دعا الجيش الإسرائيلي اليوم (الأحد) إلى إخلاء أحياء بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة بعد أقل من أسبوع من انسحابه من نفس المنطقة بعد إطلاق صواريخ تجاه مدينة أسدود الساحلية في جنوب إسرائيل. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان "إلى السكان المتواجدين في أحياء جورت اللوت، المنارة، معن، قيزان النجار، قيزان ابو رشوان، السلام والحشاش، من جديد تطلق حماس والمنظمات الإرهابية الصواريخ من منطقتكم باتجاه دولة إسرائيل". وأضاف أدرعي أن قوات الجيش "ستعمل قريبا بقوة ضد تلك العناصر، عليكم إخلاء المنطقة بشكل فوري إلى المنطقة الإنسانية". وفي وقت سابق من اليوم، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإطلاق خمسة صواريخ من جنوب قطاع غزة تجاه إسرائيل للمرة الثانية خلال يومين، في هجوم تبنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقالت هيئة البث الإسرائيلية (كان) اليوم إنه تم تفعيل صافرات الإنذار في عدة مناطق بمدينة أسدود جنوب إسرائيل عقب خمس عمليات إطلاق صواريخ نفذت من مدينة خانيونس في جنوب قطاع غزة، التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي. وتبنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس الهجوم الصاروخي، وقالت في بيان "أطلقنا رشقة صاروخية باتجاه غان يفنه وأسدود كرد أولي على المجازر بحق أبناء شعبنا وقادة المقاومة". ويأتي طلب الإخلاء الجديد بعد إعلان الجيش الإسرائيلي في 30 يوليو الماضي انسحابه من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة بعد استكمال كافة عملياته. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة أدت إلى دمار كبير في المنازل والبنية التحتية، ومقتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أودى، وفق السلطات الإسرائيلية، بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي. وفي إطار عملياته العسكرية، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم العثور على عشرات مسارات الأنفاق في محور فيلادلفيا الواقع على الحدود بين قطاع غزة ومصر. وقال الناطق باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في بيان على منصة ((إكس)) إن قوات الجيش عثرت على عشرات مسارات الأنفاق تحت الأرض في منطقة محور فيلادلفيا ودمرتها على مدار الأشهر الأخيرة. وأشار إلى العثور على نفق يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار خلال إحدى العمليات في مطلع الأسبوع الماضي، لافتا إلى أن القوات تواصل في هذه المرحلة دراسة وتحييد النفق. ولم يصدر أي تعليق فوري من قبل حركة حماس على ذلك. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق اليوم إن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح الواقعين على الحدود بين قطاع غزة ومصر. ومحور فيلادلفيا هو شريط حدودي يمتد 14 كيلومترا على الحدود بين غزة ومصر من البحر المتوسط شمالا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبا. وسيطر الجيش الإسرائيلي في مايو الماضي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح. وتتواصل الحرب في قطاع غزة في ظل توترات ومخاوف متصاعدة بمنطقة الشرق الأوسط من اندلاع نزاع إقليمي مع توعد إيران وحزب الله وإيران بالرد على مقتل كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر الذي قضى في غارة إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية مساء الثلاثاء الماضي. وفي هذا الإطار، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم "التشويش" على نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس) في منطقة تل أبيب الساحلية وسط إسرائيل تحسبا لضربة إيرانية محتملة انتقاما لمقتل هنية وشكر. وقال الجيش في بيان إنه بدأ التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي في تل أبيب "لتحييد التهديدات". وسبق أن قام الجيش الإسرائيلي بهذه الخطوة قبل أربعة أشهر قبيل الرد الإيراني على اغتيال سبعة مستشارين عسكريين وضباط إيرانيين، بينهم ضابطان كبيران في هجوم إسرائيلي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق. وبحسب البيان، فأن هذه الخطوة تهدف إلى تعطيل تسلل الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الخطوة تسببت في حدوث اضطرابات داخل إسرائيل، حيث أبلغ العديد من سكان تل أبيب أن نظام (جي بي إس) يظهر موقعهم على أنهم في بيروت. وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي مسؤوليتها عن اغتيال شكر الذي وصفته بأنه الرجل الثاني في حزب الله والمسؤول عن الهجوم الذي أودى بحياة 12 طفلا وفتى في بلدة مجدل شمس في مرتفعات الجولان، فيما امتنعت عن التعليق على مقتل هنية في طهران.