ونزل آلاف المتظاهرين الذين حمل العديد منهم العصي، واحتشدوا في ساحة شاهباغ بوسط دكا فيما اندلعت مواجهات في العديد من المواقع وفي مدن رئيسية أخرى على ما قالت الشرطة. وقال مفتش الشرطة الهلال لوكالة فرانس برس "وقعت اشتباكات بين طلاب ورجال الحزب الحاكم" مضيفا أن شابين قُتلا في حي موشيغانج بدكا. وأضاف أن "أحد القتيلين ضُرب في الرأس والآخر أصيب بإطلاق نار". وقال شرطي آخر طلب عدم الكشف عن اسمه إن "المدينة بأسرها تحولت إلى ساحة معركة" مضيفا أن حشدا من آلاف المتظاهرين قاموا بإحراق سيارات ودراجات نارية أمام مستشفى. وأفادت الشرطة وأطباء عن ست وفيات أخرى في منطقتي بابنا ورانغبور (شمال) وفي موغار (غرب). - "جهزوا عصي الخيزران" - دعا آصف محمود، أحد قادة الاحتجاج الرئيسيين في حملة للعصيان المدني، مؤيدي التحرك للاستعداد بعد أن قمعت الشرطة تظاهرات الشهر الماضي. وكتب على فيسبوك الأحد "جهّزوا عصي الخيزران وحرروا بنغلادش". وفيما تدخّل الجيش للعمل على إرساء النظام عقب تظاهرات سابقة، انضم بعض العسكريين السابقين للحركة الطالبية الاحتجاجية وحوّل قائد الجيش السابق إقبال كريم بويان صورة صفحته الشخصية على فيسبوك للون الأحمر تعبيرا عن الدعم. وقال قائد الجيش الحالي وقر الزمان أمام ضباط في المقر العام للجيش في دكا السبت إن "الجيش البنغلادشي رمز لثقة الناس". أضاف أن الجيش "دائما ما وقف بجانب الشعب وسيفعل ذلك من أجل الشعب وعند أي حاجة للدولة"، على ما جاء في بيان للجيش صدر في ساعة متأخرة السبت. ولم يذكر البيان أي تفاصيل أخرى ولا ما إذا كان الجيش يدعم التظاهرات. وتحولت التظاهرات التي انطلقت احتجاجاً على تخصيص أكثر من نصف الوظائف الحكومية لفئات محددة وعائلات معينة إلى مواجهات تخللتها حالة من الفوضى في تموز/يوليو وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص في أحد أسوأ الاضطرابات خلال فترة حكم الشيخة حسينة المستمر منذ 15 عامًا. وأدى نشر الجيش إلى إعادة النظام لفترة وجيزة لكن الحشود نزلت مجدداً إلى الشوارع بأعداد كبيرة بعد صلاة الجمعة استجابة لدعوة قادة الطلاب للضغط على الحكومة لتقديم مزيد من التنازلات. والسبت عندما كان مئات الآلاف المتظاهرين يسيرون في شوارع دكا، اكتفت الشرطة إلى حد كبير بالمراقبة. - "العيش بحرية" - توسعت التظاهرات لتصبح حركة مناهضة للحكومة في كافة أنحاء البلد الواقع بجنوب آسيا ويعدّ 170 مليون نسمة. وتضم الحركة الاحتجاجية كافة أطياف المجتمع البنغلادشي ومن بينهم نجوم سينما وموسيقيون ومغنون. وقالت المتظاهرة الشابة سخاوات إن "الأمر لم يعد يتعلق بحصص الوظائف". وكانت تكتب على جدار في موقع احتجاج في دكا أن حسينة "قاتلة". أضافت "ما نريده هو أن يتمكن الجيل المقبل من العيش بحرّية في هذا البلد". وأكدت مجموعة من 47 مصنعا من قطاع الملابس المهم لعجلة الاقتصاد، الأحد "تضامنها" مع المتظاهرين. وقالت في بيان مشترك "لا يمكننا البقاء صامتين ومراقبة الخسارة المؤلمة للأرواح البريئة وعدم الإصغاء لمطالب الناس". ودعا الأمين العام لحزب رابطة عوامي الحاكم عبيد الله قادر نشطاء الحزب للتجمع "في كل منطقة" في أنحاء البلاد لإظهار دعمهم للحكومة. كافة الاستعدادات لكنها حذرت أيضا من أنه "إذا هاجمنا أحد، فإننا ندعو (الجميع) لاتخاذ كافة الاستعدادات". وجرت احتجاجات عند نقاط الدخول إلى دكا ما أدى إلى إغلاق طرق النقل. ودعت مجموعة "طلاب ضد التمييز" المواطنين إلى عدم دفع الضرائب وفواتير مرافق الخدمات وإضراب موظفي الحكومة والعمال. تحكم حسينة (76 عاما) بنغلادش منذ العام 2009 وفازت بولاية رابعة على التوالي في انتخابات كانون الثاني/يناير التي لم تشهد منافسة حقيقية. وتتهم جماعات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ قبضتها على السلطة والقضاء على المعارضة، بما في ذلك من خلال القتل خارج نطاق القضاء. انطلقت التظاهرات مطلع تموز/يوليو بسبب إعادة تطبيق نظام الحصص في منح الوظائف والذي قلصته المحكمة العليا منذ ذلك الحين.
مشاركة :