واصل الفصل الثاني من مسلسل الثلاثية الذهبية الذي استهله في بطولة العالم في بودابست العام الماضي (100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م) بنيله المعدن الأصفر في سباق 100 متر في ستاد فرنسا بوقت قدره 9.79 ثوانٍ متفوّقاً بالصورة النهائية (فوتو فينيش) على تومسون صاحب الفضية (9.79 ث وبالتحديد 9.789 ث). وأنهى لايلز فترة عجاف استمرت 20 عاماً لم يتوقف خلالها العداؤون الأميركيون عن مهمة البحث عن الذهب لهذه المسافة. كان جاستن غاتلين آخر من فاز بالذهب الأولمبي في 100 متر لدى الرجال والسيدات، وذلك في أثينا 2004. وصف البريطاني سيباستيان كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى العداء لايلز، الذي جدّد عقده مع أديداس هذا الموسم واعتُبر الأكبر منذ تجديد عقد بولت مع بوما، بأنه "نجم روك مطلق". بدا للبعض أن لايلز، البالغ 27 عاماً، أشبه بمغنّي راب أميركي صاحب شعر مجعّد أكثر من كونه نجم روك، حين صُوّر في العاصمة المجرية سلسلة وثائقية على منصة نتفليكس بعنوان "سبرينت". وفي الموسم الثاني لهذه السلسلة، ستشكّل الألعاب الأولمبية في باريس المسرح المثالي. تُسلّط الكاميرات الضوء بقوة على لايلز الواثق من نفسه والذي يبدو أكثر من مستعد لإعادة شعبية سباقات السرعة، حيث أنّ وقاحته كانت واضحة للجميع في سلسلة من المقاطع الصوتية الجديرة بالاقتباس في الموسم الأول. -"عقلية إلهية"- قال لايلز عن كونه عداءً سريعاً في سباقات الـ "سبرينت": "يجب أن تكون لديك عقلية إلهية". وتابع "أنا مؤمن بأن اللحظة ليست أكبر مني، بل اللحظة خُلقت من أجلي". وفي حين يصرّ العديد من الخبراء على أن مثل هذه النظرة ليست نادرة بين الرياضيين النخبة، فلا شك أن أسلوبه الوقح يزعج العديد من الأشخاص الآخرين، ولا سيما جحافل نجوم دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، وجماهيرهم، بعدما شكّك لايلز في ادعائهم بأنهم "أبطال العالم" الحقيقيون. ويقرّ لايلز الذي تحدث علناً عن معاناته مع مشاكل صحية عقلية ومع الاكتئاب في السنوات الأخيرة، بأن شهرته الواسعة باتت تسبب مشكلة له في القرية الأولمبية. "لقد أصبحت مشهوراً في القرية، ولسوء الحظ، كان ذلك مصحوباً بمجموعة من التحديات الخاصة في القدرة على إيجاد مساحتي الخاصة داخل القرية، سواء كان ذلك خلال تناول الطعام أو التدرّب في صالة الألعاب الرياضية"، قال لايلز. حصده الذهب في باريس، يعوّض عن تجربته المخيبة للآمال في طوكيو حين لم ينل سوى برونزية سباق 200 م. استطرد قائلاً "لا تزال تلك البرونزية تُحرق ثقباً في صدري"، مضيفاً "سأحملها معي أثناء باريس فقط لتذكيري بأن هذا ليس اللون الذي سأعود به". أصرّ لايلز الذي عانى من الربو المزمن عندما كان طفلاً، على أنه يتألق والأضواء مسلطة عليه "كلما زاد عدد العيون عليّ، كان أدائي أفضل، أو على الأقل هذا ما يقوله معالجي. عندما تكون كاميرات التلفزة موجّهة نحوي والناس هناك، فأنا لا أخسر". لا يزال الأميركي يأمل في إكمال محاولة جريئة للفوز بالذهب في أربع مسابقات في باريس، بإضافة سباق التتابع 4 مرات 400 م إلى برنامجه. لقد أثار ضجة في العالم داخل القاعة في غلاسكو في آذار/مارس عندما، بعد حصوله على الميدالية الفضية في سباق 60 م خلف زميله في الفريق كريستيان كولمان، اختير عضواً في فريق التتابع 4 مرات 400 م الذي أحرز ايضاً الميدالية الفضية. تسبب ذلك في اتهام الاتحاد الأميركي بمحاباة لايلز. انتقد صاحب الشأن المشككين، قائلاً "دعونا نقول فقط إن الكثير من الناس في الولايات المتحدة كانوا منزعجين للغاية لأنني شاركت في سباق التتابع 4 مرات 400 م، وأود أن أقول لهم: +اركضوا بشكل أسرع، ادفعوني للأمام!+". -الميداليات هي الخطوة الأولى- وضع بولت حداً لمسيرته على المضمار في عام 2017 بعد فوزه بـ11 ميدالية عالمية وثماني ميداليات أولمبية. قال لايلز الذي حقق ثنائية السبرينت (100 م و200 م) في بودابست للمرة الأولى منذ الإنجاز ذاته لبولت في بكين عام 2015 "لقد فعلها أوسين بولت، وقوله لي إنه يرى ما أفعله ويحترمه، أمر مذهل". وأكّد "أنا الرجل الذي يريد تجاوز الشهرة على المضمار. أريد أن يراني الناس على المضمار، ولكن أيضاً في مجلة +جي كيو+ ومسلسلاتي الوثائقية، وأن يدركوا أنني الرجل الرائع". تابع "الميداليات هي الخطوة الأولى لأنها تلفت انتباه الناس. بعد ذلك يمكنك الذهاب إلى اتجاهات مختلفة: الموضة والموسيقى. يمكنك أن تبدأ في التعاون مع أشخاص آخرين وفنانين والعالم". وصل لايلز إلى باريس وهو يعلم تمام العلم أنه يحتاج إلى تقديم أفضل ما يملك، وذلك ببساطة لأنه لكي يستمر في جذب الانتباه، فهو يحتاج إلى الاستمرار في ترصيع سجلّه بالميداليات، والألعاب الأولمبية هي البطولة العالمية التي يتابعها الأميركيون بشغف. كانت تلك هي جاذبية بولت: قدرته على الهيمنة والفوز بالعديد من الميداليات الذهبية في البطولات العالمية. فاز لايلز بميدالية ذهبية واحدة، ولكن تلوح في الأفق المزيد من منصات التتويج.
مشاركة :