تكبد أثرياء العالم خسائر فادحة بلغت حوالي 134 مليار دولار في يوم واحد، وذلك بعد التراجع الحاد الذي شهدته الأسهم الأمريكية يوم الجمعة، حيث جاءت هذه الخسائر بعد صدور تقرير الوظائف الشهري من وزارة العمل الأميركية، والذي جاء أقل من التوقعات، ما زاد من المخاوف بشأن ركود اقتصادي وشيك. ووفقًا لوكالة"cnbc" الأمريكية، تأثرت ثروات أغنى 500 شخص في العالم بشكل كبير، حيث خسر أغنى 10 أشخاص منهم ما لا يقل عن مليار دولار لكل واحد، ومن بين هؤلاء الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، الذي تراجعت ثروته بنحو 5.2 مليار دولار في يوم واحد، بالإضافة إلى برنار أرنو، الرئيس التنفيذي لشركة LVMH، الذي خسر 3.1 مليار دولار، ومارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، الذي خسر 3.3 مليار دولار، كما تراجعت ثروة لاري إليسون من شركة أوراكل بنحو 4.4 مليار دولار. ومن بين أكبر الخاسرين كان مؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، الذي سجل خسارة كبيرة بلغت 16 مليار دولار يوم الجمعة، وذلك بعد انخفاض قيمة أسهم أمازون بنسبة 9%، وجاءت هذه الخسارة بعد إعلان الشركة عن إيرادات أقل من المتوقع وتوقعات مخيبة للربع الثالث، ما زاد من عمليات البيع في السوق. وتراجعت قيمة حصة بيزوس في أمازون، التي تبلغ 928 مليون سهم، من 170.8 مليار دولار عند إغلاق التداول يوم الخميس إلى نحو 154.9 مليار دولار خلال تعاملات الجمعة. وبهذا التراجع، انخفضت ثروة بيزوس بنسبة 8%، ليصبح إجمالي ثروته الصافية 186.2 مليار دولار، بحسب تقديرات فوربس الأخيرة، ما يجعله ثاني أغنى شخص في العالم. وشهدت الأسواق المالية تراجعات ملحوظة حيث انخفض مؤشر S&P500 بنسبة 1.84% ليغلق عند 5,346.56 نقطة، كذلك، تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 2.43% ليغلق عند مستوى 16,776 نقطة، فيما فقد مؤشر داو جونز الصناعي 610.71 نقطة، أو ما يعادل 1.51%، ليغلق عند 39,737.26 نقطة، وكان قد هبط في أدنى مستوى له خلال الجلسة بمقدار 989 نقطة. جاءت هذه الانخفاضات بعد صدور تقرير من وزارة العمل الأميركية أشار إلى تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة خلال شهر يوليو بأكثر من المتوقع، حيث نمت الوظائف غير الزراعية بنحو 114 ألف وظيفة فقط، مقارنة بتوقعات بلغت 185 ألف وظيفة. كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر 2021. وتأثرت العديد من الشركات الكبرى ذات القيمة السوقية العالية، بما في ذلك شركات أمازون، إنتل، وإنفيديا، التي شهدت خسائر كبيرة خلال تداولات الجمعة، ما زاد من الضغط على السوق. وتظهر هذه التطورات مدى هشاشة الأسواق المالية في ظل التوترات الاقتصادية الحالية، وتثير تساؤلات حول قدرة الاقتصاد العالمي على مواجهة التحديات المستقبلية.