نتنياهو في الولايات المتحدة ليحشد ضدّ إيران وحلفائها

  • 7/23/2024
  • 21:32
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يتواجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ضيافة الكونغرس وجو بايدن، بعدما أعلن الرئيس الديموقراطي انسحابَه من سِباق الرئاسة الأميركية. ويُتوقع أن يُلْقي نتنياهو خطاباً لجذْب التصفيق له ليراه المجتمع الاسرائيلي ويبرهن كيف استطاع ترويضَ أميركا والتملّص من إملاءاتها وليقدّم نفسَه كقائدٍ يستحق البقاءَ في الحُكْم على الرغم مما حصل في 7 أكتوبر من إخفاقٍ يتحمّل مسؤوليتَه كقائدِ القوات المسلحة والأمنية. ورغم أن لقاء نتنياهو بالرئيس الأميركي أصبح بروتوكولياً، ولكنه ليس من دون أهمية، لأن بايدن سيبقى في الرئاسة للأشهر الستة المقبلة، وهي الأخطر على إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط. وجلّ ما يصبو إليه رئيس الوزراء في لقاءاته المقبلة وكلمته أمام الكونغرس هو حشْد الهِمم والدعم الكامل ليأخذ الضوءَ الأخضر بأن واشنطن ستكون إلى جانبه إذا تطورتْ الحرب الدائرة الآن إلى حرب أوسع بكثير مما هي عليه اليوم بعد تصميم نتنياهو على عدم الذهاب إلى صفقة وقف إطلاق النار مع «حماس» إلا بشروطٍ تعجيزية. فقد أعلن نتنياهو قبل ذهابه إلى واشنطن، انه أعطى التعليمات للوفد المُفاوِض للتحضّر للذهاب يوم غد للقاء الوفود المفاوضة القطرية - المصرية - الأميركية لبثّ الحياة ومعاودة التفاوض. ويتزامن هذا اليوم مع آخِر يوم للكنيست قبل دخوله في عطلة رسمية يعود بعدها في أكتوبر، ما يضمن عدم عرقلة أحد من السياسيين خططه المتعلقة بشروط المفاوضات. إلا أن التوقيتَ والمضمونَ لهما أهمّيتهما الإضافية: فنتنياهو لا يُعْطي الصلاحيةَ اللازمةَ للوفد المُفاوِض بعدما وَضَعَ شروطاً تعجيزيةً مثل عدم الانسحاب من ممرّيْ نتساريم (الذي يفصل الشمال عن جنوب عزة) وفيلادلفيا (الذي يفصل غزة عن معبر رفح ومصر). كذلك أعلن أنه سيقاتل حتى قتْل أو استسلام «حماس» من أصغر إلى أكبر مسؤول فيها ويريد إبقاء حرية الحركة لجيشه ليدخل غزة حين يشاء حتى ولو احترمت الحركة الاتفاق. وأخيراً، يريد اطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء في المرحلة الأولى. هذه الشروط تتعارض مع مطالب السياسيين الإسرائيليين بوقف الحرب وكذلك ما طلبه قادة الأجهزة الأمنية مثل رئيس الأركان هيرتسي هاليفي والقادة الأمنيين الآخرين لجهة الانسحاب من غزة. وقد أتى الرد من أحد حلفاء نتنياهو في حكومته اليمينية المتطرفة وزير المال بتسلئيل سموتريش بان «قيادة الجيش لا تعرف حدودها وبدل تكثيف القتال تدعم صفقة تبادل غير شرعية، وأي صفقة تُسْقِط الحكومة». ولكن ما أسباب تعطيل نتنياهو للمفاوضات؟ أتى الجواب من رئيس الوزراء نفسه حين صرّح «بان الضغطَ العسكري يأتي بنتيجة ويفرض التنازل وهذا ما يحصل كلما نرفض مقترحات«حماس» او تعديلاتها على مقترحات إسرائيل». ولكن إسرائيل لا تجهل ان «حماس» لم تنهزم وهي أدركت هذه الحقيقية التي لا تخفى على القادة السياسيين والعسكريين. إلا أن المقاومة تتألم لألم الناس الذين يقتلهم جيش الاحتلال ويدمّر خيمهم بعدما دمّر منازلهم ويستمرّ بتهجيرهم من مكان إلى آخَر لإيجاد حالة من عدم الاستقرار والأمان. وهذا هو الأسلوب الهمجي واللا أخلاقي الذي يتعامل معه الجيش والقيادة الصهيونية والتي تخرق جميع القوانين الدولية ولا تلتفت إلى توصيات محكمة العدل الدولية ولا إلى مجلس الأمن لوقف قتْل المدنيين وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وقد أرادتْ المقاومة أن يرى الناس في غزة وخارجها ويَفهموا أن التنازلَ لا يأتي بنتيجة مع هذا العدو اللا أخلاقي. وهي فرضتْ بالتنازل أملاً في أن يتحرك المجتمع الدولي والإسرائيلي ويطالب بوقف الحرب وتبادل السجناء. إلا أن المجتمع الإسرائيلي الحالي تحوّل إلى العقيدة النازية ويطالب بسحق الفلسطينيين وإنهاء وجودهم. ولهذا فإن أي تنازل مستقبلي من المقاومة، حتى ولو أتى بضغط المفاوضين الشرق أوسطيين، لن يؤدي إلى وقف الحرب لأن نتنياهو مصمّم على إكمالها إلى حين ظهور الخيط الأبيض من الأسود في الرئاسة الأميركية ومعرفة مَن سيسكن البيت الأبيض مستقبلاً. وهذا ليس لأن رئيساً ديمقراطياً سيقدّم أقل أو أكثر لإسرائيل. فقد أثبت نتنياهو ان بقاءه في الحُكْم يصبّ في خدمة أيديولوجيته التي تَقضي بإنهاء أي سلطة أو حكم للفلسطينيين إن كان في غزة أو الضفة الغربية المحتلة. كذلك أظهر أن أي رئيس أميركي مهما كان انتماؤه السياسي لا يملك القدرة على منع إسرائيل من تحقيق أهدافها وخصوصاً ان نتنياهو استطاع إمرارَ مقررات في الكنيست تصبّ في مصلحته وتخدم استمرارية الحرب وتتعارض مع المشروع الأميركي بحل الدولتين. ويتمتع رئيس الوزراء بدعم مطلق من الحكومة اليمينية الحالية التي ترفض وقف الحرب. ولذلك هو يفكر كيف سيجرّ أميركا معه إذا تطورت الحرب وتوسعت ضد اليمن ولبنان. إذ يبدو أن الأمور ذاهبة في اتجاه التصعيد المتدحرج لإجبار إسرائيل على وقف الحرب. وهذا يمكن تحقيقه إذا ارتفع ثمنها على إسرائيل (وجميع المشاركين فيها) واستمرّت لأشهر طويلة على جبهات عدة بوتيرة أقوى وأكبر. لن تدخل إيران الحربَ بشكل مباشر - حسب تطور الحرب طبعاً - لأن حلفاء غزة يتكفّلون بذلك في الوقت الراهن، بينما هي تمدّهم بالسلاح والعتاد الذي يُستخدم في هذه الحرب منذ 10 أشهر على جبهات عدة. ولن تتوسع الحرب لحدود إيران رغم «شيطنة» إسرائيل لها أمام الكونغرس وفي كل المناسبات، في حين أن لا رغبة أميركية بمحاربة طهران الآن. إلا أن إيران ليست بعيدة عن هذه الحرب، بل هي في خضمّها ومستشاروها موجودون في جميع الساحات وتُضاعِفُ الإمدادَ والإنتاج العسكري للأيام والأسابيع المقبلة التي ستحمل تطورات لا بد منها. لن يجدي نفعاً تَبَجُّحُ نتنياهو الاستعراضي بأن إسرائيل تتكفّل لوحدها بالحرب وتستطيع الدفاع عن نفسها وأن جل ما تريده هو الإمداد المتواصل لأنها تُهاجَم من جبهات متعددة. فأميركا ومعها قوات من حلف شمال الاطلسي تتكفّل بإسقاط المسيّرات والصواريخ الآتية من اليمن والعراق وإيران. كذلك يستمر تدفق الذخائر اللامحدود الأميركي والألماني إلى تل أبيب، ويتواجد 2000 ضابط أميركي اختصاصي في إسرائيل لتقديم المشورة والتنسيق مع غرفة عمليات الـ «سينتكوم» وهي القيادة الأميركية للشرق الاوسط. وتقدم بريطانيا من قبرص وفوق غزة وكذلك أميركا «الداتا» الاستخباراتية لاسرائيل. وكل هذا لم يَهزم المقاومة في غزة وحولها. يتواجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ضيافة الكونغرس وجو بايدن، بعدما أعلن الرئيس الديموقراطي انسحابَه من سِباق الرئاسة الأميركية.ويُتوقع أن يُلْقي نتنياهو خطاباً لجذْب التصفيق له ليراه المجتمع الاسرائيلي ويبرهن كيف استطاع ترويضَ أميركا والتملّص من إملاءاتها وليقدّم نفسَه كقائدٍ يستحق البقاءَ في الحُكْم على الرغم مما حصل في 7 أكتوبر من إخفاقٍ يتحمّل مسؤوليتَه كقائدِ القوات المسلحة والأمنية. في إسرائيل ولبنان وإيران واليمن ... يستعدّون لحرب متدحرجة وشاملة منذ ساعتين استعداداتٌ لحربٍ كبرى في الشرق الأوسط منذ يومين ورغم أن لقاء نتنياهو بالرئيس الأميركي أصبح بروتوكولياً، ولكنه ليس من دون أهمية، لأن بايدن سيبقى في الرئاسة للأشهر الستة المقبلة، وهي الأخطر على إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط. وجلّ ما يصبو إليه رئيس الوزراء في لقاءاته المقبلة وكلمته أمام الكونغرس هو حشْد الهِمم والدعم الكامل ليأخذ الضوءَ الأخضر بأن واشنطن ستكون إلى جانبه إذا تطورتْ الحرب الدائرة الآن إلى حرب أوسع بكثير مما هي عليه اليوم بعد تصميم نتنياهو على عدم الذهاب إلى صفقة وقف إطلاق النار مع «حماس» إلا بشروطٍ تعجيزية.فقد أعلن نتنياهو قبل ذهابه إلى واشنطن، انه أعطى التعليمات للوفد المُفاوِض للتحضّر للذهاب يوم غد للقاء الوفود المفاوضة القطرية - المصرية - الأميركية لبثّ الحياة ومعاودة التفاوض.ويتزامن هذا اليوم مع آخِر يوم للكنيست قبل دخوله في عطلة رسمية يعود بعدها في أكتوبر، ما يضمن عدم عرقلة أحد من السياسيين خططه المتعلقة بشروط المفاوضات.إلا أن التوقيتَ والمضمونَ لهما أهمّيتهما الإضافية: فنتنياهو لا يُعْطي الصلاحيةَ اللازمةَ للوفد المُفاوِض بعدما وَضَعَ شروطاً تعجيزيةً مثل عدم الانسحاب من ممرّيْ نتساريم (الذي يفصل الشمال عن جنوب عزة) وفيلادلفيا (الذي يفصل غزة عن معبر رفح ومصر).كذلك أعلن أنه سيقاتل حتى قتْل أو استسلام «حماس» من أصغر إلى أكبر مسؤول فيها ويريد إبقاء حرية الحركة لجيشه ليدخل غزة حين يشاء حتى ولو احترمت الحركة الاتفاق. وأخيراً، يريد اطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء في المرحلة الأولى.هذه الشروط تتعارض مع مطالب السياسيين الإسرائيليين بوقف الحرب وكذلك ما طلبه قادة الأجهزة الأمنية مثل رئيس الأركان هيرتسي هاليفي والقادة الأمنيين الآخرين لجهة الانسحاب من غزة.وقد أتى الرد من أحد حلفاء نتنياهو في حكومته اليمينية المتطرفة وزير المال بتسلئيل سموتريش بان «قيادة الجيش لا تعرف حدودها وبدل تكثيف القتال تدعم صفقة تبادل غير شرعية، وأي صفقة تُسْقِط الحكومة».ولكن ما أسباب تعطيل نتنياهو للمفاوضات؟ أتى الجواب من رئيس الوزراء نفسه حين صرّح «بان الضغطَ العسكري يأتي بنتيجة ويفرض التنازل وهذا ما يحصل كلما نرفض مقترحات«حماس» او تعديلاتها على مقترحات إسرائيل».ولكن إسرائيل لا تجهل ان «حماس» لم تنهزم وهي أدركت هذه الحقيقية التي لا تخفى على القادة السياسيين والعسكريين. إلا أن المقاومة تتألم لألم الناس الذين يقتلهم جيش الاحتلال ويدمّر خيمهم بعدما دمّر منازلهم ويستمرّ بتهجيرهم من مكان إلى آخَر لإيجاد حالة من عدم الاستقرار والأمان.وهذا هو الأسلوب الهمجي واللا أخلاقي الذي يتعامل معه الجيش والقيادة الصهيونية والتي تخرق جميع القوانين الدولية ولا تلتفت إلى توصيات محكمة العدل الدولية ولا إلى مجلس الأمن لوقف قتْل المدنيين وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.وقد أرادتْ المقاومة أن يرى الناس في غزة وخارجها ويَفهموا أن التنازلَ لا يأتي بنتيجة مع هذا العدو اللا أخلاقي. وهي فرضتْ بالتنازل أملاً في أن يتحرك المجتمع الدولي والإسرائيلي ويطالب بوقف الحرب وتبادل السجناء.إلا أن المجتمع الإسرائيلي الحالي تحوّل إلى العقيدة النازية ويطالب بسحق الفلسطينيين وإنهاء وجودهم. ولهذا فإن أي تنازل مستقبلي من المقاومة، حتى ولو أتى بضغط المفاوضين الشرق أوسطيين، لن يؤدي إلى وقف الحرب لأن نتنياهو مصمّم على إكمالها إلى حين ظهور الخيط الأبيض من الأسود في الرئاسة الأميركية ومعرفة مَن سيسكن البيت الأبيض مستقبلاً.وهذا ليس لأن رئيساً ديمقراطياً سيقدّم أقل أو أكثر لإسرائيل. فقد أثبت نتنياهو ان بقاءه في الحُكْم يصبّ في خدمة أيديولوجيته التي تَقضي بإنهاء أي سلطة أو حكم للفلسطينيين إن كان في غزة أو الضفة الغربية المحتلة. كذلك أظهر أن أي رئيس أميركي مهما كان انتماؤه السياسي لا يملك القدرة على منع إسرائيل من تحقيق أهدافها وخصوصاً ان نتنياهو استطاع إمرارَ مقررات في الكنيست تصبّ في مصلحته وتخدم استمرارية الحرب وتتعارض مع المشروع الأميركي بحل الدولتين.ويتمتع رئيس الوزراء بدعم مطلق من الحكومة اليمينية الحالية التي ترفض وقف الحرب. ولذلك هو يفكر كيف سيجرّ أميركا معه إذا تطورت الحرب وتوسعت ضد اليمن ولبنان.إذ يبدو أن الأمور ذاهبة في اتجاه التصعيد المتدحرج لإجبار إسرائيل على وقف الحرب. وهذا يمكن تحقيقه إذا ارتفع ثمنها على إسرائيل (وجميع المشاركين فيها) واستمرّت لأشهر طويلة على جبهات عدة بوتيرة أقوى وأكبر.لن تدخل إيران الحربَ بشكل مباشر - حسب تطور الحرب طبعاً - لأن حلفاء غزة يتكفّلون بذلك في الوقت الراهن، بينما هي تمدّهم بالسلاح والعتاد الذي يُستخدم في هذه الحرب منذ 10 أشهر على جبهات عدة.ولن تتوسع الحرب لحدود إيران رغم «شيطنة» إسرائيل لها أمام الكونغرس وفي كل المناسبات، في حين أن لا رغبة أميركية بمحاربة طهران الآن.إلا أن إيران ليست بعيدة عن هذه الحرب، بل هي في خضمّها ومستشاروها موجودون في جميع الساحات وتُضاعِفُ الإمدادَ والإنتاج العسكري للأيام والأسابيع المقبلة التي ستحمل تطورات لا بد منها.لن يجدي نفعاً تَبَجُّحُ نتنياهو الاستعراضي بأن إسرائيل تتكفّل لوحدها بالحرب وتستطيع الدفاع عن نفسها وأن جل ما تريده هو الإمداد المتواصل لأنها تُهاجَم من جبهات متعددة.فأميركا ومعها قوات من حلف شمال الاطلسي تتكفّل بإسقاط المسيّرات والصواريخ الآتية من اليمن والعراق وإيران.كذلك يستمر تدفق الذخائر اللامحدود الأميركي والألماني إلى تل أبيب، ويتواجد 2000 ضابط أميركي اختصاصي في إسرائيل لتقديم المشورة والتنسيق مع غرفة عمليات الـ «سينتكوم» وهي القيادة الأميركية للشرق الاوسط. وتقدم بريطانيا من قبرص وفوق غزة وكذلك أميركا «الداتا» الاستخباراتية لاسرائيل. وكل هذا لم يَهزم المقاومة في غزة وحولها.

مشاركة :