دشَّن رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل عاكف الفايز فعاليات الدورة الـ"41" للقاء الهيئة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الذي تستضيفه العاصمة الأردنية عمَّان في الفترة من 26 إلى 28 من إبريل الجاري، برعاية إلكترونية من "سبق"، تحت شعار "معًا نصنع البسمة"، وبحضور الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد السحيباني، ورئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد مطلق الحديد، وكل الجمعيات الوطنية بالمنظمة، وممثلي الجمعيات الدولية ذات الشراكة مع المنظمة العربية في مجال العمل الإنساني والقانون الدولي الإنساني ومكونات الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر والمنظمات الإنسانية الدولية، إضافة إلى عددٍ من المراقبين من الهيئات والجهات العاملة في الحقل الإنساني على المستوى الإقليمي والدولي. وشهد الفايز على هامش اللقاء افتتاح معرض يكشف عن جهود جمعيات "الهلال" الأحمر الخليجية والعربية، إضافة إلى العديد من المنتجات التي تقدِّمها العديد من الجهات المتخصصة بالإغاثة للاجئين من حيث المستلزمات الطبية والغذائية، كما دشَّن الفايز العدد الأول من مجلة "معكم" الصادرة عن المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، كما تم تكريم الأمين العام السابق للمنظمة الدكتور عبدالله الهزاع. جهود إنسانية قدَّم الفايز شكره وتقديره على الجهود التي تبذلها المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، وكل الجمعيات الوطنية العربية على ما يقدم من دعم إغاثي وإنساني لصالح أشقائنا النازحين واللاجئين الذين يعانون في العالم العربي، منوهًا بما يقدمه الهلال الأحمر الأردني من جهود إنسانية كبيرة لخدمة المحتاجين والمستضعفين. الأردن محضن الدفء والإنسانية وقال "الفايز" في كلمة وجهها لضيوف اللقاء: "لقد واجه الأردن تحديات اقتصادية واجتماعية بسبب الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين قدموا إليه بحثًا عن الأمن والأمان منذ نكبة فلسطين 1948م، وما أعقبها من موجات لجوء أخرى، واليوم يحتضن الأردن بكل دفء وإنسانية، مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين شردتهم الأزمة والصراعات في وطنهم"، مشيرًا إلى أنه وعلى الرغم من قلة الموارد الطبيعية من نفط وغاز ومياه، وعلى الرغم من كل الضغوطات إلا أن التعامل مع اللاجئين يتم وفق الأسرة الواحدة انطلاقًا من الإنسانية والانتماء العربي ومن نبل الرسالة الهاشمية التي تحرص على حفظ كرامة الإنسان ونصرة المستضعفين والمحتاجين". الملك عبدالله الثاني .. وتوجيهات مستمرة وثمّن الفايز رئيس مجلس الأعيان التوجيهات السامية من الملك عبدالله الثاني نحو بذل الجهود الحثيثة على كل الصعد والمناطق وفي مختلف المحافل، من أجل الوقوف مع اللاجئين، والتعاون مع كل الجهات الداعمة من أجل تذكير العالم بضرورة تحمل المسؤوليات الإنسانية والقانونية والأخلاقية تجاه اللاجئين والدول المستضيفة لهم . رسل سلام واختتم "الفايز" كلمته للجمعيات الوطنية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، مثمنًا الجهود الكبيرة المقدمة، مشيرًا إلى تحديات اللجوء على الأردن، وأكد حاجة اللاجئين إلى الوقوف معًا مع الأردن، وأن تكون هذه الجمعيات رسلاً تحث على تقديم المزيد من الدعم للأردن لتمكينه من مواصلة دوره الإنساني. ازدواجية المعايير وأوضح رئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد مطلق الحديد أنَّ العالم اليوم يعاني ازدواجية المعايير في التعامل ومن أزمة أخلاقية تسود فيها المصالح الأممية على أي اعتبارات أخرى مما أودى بحياة الملايين والأغلبية لاتزال صامتة، فبينما ينام مئات الملايين في كل أنحاء العالم جوعًا تنفق تسع دول ما يزيد على ثلاثمائة مليون دولار يوميًا على ترسانتها النووية. وأشار إلى ما تواجهه الأردن من تحديات تؤثر سلبًا على سرعة الاستجابة، ومن ذلك التطبيق الميداني لاتفاقية إشبيلية، وعدم التزام العديد من الجمعيات بأبجديات القوانين والأنظمة الدولية التي تحكم آلية الاستجابة للكوارث، مطالبًا بضرورة تشكيل لجنة قانونية من المجموعة العربية حتى تحدد عمل ومسؤولية كل عضو من أعضاء حركة الصليب والهلال الأحمر، لتأكيد ضرورة احترام سيادة الجمعيات الوطنية على ترابها الوطني، مؤكدًا تطبيق مذكرة التفاهم ما بين الهلال الأحمر الفلسطيني ونجمة داود الحمراء الإسرائيلية التي وقعت في نهاية عام 2005 ولا نزال ننتظر الجانب الإسرائيلي للالتزام بتعهداته الدولية. صندوق لتعويض الدول المجاورة المتضررة وجدد الحديد مطالبته أثناء المؤتمر الدولي الـ"26" الذي عقد في جنيف عام 1995 العمل على إنشاء صندوق لتعويض الدول المجاورة المتضررة من قرارات الأمم المتحدة كالذي حدث عندما تم فرض عقوبات اقتصادية على العراق في بداية التسعينيات من القرن الماضي، وتضرر العديد من المصالح التجارية الأردنية، وأيضًا لسد النفقات الطارئة من جراء استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين، وصعوبة الوصول إلى ضحايا النزاعات المسلحة، كما هو الحال في سوريا في ظل تقلص مساحة العمل الإنساني وزيادة الاحتياجات الإنسانية التي نطالب المجتمع الدولي بالالتزام الأخلاقي لتوفير الأموال اللازمة لتخفيف معاناة اللاجئين ولدعم الدول المجاورة التي تستضيفهم. تحديات معاصرة أورد الحديد للعديد من التحديات المعاصرة للقانون الدولي الإنساني مثل: عدم احترام القانون الدولي الإنساني، الإرهاب ووسم جميع الأعمال القتالية التي تشنها الجماعات المسلحة الإرهابية، المشاركة المباشرة للنزاعات المسلحة وسهولة استهداف المدنيين، الاحتلال وبهذا الصدد فقد آن الأوان بعقد مؤتمر دولي حول اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بالاحتلال وإلزام إسرائيل باحترام قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، خصخصة الحرب وتوظيف شركات أمنية خاصة لأداء مهمات كانت تنفذها القوات النظامية المسلحة، وأخيرًا استعمال التكنولوجيا في الحروب مثل الروبوتات والطائرات دون طيار. تأمين ممرات آمنة وأكَّد الحديد الالتزام المطلق بالقانون الدولي الإنساني طالب بضرورة تأمين ممرات آمنة تكفل الوصول إلى ضحايا النزاعات المسلحة حتى يتم تقديم المساعدات الإنسانية، لتخفيف آلامهم وحماية أرواحهم وحفظ كرامتهم. وندد بكل أنواع العنف ضد العاملين في المنظمات الإنسانية ونترحم على أرواح المتطوعين والعاملين الذين فقدوا أرواحهم أثناء تأدية واجبهم الإنساني. 12 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات أكَّد الحديد أنَّ أزمة اللاجئين السوريين كارثة إنسانية، فهناك أكثر من 12 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات إنسانية منهم 5 ملايين طفل، وظل الغرب يتعامل مع هذه الأزمة وكأنها أزمة إقليمية، على الرغم من محاولتنا التحذير من تبعات هذه الأزمة دوليًا، ومناشدتنا المتكررة بضرورة معالجة أسباب هذه الأزمة، بدلاً من المحاولة بتهدئتها من خلال المساعدات الإنسانية. وأشار إلى أنَّ الأردن كانت الوجهة الأولى للعديد من اللاجئين، حيث تمت استضافة نحو "1.4" مليون مواطن سوري، منهم "640" ألفًا مسجلين رسميًا بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وأن ذلك أدى إلى زيادة الضغط على البنية التحتية والمرافق العامة والخدمات التي تقدمها الدولة لمواطنيها خصوصًا في قطاع التعليم والصحة والنقل والطاقة والمياه والصرف الصحي، فمثلاً تقوم بعض المدارس بالعمل على فترتين صباحية ومسائية حتى تستوعب الطلبة السوريين ويكون ذلك على حساب نوعية التعليم للطلبة الأردنيين، إضافة إلى تقلص فرص سوق العمل الأردني للانخراط غير المنظم في سوق العمل غير الرسمي والذي زاد من مشكلة عمالة الأطفال في الأردن حيث تقدر نسبة العمالة السورية من مجموع عمالة الأطفال في الأردن بنسبة 70 %. دول مجلس التعاون يمثلون رقمًا مهمًا بين الدول المانحة أكد الحديد أنَّ التحديات الإنسانية كبيرة ولكننا معًا نستطيع رسم البسمة على شفاه الضحايا والمستضعفين ويبقى إخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي رقمًا لا يستهان به بين الدول المانحة. السحيباني: الأردن قبلة اللاجئين وثمَّن الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح السحيباني الجهود والترتيبات التي قامت بها الحكومة الأردنية الشقيقة، نحو استضافة هذا التجمع الإنساني والإغاثي المهم الذي يأتي في وضع حساس ومصيري من حيث تناسل مآسي المنكوبين والمكلومين في وطننا العربي الجريح، منوهًا بالدور الحكومي الأردني الذي كان ولا يزال "قبلة اللاجئين". وأشاد بجهود فريق جمعية الهلال الأحمر الأردني والتحضيرات والاستعدادات التي تمت من أجل الخروج بنتائج إيجابية من هذا اللقاء. وأكد أن العمل سيكون كبيرًا للوقوف بشكل أكبر وأفضل لدعم قضايانا الإنسانية العربية والهم المشترك تجاه أخوتنا وأشقائنا في الدول العربية من المنكوبين واللاجئين والنازحين والمهاجرين، وأبدى تفاؤله بأن القادم من الجهود أفضل في ظل دعم بعض حكومات الدول العربية والإسلامية لعلاج الأزمات الإنسانية على الصعيد الإغاثي والإنساني، ومساندة بعض المنظمات الإنسانية الفاعلة. الجهود الخليجية والعربية وكشف "السحيباني" عن عددٍ من الموضوعات التي استحدثتها الأمانة دعمًا للجهود الخليجية والعربية تجاه الأزمات المتكررة ومنها "استحداث عاصمة للعمل الإنساني، واليوم العربي للعمل الإنساني، وذلك استشعارًا بأهمية المشاركة بالعمل الإنساني الذي ليس بغريب على مجتمعاتنا العربية والإسلامية، حيث يواجه هذه الأيام تحديات جديدة وعقبات متعددة كما سيتم بحث آليات حديثة واستراتيجيات عملية للرفع من مستوى تنسيق الجهود والمساعدات" وغيرها من مستجدات الساحة الإنسانية. وأشار إلى أنَّ جدول الأعمال حفل بالعديد من الموضوعات والبنود حيث أبرز الجهود المقدمة من الدول وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة، إضافة إلى بحث مستجدات المواضيع الإنسانية ذات الأهمية الكبرى في كلٍ من فلسطين والصومال وسوريا والعراق واليمن وليبيا إلى جانب مناقشة أوضاع النازحين واللاجئين في المنطقة العربية، واستعراض تقارير من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، اللجنة الإسلامية للهلال الدولي . تعزيز الدور التنسيقي والإغاثي وأشار "السحيباني" إلى أنَّ جمعيات "الهلال" الأحمر الوطنية والعربية ستستعرض ما قدَّمته بشأن القضايا العربية وخدمة العمل الإنساني والإغاثي في المجالين الإقليمي والدولي، إضافة إلى بحث آليات تطوير الأمانة العامة للمنظمة وتعزيز دورها، وكذلك اختيار أعضاء اللجان الدستورية المقترحة "الإغاثة والطوارئ, الدبلوماسية الإنسانية والقانون الدولي الإنساني, الشباب والتطوع ولجنة تنمية الموارد المالية, المنتدى الإعلامي للعمل الإنساني, لجنة الصحة والإسعافات الأولية, لجنة الحوكمة والنزاهة, لجنة المؤتمرات والمعارض" كما يبحث اللقاء الخطة التشغيلية للأمانة العامة للمنظمة العربية للهلال الأحمر، والتحضيرات العربية للقمة الإنسانية العالمية المزمع عقدها خلال الفترة من 23-24 مايو القادم في "اسطنبول" التركية وبيان موقف الهيئات والجمعيات الوطنية العربية تجاه الموضوعات المطروحة في هذه القمة، بالإضافة إلى جلسة مناقشة مقترح الهلال الأحمر الأردني بخصوص وضع اتفاقية إطارية لتأكيد الدور الرائد لجمعيات الهلال الأحمر، فيما سيكون موضوع دور الهيئات والجمعيات الوطنية العربية تجاه ظاهرة الهجرة غير النظامية على طاولة هذا الاجتماع أيضًا في جلساته الأخيرة. شكرًا.. صحيفة سبق وقدَّم الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر خالص شكره لصحيفة "سبق" على رعايتها الإلكترونية، ممثلة في رئاسة مجلس الإدارة ورئاسة تحريرها وفريق العمل، والتي تعد شريكًا استراتيجيًا للرقي بالنواحي الإعلامية ذات العلاقة بالعمل الإنساني والإغاثي.
مشاركة :