموعة من الإعلانات المضادة، خلال الأيام القليلة المقبلة. ويُنتظر أن تكون هذه الإعلانات جزءاً مما سماه أنصار هاريس «حملة إعلانية خاطفة»، تتكلف قرابة 50 مليون دولار، وتُبث في الفترة التي تسبق عقد المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، المقرر في مدينة شيكاغو. ويستفيد «الديمقراطيون» من حصيلة تبرعات قياسية جمعتها حملة هاريس وبلغت 200 مليون دولار.
مشاركة :