تحتضن قرى منطقة الباحة التراثية المتناثرة على امتداد جبال السراة فعاليات ومبادرات نوعية ، ضمن مهرحان صيف الباحة للعام الحالي ، الذي يستمر حتى بداية العام الدراسي. وفتحت القرى التراثية بالمنطقة أبوابها لاستقبال الزوار المتطلعين للوقوف على أطلال وبقايا حياة اجتماعية من أزياء تراثية وأكلات شعبية وألعاب فلكلورية والفنون التراثية و الحِرف اليدوية ومعارض الصور الفوتوغرافية، التي تحاكي الموروث الشعبي والعمق الحضاري والتاريخي ، إضافة إلى التفاصيل العمرانية الشاهده على ماضي الإنسان وتاريخه القديم والتي تعكس الهوية الثقافية والتاريخية للمنطقة. وقد شهد حصن الأخوين وقرية الموسي التراثية وسوق ربوع الصفحى التاريخي وسوق السبت ببلجرشي, إضافة إلى المتاحف المنتشرة في محافظات المنطقة تفعيلاً للأنشطة السياحية المتنوعة. ومن تلك القرى التي اكتسبت خصوصية ومكانه تاريخية حصن الأخوين الذي يطلّ على قرية الملد صامدًا ببنائه وشامخًا بتاريخه، ويجاوره العديد من المنازل التراثية القديمة. وفي السياق ذاته أطلق صاحب متحف الأخوين في قرية الملد محمد مسفر الغامدي عدداً من المبادارت التاريخية والفنية التي تسهم في التعريف بتراث وتاريخ وثقافة المنطقة وربط الأجيال الجديدة بالفنون الشعبية القديمة ، حيث تحدث لـ"واس" قائلاً : إنه تم الاستفادة من مقومات القرية التاريخية في تنفيذ عدد من البرامج الشعيية القديمة كتعليم عدد من صغار السن على فنون أداء العرضة الجنوبية والرقصات الشعبية ، وإظهار الأزياء والاسلاحة القديمة. وأشار إلى أن قرية الملد التاريخية إرث حضاري وتراث عمراني فريد وحصون أثرية شامخة تمتد إلى أكثر من ٤٠٠ عام، تمتاز بحصونها المرتفعة والشامخة، ومن أبرز حصونها حصن الأخوين «التوأمين» الأثري. وحققت تلك القرى التراثية بما تقدمه إقبالاً لافتًا للزوار من داخل المملكة وخارجها الذين استمتعوا بالتراث والجلوس والتعايش مع طقوسها المختلفة التي تخاطب الماضي بكل تفاصيله. يذكر أن القرى التراثية التي تنتشر في محافظات الباحة ، تمثّل نافذة إلى السياحة التراثية الثقافية والتاريخية والأثرية ورافداً اقتصادياً، حيث تستقطب الأسر المنتجة المتخصصة في الأكلات الشعبية المتعارف عليها في كل قرية، ويشارك الزوار في ممارسة الرقصات و الأهازيج الشعبية والتقاط الصور التذكارية في أروقة تلك القرى التراثية.
مشاركة :