جددت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت اليوم (السبت) دعوة أمين عام المنظمة أنطونيو غوتيريش، لإجراء "تحقيق محايد وشامل وشفاف" في ملف انفجار مرفأ بيروت، عشية ذكراه الرابعة. وجاء ذلك خلال لقاء هينيس-بلاسخارت، عائلات بعض الضحايا الذين سقطوا في انفجار المرفأ، الذي تصادف الذكرى السنوية الرابعة لوقوعه يوم غد (الأحد)، بحسب بيان صادر عن مكتب إعلام الأمم المتحدة في بيروت. وقالت المسؤولة الأممية إن "انفجار مرفأ بيروت كانت له أصداء في جميع أنحاء العالم، وأن أستمع اليوم إلى شهادات العائلات لإحياء هذه الذكرى المؤلمة لهو أمر مؤثر للغاية." وتابعت "أن رؤية هذه العائلات تتعرض للظلم مرارا وتكرارا بسبب الفشل في تحقيق العدالة حتى الآن مؤلم، فالغياب التام للمحاسبة عن كارثة من صنع الإنسان كهذا الانفجار يعد أمرا مذهلا." وأضافت أن "المتوقع من السلطات المعنية أن تعمل بلا كلل لإزالة جميع العوائق أمام التحقيق، سواء كانت هيكلية أو سياسية، ولكن ما يحدث هو العكس تماما." وأعادت المنسقة الخاصة "التأكيد على دعوة أمين عام الأمم المتحدة لإجراء تحقيق محايد وشامل وشفاف لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة والمحاسبة." كما أكدت على "أهمية وجود قضاء مستقل وناجز في لبنان جنبا إلى جنب مع تفعيل وتمكين مؤسسات الدولة الأخرى." ويواجه التحقيق في انفجار المرفأ عقبات عدة تجعله معلقا من دون لوائح اتهام نهائية في ظل خلافات بين القوى السياسية بشأن المرجع الصالح لاستجواب وزراء سابقين تدور شبهات حول اتهامهم بالتقصير. ووقع الانفجار في الرابع من أغسطس من العام 2020 في مرفأ بيروت في عنبر كان يحوي، بحسب السلطات اللبنانية، نحو 2750 طنا من مادة "نترات الأمونيوم" الشديدة الانفجار والمخزنة من دون وقاية بعد مصادرتها من سفينة منذ عام 2014. وأودى الانفجار بحياة أكثر من 220 شخصا وأصاب نحو 6500 آخرين، فضلا عن أضرار مادية هائلة في أحياء سكنية وتجارية، حيث دمرت كليا أو جزئيا حوالي 50 ألف وحدة سكنية مما تسبب بتشريد 300 ألف شخص، فيما قدرت الخسائر المادية بقرابة 15 مليار دولار.
مشاركة :