قال محمد بنعطا، مهندس زراعي ومنسق التجمع البيئي لشمال المغرب، إن جلالة الملك محمد السادس خصص حيزا مهما في خطاب عيد العرش للحديث عن إشكالية الماء وطرحه حلولا وخارطة طريق للسياسة المائية المستقبلية. وأضاف بنعطا، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن "المغرب يعيش للسنة السادسة على التوالي على وقع الجفاف بفعل التغييرات المناخية التي أثرت بشكل كبير على الموارد المائية، وبالتالي فإن الأمطار الموارد المائية التي كان يعرفها في السنوات الماضية قد تضاءلت مع الوقت، وصار الوضع المائي ذو بعد هيكلي". وأشار المهندس الزراعي، إلى أن "السياسات العمومية والبرامج الفلاحية والسياحية والصناعية يجب أن تتماشى مع المعطى الحالي في كيفية تدبير المياه، وتأخذ بعين الاعتبار تراجع الموارد المائية وأيضا فرشات المائية الجوفية والتي تعد المخزون الاستراتيجي للبلاد". وأبرز بنعطا، أن جلال الملك أكد على حسن تدبير المياه وعدم تبذيرها من قبل المواطنين؛ وأن الجميع مدعو بأن يستشعر حجم المرحلة الحالية، مذكرا بأهمية التحسيس والتوعية حول ضرورة الحفاظ على الماء وقيمة هذه المادة الحيوية. وفيما يتعلق بمشروع تحلية مياه البحر، أبرز ذات الخبير، أن هذا البرنامج "أصبح ضرورة حتمية"، حيث سيمكن في السنوات المقبلة من إيجاد حلول لنقص المياه بالمدن الساحلية، لكن في المقابل فإن المدن الداخلية بالمغرب ستواجه الخصاص وقد تعاني إن لم يتم اتخاذ حلول وإجراءات عملية دون الوقوع في هذا المشكل. وسجل ذات المتحدث، أن الخطاب الملكي ركز كذلك على أهمية استخدام الطاقات المتجددة والنظيفة في السياسات المائية، ملفتا إلى أن المغرب يتوفر على إمكانيات مهمة للإنتاج الطاقي والتي تؤهله لكي يكون رائدا في شمال افريقيا.
مشاركة :