الشارقة:شادي صلاح الدين تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، افتتح الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة مؤتمر أخلاقيات الإعلام وقوانينه في دول مجلس التعاون الخليجي الذي تنظمه جامعة الشارقة بالتعاون مع مؤسسة الخليج للطباعة والنشر، ومؤسسة الشارقة للإعلام أمس، ويتابع اليوم في قاعة المؤتمرات في دار الخليج للطباعة والنشر. حضر الافتتاح خولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري بالشارقة، وطارق بن خادم رئيس دائرة الموارد البشرية في الشارقة، وخالد المدفع، المدير العام لمؤسسة الشارقة للإعلام، وإبراهيم العابد، مستشار رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، والدكتور معمر بالطيب، نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا، وماجد الجروان، نائب مدير الجامعة لشؤون العلاقات العامة، والدكتور محمود درابسة، عميد شؤون الطلبة، والدكتور عبد الرحمن عزي، رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر وعميد كلية الاتصال، والدكتور عصام نصر نائب عميد كلية الاتصال، والدكتور خيرت عياد رئيس قسم العلاقات العامة ورئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر، وأساتذة كلية الاتصال، والطلبة. وبدأت مجريات المؤتمر بعزف السلام الوطني، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها كلمة الدكتور حميد مجول النعيمي، تقدم فيها إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ورئيس الجامعة، بأسمى معاني الاحترام والامتنان لرعاية سموّه فعاليات هذا المؤتمر، شأن سموّه في ذلك في كل ما يبني الشارقة ويطورها وينميها في مختلف الميادين الثقافية والعلمية والاجتماعية والحضارية. وقال إن الإعلام مهنة تقوم على معايير أخلاقية وقانونية يتوجب على الإعلاميين دائماً التحلي بها والالتزام بمضمونها، ولأن دول الخليج العربي تتميز بمجموعة من الخصائص والسمات المشتركة في العادات والتقاليد والقيم، وأهمية موقعها على خريطة العلاقات التجارية والاقتصادية والإعلامية إقليمياً ودولياً، يأتي هذا المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان: أخلاقيات الإعلام وقوانينه في دول مجلس التعاون الخليجي ليقدم رؤية لأسس الممارسة الإعلامية الأخلاقية في دول الخليج العربية، وآفاقها المستقبلية، بما يخدم الإعلام المسؤول القائم على المبادئ الأخلاقية الإنسانية في الممارسات الإعلامية المعاصرة، من خلال ما سيطرحه من محاور علمية تبحث في مواثيق الشرف والضوابط الأخلاقية لمعالجة وسائل الإعلام للصراعات، ووسائل الإعلام وبناء السلم المجتمعي، فضلاً عن الخصوصية الفردية، والملكية الفكرية، وجرائم الإنترنت، والعنف في السينما والتلفزيون، وغيرها من المحاور، كما يقدم دراسات في الصحافة، والإذاعة والتلفزيون، والعلاقات العامة، والإعلان، ووسائل التواصل الاجتماعي. من جانبه، أكد الدكتور عبد الرحمن عزي، أن غياب الانضباط الأخلاقي أو تضاؤله، على مستوى وعي الفرد وضميره والواجب الأخلاقي وتغليب الجانب التجاري والدعائي في المجال الإعلامي عامة، دفع النقاد إلى التساؤل عما إذا كان الإعلام مهنة بضوابط مهنية وأخلاقية وقانونية محددة على غرار مهنة الطب والقانون. من جانبهم، أشاد المتحدثون الرئيسيون: الدكتور كريستيان كليفورد أستاذ الإعلام بجامعة إلينوي في الولايات المتحدة، والدكتور عبد الرحمن العناد أستاذ الإعلام ومستشار مركز أسبار للدراسات والبحوث الإعلامية، بالمؤتمر وموضوعه وبمستوى التنظيم مؤكدين أهمية المحاور والمواضيع التي سوف تتم مناقشتها خلال جلسات المؤتمر. وركزت الجلسات على مواضيع عدة أهمها: الضوابط الأخلاقية للممارسة الإعلامية على مدار جلستين، أدارهما الدكتور خالد المدفع والدكتور عصام نصر، أما الثالثة والرابعة فقد ناقشت الضوابط القانونية للممارسة الإعلامية، وأدارهما الدكتور خيرت عياد والدكتور صالح أبو إصبع، وكرّم المتحدثين والشركاء على هامش المؤتمر مدير الجامعة. الضوابط الأخلاقية للممارسة الإعلامية بدأت الجلسة الأولى بعنوان الضوابط الأخلاقية للممارسة الإعلامية ترأسها الدكتور خالد المدفع، واستهل الحديث الدكتور محمد عايش الأستاذ في الجامعة الأمريكية بالشارقة، متحدثاً عن تدريس أخلاقيات الإعلام في الجامعات العربية. وأكد أن الأخلاقيات تعد من أهم المداخل المستخدمة في دراسة وممارسة العمل الإعلامي في المجتمعات الحديثة، ومن بينها المجتمعات العربية، في ضوء الحاجة الملحة إلى ضوابط واضحة تسهم في تمكين الإعلاميين ومؤسساتهم من اتخاذ القرارات المناسبة والصائبة أثناء تأديتهم لعملهم بعيداً عن إلحاق الأذى بأنفسهم وبالآخرين من حولهم. وأشار إلى أنه رغم أن المقررات الدراسية في الجامعات العربية تتضمن مكونات أخلاقية مهمة في الإعلام والاتصال الجماهيري، فإن تلك المقررات تعاني مشكلات عدة، تتمثل في اعتمادها المفرط على المنهج المعياري والوصفي على حساب المنهج النظري والتحليلي المستند إلى الممارسات الإعلامية الحقيقية في الفضاء الاتصالي العربي. وحث الدكتور عايش على ضرورة وجود دبلوم عال لتدريس الضوابط الأخلاقية في العمل الإعلامي أسوة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، وضرورة العمل على تطوير المناظير الأخلاقية العربية في الحقل الإعلامي، لتستمد روحها ومفاهيمها من المنظومة العربية الإسلامية والممارسات المهنية الحديثة في الإعلام، فضلاً عن التفاعل البناء مع المؤسسات الإعلامية وممارسي العمل الإعلامي من المهنيين، لإثراء المناهج الدراسية والعملية التعليمية بأفكارهم ورؤاهم عن أفضل الممارسات الإعلامية الملائمة للبنية الأخلاقية العربية. إدراك طلبة الاتصال لأخلاقيات الإعلام وقدم خلال الجلسة الدكتور عصام نصر بجامعة الشارقة بحثاً عن مدى إدراك طلبة الاتصال لمفاهيم أخلاقيات الإعلام. وقال إن البحث يسعى إلى التعرف إلى اتجاهات دارسي الإعلام نحو درجة أهمية أخلاقيات الممارسة الإعلامية على كل المستويات، كما يسعى إلى قياس مدى إدراكهم سواء منهم من درس مساق أخلاقيات الإعلام أو من لم يدرسه بعد المفاهيم وأسس أخلاقيات الإعلام بغرض عقد مقارنة تظهر مدى أهمية تدريس المساق بصورته الحالية ومدى الحاجة إلى تطويره، تماشياً مع تطور الممارسات الإعلامية ووسائل الاتصال نفسها وتغيرها. وأشار إلى أن البحث اعتمد على دراسة ميدانية على عيّنة من 200 طالب وطالبة من دارسي الاتصال في الجامعة، نصفهم ممّن درسوا مساق أخلاقيات الإعلام، والنصف الآخر لم يدرسه بعد. ولخّص الدكتور عصام نصر الدراسة إلى مجموعة من النتائج التي عكست ما نعيشه من عصر المعلومات والإعلام بمستجداته المتلاحقة التي تتطلب مواكبتها وتقييم معاييرها المهنية، بما يتوافق مع تراثنا وثقافاتنا وهويتنا الوطنية. وتناول البحث أيضا موضوعات ذات صلة في هذا الشأن، من بينها المسؤولية الاجتماعية في وسائل الإعلام، الحقيقة والدقة، الأخلاق العالمية والعولمة الإعلامية والاقتصادية والثقافية إلى جانب العوامل التي تؤثر في أخلاقيات الإعلام ووسائل الإعلام الجديدة. دراسة التزام السعوديين بالصحف الإلكترونية وبعدها قدم الدكتور عبد النبي النوبي، أستاذ الصحافة في جامعة جازان بالمملكة العربية السعودية، دراسة عن مدى التزام الصحفيين السعوديين العاملين في الصحف الإلكترونية بالضوابط الأخلاقية للنشر الصحفي. وأشار إلى أن اختيار هذا المجال جاء لأسباب عدة، منها انتشار الصحافة الإلكترونية في المملكة العربية السعودية، وازدياد اهتمام الجمهور بها، فضلاً عن أن طبيعة الصحافة الإلكترونية تجعلها أكثر حرصاً على السبق الصحفي، ما يقلل من فرصة تأكدها من صدقية أخبارها. وتسعى الدراسة إلى تحقيق أهداف عدة، ومنها تحديد أكثر المواد مخالفة لضوابط النشر التي تقع فيها الصحافة الإلكترونية السعودية، والوصول إلى معايير أخلاقية للنشر الصحفي، من خلال وجهة نظر الصحفيين السعوديين. أخلاقيات المهنة والتحولات الجديدة وتحدث بعدها الدكتور العربي بوعمامة، مدير مختبر دراسات الاتصال والإعلام بجامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم الجزائر، عن أخلاقيات المهنة الصحفية والتحولات في البيئة الإعلامية الجديدة. وقال إن العصر الراهن يتسم بالعديد من المتغيرات المتسارعة والثورات التكنولوجية التي طالت المجتمع في كل مفاصله، وعلى رأسها الثورة التكنولوجية في حقل التواصل الإنساني، مشيراً إلى أنها أحدثت تغيرات مفصلية في طبيعة الممارسات الإعلامية. وأضاف أنه بالرغم من تغير خريطة تكنولوجيا التواصل وتأثيرها في بيئة ومنظومة الممارسة الإعلامية في العالم، فإنه يتعين على الصحفي أن يتمسك بمبادئ وأخلاقيات المهنة الصحفية مع ممارسة حقه في الاتصال والوصول إلى المعلومات. واختتم الجلسة الدكتور علي أحمد المهداوي، أستاذ القانون بجامعة الشارقة بالحديث عن أخلاقيات الإعلام في ميزان الحقائق وهي دراسة من منظور إسلامي فلسفي قائلاً :الحقيقة قيمة في حد ذاتها، كما أنّ لها بعداً آخر في فهمها، وهو البعد المعرفي، وأثراً في تكوين أو تصوير أخلاقي في نفس المتلقي. ويتبع القسم الأخير القسم الثاني من حيث إنه أثر عنه فقام الأعلى بمنزلة العلّة للمرتبة الأدنى منه، وقام الأدنى بمنزلة المعلول للمرتبة الأعلى، والترابط بين العلّة والمعلول لا انفكاك له، فحيثما وجدت العلة وجد المعلول. أخلاقيات معالجة وسائل الإعلام للصراع وبدأت الجلسة الثانية يترأسها الدكتور عصام نصر، وقدم الدكتور خيرت عياد، رئيس قسم العلاقات العامة بجامعة الشارقة دراسة بعنوان أخلاقيات معالجة وسائل الإعلام للصراع وبناء السلام. وأكد أن الدراسة تسعى إلى تحديد البعد الأخلاقي لدور وسائل الإعلام في معالجة الصراعات والتباينات الثقافية والاجتماعية والسياسية داخل الدول، بما يضمن الحفاظ على رأس المال الثقافي والاجتماعي، ويسهم في بناء السلم المجتمعي، مشيراً إلى أنه وفقا للتحليل الوظيفي يميز الباحثون بين سبع وظائف أساسية تؤرخ لتطور الدور الذي يمكن لوسائل الإعلام أن تقوم به لبناء السلم المجتمعي ومنع العنف والصراع وهي: وظيفة وسائل الإعلام مصدراً للمعلومات، ووظيفتها في مراقبة البيئة ككلب حراسة، وقيامها بدورها حارس بوابة، ثم صانع سياسة، ثم قيامها بالدور الدبلوماسي، ثم وظيفتها داعما للسلام، ودورها صانع سلام. أخلاقيات التغطية الإخبارية وقدمت الدكتورة رباب عبد المنعم التلاوي، أستاذة الصحافة في كلية الآداب بجامعة المنيا، دراسة تحليله مقارنة عن أخلاقيات التغطية الإخبارية في المواقع الإلكترونية الإخبارية العربية والمصرية. وأكدت أن أهمية هذه الدراسة تأتي في تناولها لموضوع أخلاقيات التغطية الإخبارية في المواقع الإلكترونية الإخبارية، حيث فتح الإنترنت مجالاً كبيراً للعمل الإعلامي بكل أشكاله، بوصفه وسيلة إعلام جديدة دخلت العمل الإعلامي من بابه الواسع وحققت انتشاراً كبيراً. وتهدف الدراسة إلى تقييم مدى التزام المواقع الإلكترونية الإخبارية العربية والمصرية بالأخلاقيات المهنية والإعلامية في تغطيتها الإخبارية، وأشارت إلى أنه يتوجب لتحقيق هذه الأهداف الإجابة عن التساؤلات:هل هناك ميثاق أخلاقيات للإعلام الإلكتروني بشكل عام، وللمواقع الإخبارية بشكل خاص، يؤدي إلى الارتقاء بأدائه المهني والإعلامي؟ فضلاً عن أي مدى التزمت المواقع الإخبارية العربية والمصرية بأخلاقيات العمل الإلكتروني. تفاعل القرّاء مع الخليج الإلكترونية وقدمت الدكتور رقية بوسنان، أستاذة الإعلام في جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر، بحثاً بعنوان أخلاقيات تفاعل القراء مع المحتوى الإعلامي في صحيفة الخليج الإلكترونية، وقالت إن الصحافة الإلكترونية تعدّ شكلاً اتصالياً حديثاً للفت انتباه الباحثين المتخصصين للكتابة والتأليف، وتؤكد أهميتها الاتصالية والإعلامية، لأنها مرتبطة بالشبكة العنكبوتية ذات الخصائص المتميزة. وأضافت أن الباحثين اتفقوا على أن الصحافة الإلكترونية أعطت للأفراد حرية التصفح الإلكتروني والتعليق والتعبير عن وجهات النظر، عمّا ينشر من معلومات ومواد في مجالات متعددة سياسية، اقتصادية، أخلاقية، وثقافية، ورياضية، كما وفرت لهم مساحات للتفاعل مع ما ينشره الخبراء والمختصون على صفحاتها الذين يستخدمون مختلف القوالب الفنية والأساليب لإقناع الفرد. وأشارت إلى أن مواقف الأفراد تتعدد واتجاهاتهم نحو ما تقدمه الصحافة الإلكترونية من محتوى على مستوى الشكل والمضمون، لتتحول إلى تعليقات إيجابية أو سلبية، يفترض أن تخضع لمعايير أخلاقية تبتعد عن العنف اللفظي والتقييم الجارح لما هو مقدم. وقدم الدكتور رضا أمين، أستاذ الإعلام المشارك في الجامعة الأهلية، بمملكة البحرين، بحثاً عن الضوابط المهنية والأخلاقية للعمل الإعلامي بين نصوص التشريع ومواثيق الشرف بمملكة البحرين. وقال إن التشريعات القانونية ومواثيق الشرف الإعلامية تسعى إلى وضع إطار تنظيمي وأخلاقي للممارسة الإعلامية، مشيراً أنها لا بدّ أن تتواكب هذه التشريعات والمواثيق مع مستجدات البيئة الاتصالية التي تتسم بأنها متلاحقة التغير والتطور، حتى تؤدي دورها بفعالية، لتحقيق التوازن بين النظام الإعلامي من جهة والنظم الاجتماعية والسياسية والثقافية والسياسية من جهة أخرى. وتهدف الدراسة إلى التعرف إلى البنود التنظيمية التي يوفرها كل من الجانب القانوني والمواثيقي بالمملكة، وكذلك التعرف إلى مدى ملاءمتها للبيئة الاتصالية الراهنة. وتحاول الدراسة الإجابة عن التساؤلات ما الضوابط المهنية التي توفرها القوانين المنظمة للعمل الإعلامي في مملكة البحرين، فضلاً عن الجهات التي أطرت لميثاق الشرف المهني للإعلاميين في مملكة البحرين. مبادئ معالجة قضايا حقوق الطفل العربي واختتمت الجلسة بحديث الأستاذة إيمان بهي الدين، مديرة إدارة إعلام الطفولة، المجلس العربي للطفولة والتنمية بجمهورية مصر العربية، عرض تجربة المجلس العربي للطفولة والتنمية في إعداد المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي وقضايا حقوق الطفل العربي، وتهدف إلى أن يسترشد بها الإعلاميون العرب في معالجتهم قضايا حقوق الطفل العربي، فضلاً عن الإرشاد والتمكين، والتقييم والتشخيص، وصولاً إلى تطوير هذا الأداء الإعلامي إيجابياً، وبما يجعله صديقاً للطفولة. وأضافت أن المبادئ المهنية ترنو إلى إعلام يحترم حقوق الطفل، وتدعم حقه في الحماية من العنف والاستغلال، ومنظومة قيم تقوم على المهنية والتمكين والمواطنة والعدل الاجتماعي والحرية والشفافية.
مشاركة :