أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي حق بلاده في الدفاع عن أرضها وسيادتها وكرامتها ضد التصعيد الإسرائيلي الممنهج والخطير، وذلك بكل الوسائل المتاحة، مشددًا على أنهم لن يترددوا في هذا الخيار مهما غلت التضحيات. وشدد في كلمته من مقر قيادة الجيش اللبناني، أنهم أبلغوا الدول الشقيقة والصديقة أنهم «دعاة سلام وليسوا دعاة حرب، ويسعون إلى استقرار دائم من خلال استرجاع الأجزاء المحتلة من الجنوب، وضرورة التزام إسرائيل بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بكل بنوده». وقال ميقاتي: «للسنة الثانية على التوالي، يغيب الاحتفال التقليدي في الأول من أغسطس/آب، ويفتقد الملعب الأخضر في ثكنة شكري غانم في الفياضية رئيس البلاد محاطاً بأركان الدولة، وهو يسلم السيوف للضباط المتخرجين الذين تصدح أصواتهم وهم يقسمون يمين الذود عن الوطن». وأشار إلى أن «هذا الشغور الرئاسي لا ينغص وحده فرحة هذه المناسبة الوطنية، بل كذلك الظروف الأمنية التي يعيشها لبنان، من جنوبه إلى بقاعه، وصولاً بالأمس إلى الضاحية الجنوبية للعاصمة، وذلك نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على سيادة لبنان وسلامة أراضيه. فضلاً عن الضائقة الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اللبنانيون عموماً، والعسكريون خصوصاً. تُضاف إلى كل ذلك تطورات إقليمية مقلقة تنذر بارتفاع منسوب الخطر واتساعه من منطقة إلى أخرى». وشدد ميقاتي في كلمته على أنه بالرغم من كل ذلك فإن «الرهان عليكم، ضباطاً ورتباء وأفراداً، يبقى الضمانة الأكيدة لوحدة لبنان، أرضاً وشعباً ومؤسسات، ما يجعل الالتفاف حول مؤسستكم واجباً وطنياً جامعاً تسقط أمامه كل الرهانات والمصالح، سياسية كانت أم شخصية، لأن الشهادات التي قدمتموها على مذبح الوطن لم تكن يوماً إلا في سبيل رفعته وسيادته وسلامته». ودعا ميقاتي إلى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، داعياً النواب إلى تحمل مسؤولياتهم وتجاوز التباينات في مواقفهم، والتشاور فيما بينهم من خلال حوار صادق وصريح ومتكافئ يؤدي إلى اختيار من يرونه مناسباً لقيادة مسيرة إعادة الحياة إلى الوطن. وأضاف: «في الوقت الذي نلتقي فيه اليوم، ما زال أهلنا في الجنوب والبقاع وبالأمس في الضاحية الجنوبية لبيروت، يواجهون اعتداءات إسرائيلية أوقعت مئات الشهداء والجرحى من المواطنين والعسكريين والمقاومين، وهجرت عائلات خسرت منازلها وأحرقت ممتلكاتها، ولا شيء يدل على أن الغطرسة الإسرائيلية ستقف عند حد». أما قائد الجيش العماد جوزيف عون، فقد شدد على أن مؤسسة الجيش ستبقى صامدة لعدة أسباب، أهمها وجود الرئيس ميقاتي على رأس مجلس الوزراء، الداعم الأساسي للمؤسسة العسكرية. وكان رئيس الحكومة قد زار مقر قيادة الجيش في اليرزة، بمناسبة عيد الجيش، حيث استقبله قائد الجيش العماد جوزيف عون، ثم التقى الضباط في «قاعة العماد نجيم». لبنان يشكو إسرائيل لمجلس الأمن وجهت بعثة لبنان الدائمة في نيويورك، أمس الخميس، شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، والأمين العام للأمم المتحدة، بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن لبنان شدد في الشكوى التي تقدم بها لمجلس الأمن على أنه يرى في هذه الاعتداءات الإسرائيلية الفصل الأكثر خطورة، حيثُ شكّلت تصعيداً خطيراً كونها طالت منطقة سكنية شديدة الاكتظاظ، في انتهاكٍ واضحٍ وصارخٍ لسيادة لبنان وسلامة أراضيه ومواطنيه، ولكافة قرارات الأمم المتحدة التي تفرض على إسرائيل وقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية، ومنها القرار 1701 لعام 2006، وكذلك القوانين الدولية والإنسانية وميثاق الأمم المتحدة. حزب الله يطلق عشرات الصواريخ وأعلن حزب الله أنه أطلق الخميس عشرات الصواريخ على شمال إسرائيل رداً على غارة إسرائيلية دامية استهدفت قرية في جنوب لبنان، في أول هجوم يشنّه الحزب منذ أن اغتالت إسرائيل مساء الثلاثاء أحد أبرز قيادييه. وقال الحزب في بيان إنّه قام بإطلاق عشرات من صواريخ الكاتيوشا على مستوطنة متسوفا، وذلك دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وردا على اعتداء العدو الإسرائيلي على بلدة شمع واستشهاد عدد من المدنيين فيها. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ مقذوفات عدّة عبرت من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل لكنّه تمكّن من اعتراض قسم منها بينما «سقط القسم الباقي في أراض خلاء». وأكّد البيان أنّه لم يسجّل سقوط إصابات من جراء هذا القصف. وأضاف البيان أنه بعيد هذا القصف الصاروخي، أغارت طائرات إسرائيلية على الموقع الذي أطلقت منه المقذوفات في منطقة ياطر في جنوب لبنان. كما قصفت المدفعية الإسرائيلية، وفقاً للبيان نفسه، أهدافاً في قريتي رميش ورامية في جنوب لبنان. وهذا أول هجوم صاروخي يشنّه حزب الله منذ اغتالت إسرائيل مساء الخميس في غارة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت القيادي العسكري البارز في التنظيم فؤاد شكر الذي كان مسؤولاً عن إدارة عمليات الحزب في جنوب لبنان. وتوعّد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الخميس إسرائيل بأنّ عليها انتظار “الردّ الآتي حتماً” بعد اغتيالها شكر. وبعد ساعات من اغتيال شكر، اتُّهمت إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بضربة استهدفت مقرّ إقامته في طهران، بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. وأثار استشهاد هنية وشكر مخاوف من اتساع نطاق المواجهة في المنطقة. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :