شهد معرض المدينة المنورة للكتاب بنسخته الثالثة عقد جلسة نقاش حول المشكلات الفلسفية، تنبأ فيها المفكر والكاتب المهندس حمد الراشد بانتهاء عصر التزييف على منصات التواصل الاجتماعي، معللًا ذلك بتنامي وعي المجتمعات، مشيرًا في السياق ذاته إلى أن الذكاء الاصطناعي له مخاطر محتملة، ومنها المحاكاة لصور البشر وحديثهم وميولهم والتي تمنح فرصًا للتزييف والخداع، وكذلك أخطار انفلات الخوارزميات، وحدوث برمجة تلقائية وذاتية للروبوتات تؤدي إلى فقدان سيطرة الإنسان عليها، ويدرس ذلك فلسفيًّا ضمن مسار “فلسفة التقنية”. وتناولت الجلسة، التي أدارها الأستاذ عبدالله الصميعي، التقنيات الحديثة وأثرها في ممارسة القراءة والبحث الجاد في مجالات المعرفة، لاسيما الفلسفة، حيث استنزف الفضاء الإلكتروني الإنسان وأفقده شغف البحث والقراءة والتفكير المنطقي، معددًا الأسباب التراكمية التي أدت إلى ضعف التفكير المنطقي، ومنها ضعف القراءة، وغياب الحس النقدي، وانتشار بعض الحجج في المجتمع في سياق الحجج الضمنية، مما أدى إلى وجود مغالطات منطقية، في وقت تحتاج فيه الحياة إلى المواجهة، وتستلزم من أفراد المجتمع أن يكونوا على قدر من الثقافة، واستخدام المنطق. وأشار الراشد، وهو عضو مؤسس لحلقة الرياض الفلسفية وجمعية الفلسفة، إلى دور التنوير الفلسفي في المجتمع، وهو منح الفرد عملية التفكير الفلسفي، ومن معضلاتها أن الفلسفة نخبوية لا تتطلب التبسيط، في حين يحتاج التنوير إلى تبسيط المشكلات، ويحتاج المجتمع إلى إيضاح المفاهيم وعدم الخلط بينها. وبيّن الباحث أن الفهم السليم لمنظومة الثقافة والفلسفة ضروري لتحقيق تأثير الفلسفة، لافتًا إلى أن الفكر الغربي مختلف، وله مدارس وتيارات متنوعة ومختلفة في طرحها الفلسفي، ومن الصعب أن نحكم إن كان هناك تأثير إيجابي لهذا الفكر في العرب ومجتمعات الشرق، وهذا يحيلنا إلى إشكالية العالمية والخصوصية، وكيفية الموازنة بينهما. وصدرت للمهندس حمد الراشد ثلاثة كتب هي “رينيه ديكارت”، و”ضد المسيري”، و”في فلسفة الأخلاق”، وشارك في كتاب “أوراق فلسفية”، وهو مهندس متخصص في تخطيط الطاقة. يذكر أن معرض المدينة المنورة للكتاب يُقام خلف مركز الملك سلمان للمؤتمرات، بمشاركة أكثر من 300 دار نشر موزعة على 200 جناح، ويستقبل زواره من الساعة الثانية ظهرًا وحتى الساعة 12 عند منتصف الليل حتى الخامس من أغسطس الجاري.
مشاركة :