أبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سعر الفائدة دون تغيير الأربعاء، لكن رئيس المجلس جيروم باول قال: «إن صناع السياسات ربما يكونون مستعدين لخفض تكاليف الاقتراض بحلول اجتماعهم المقبل في سبتمبر، مع زيادة ثقتهم بأن التضخم يقترب من المستهدف عند 2% بعد بيانات جديدة». وبدا تصريح باول في مؤتمره الصحفي عقب انتهاء أحدث اجتماع للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي بمثابة تأكيد على حدوث تحول في سبتمبر. وقالت لجنة السوق المفتوحة التابعة للبنك في بيان «كان هناك بعض التقدم الإضافي نحو هدف اللجنة البالغ اثنين في المئة». وصدر بيان اللجنة بعد نهاية اجتماع السياسة النقدية، الذي استمر يومين وأبقت فيه على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في نطاق 5.25-5.50 في المئة. وذهب باول إلى أبعد من ذلك، إذ قال للصحفيين: «يوجد شعور متزايد بالثقة في إمكان التحرك في الاجتماع المقبل» إذا أكدت بيانات التضخم الجديدة مسار الهبوط. الانتخابات الرئاسية ورغم تحذير مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي من أي إجراءات من شأنها أن تفسد نهجهم القائم على تحديد السياسات النقدية وفقاً للبيانات وليس السياسة أدى الانخفاض المستمر في الأسعار في الأشهر القليلة الماضية إلى إجماع واسع على أن معركة التضخم تقترب من نهايتها. وقد تؤثر مثل هذه النتيجة أيضاً على السباق الرئاسي هذا العام، حيث سعى الجمهوريون إلى ربط نائبة الرئيس كامالا هاريس بارتفاع التضخم في السنوات الثلاث الماضية، وقال الرئيس السابق دونالد ترمب: «إن الفيدرالي يجب ألا يخفض الأسعار قبل الانتخابات». وأشار أعضاء مجلس المحافظين أنه سيكون من الملائم خفض تكاليف الاقتراض قبل أن يعود التضخم بالفعل إلى المستهدف، وذلك لمراعاة الوقت الذي تستغرقه السياسة النقدية للتأثير على الاقتصاد. وقال المجلس في بيانه: إن الاقتصاد «استمر في التوسع بوتيرة قوية»، ورغم «تباطؤ مكاسب الوظائف»، إلا أن معدل البطالة «ظل منخفضاً». ولم يلتزم البنك المركزي الأمريكي في بيانه بخفض الفائدة في سبتمبر، وأكد أن صناع السياسات ما زالوا بحاجة إلى «ثقة أكبر بأن التضخم يتحرك بصورة مستدامة نحو 2% قبل خفض تكاليف الاقتراض». قال باول: «إن بيانات التضخم والعمالة تستمر في التحرك نحو توازن أفضل». وأوضح باول أن خفض سعر الفائدة أصبح مطروحاً على الطاولة في سبتمبر، مضيفاً، «يمكنني أن أتخيل سيناريو التخفيضات الصفرية لعدة تخفيضات هذا العام، اعتماداً على كيفية تطور الاقتصاد». مراقبة فيما يراقب المركزي الأمريكي عن كثب سوق العمل ويظل يقظاً بشأن علامات التباطؤ الحاد المحتمل، وقال باول: «نحن نراقب ذلك بعناية شديدة.. نحن ندرك هذا الدور الذي أود أن أسميه شيئاً إحصائياً حدث عبر التاريخ». وقال: «الشعور العام للجنة هو أن الاقتصاد يقترب من النقطة التي سيكون من المناسب عندها خفض سعر الفائدة». وأوضح باول: «السؤال هو ما إذا كان مجمل البيانات والتوقعات المتطورة وتوازن المخاطر يتفق مع زيادة الثقة في التضخم، والحفاظ على سوق عمل قوي». «إذا تم استيفاء هذا الاختبار فقد يكون خفض سعر الفائدة لدينا مطروحاً على الطاولة أو بمجرد الاجتماع التالي في سبتمبر». وبعد اعتدال بيانات التضخم في الربع الثاني اكتسب مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي «ثقة أكبر» بأن ضغوط الأسعار تهدأ بطريقة ستفتح الباب أمام خفض أسعار الفائدة. وأعطى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي للمتداولين الإشارة التي كانوا ينتظرونها بخفض محتمل في سبتمبر المقبل. ورحب الأسواق بتصريحات باول، مما زاد شهية المستثمرين على الأسهم، حيث ارتفع مؤشر ناسداك إلى مستويات تاريخية. وقدر متداولو الأسواق المالية احتمالات بنسبة 100% بأن يقلص المركزي سعر الفائدة المرجعي خلال اجتماعه المقرر في 17 و18 سبتمبر المقبل. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :