تعهدت إيران مجددا، اليوم الإثنين، ب معاقبة إسرائيل ردا على اغتيال إسماعيل هنية ، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في بيروت. أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن لإيران الحق في معاقبة المعتدي في إطار القانون الدولي، ولا يحق لأحد أن يشك في حق إيران القانوني في معاقبة المعتدي وخلق الردع. وقال كنعاني: «إن كل الأدلة تشير إلى أن الكيان الصهيوني يقف وراء اغتيال هنية ولن يستفيد أي طرف غير الكيان من اغتيال القائد الفلسطيني البارز.. الكيان مسؤول عن هذا الإرهاب العابر للحدود». وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الكيان الذي ارتكب جريمة دولية وتجرأ بحماقة على الاعتداء على إيران، عليه أن ينتظر ردا حاسما على هذه الجرأة الحمقاء. عدم إدانة الدول الأوروبية وعن عدم إدانة الدول الأوروبية اغتيال الشهيد هنية، قال كنعاني: «ينبغي أن نسأل الحكومات الأوروبية ماذا تعني هذه النظرة المزدوجة للإرهاب! هم من يجب أن يجيبوا على هذا السؤال وعلى الرأي العالمي حول كيفية تصرفهم بمعايير مزدوجة». وأضاف: «إننا نعتبر حقنا في الدفاع عن أمننا الوطني وسيادتنا ووحدة أراضينا حقا حاسما لا يقبل الجدل.. لا يحق لأحد أن يشك في حق إيران القانوني في معاقبة المعتدي وخلق الردع، لقد اتخذنا الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة حتى هذه اللحظة.. نتابع عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن، وعقد هذا الاجتماع بمساعدة الدول الصديقة، بما في ذلك روسيا والصين، واتخذ عدد كبير من الدول الأعضاء مواقف حاسمة في إدانة العمل العدواني الذي قامت به الكيان الصهيوني». انتهاك صارخ للميثاق الدولي وقال كنعاني، في مؤتمر صحفي نشرته وكالة تسنيم الدولية للأنباء: «لقد كان انتهاكًا صارخًا للميثاق الدولي والأعراف السياسية للمجتمع الدولي، والإرهاب هو طبيعة الكيان الصهيوني وبقاء هذا الكيان يعتمد على استمرار الإرهاب المنظم وإرهاب الدولة». وأضاف: «مرة أخرى، تدين حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بشدة هذا العمل الإجرامي الذي ارتكبه الكيان الصهيوني باغتيال قائد فلسطيني بارز ونعرب عن تعازينا للشعب الفلسطيني.. إن دماء هذا الشهيد الطاهرة ستعزز إرادة الشعب الفلسطيني في مواصلة النضال من أجل حرية فلسطين.. ونحن ندين بشدة هذا الاغتيال». وأشار كنعاني إلى أن طهران طلبت عقد اجتماع لمجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي، وتمت الموافقة على هذا الاجتماع ومن المقرر عقده في جدة يوم الأربعاء. معاقبة المعتدي وقال كنعاني: «نظراً للتأثير الأمريكي على مسؤوليات وواجبات مجلس الأمن، والذي أدى إلى عدم كفاءة المجلس، فإن إيران ستتخذ بالتأكيد إجراءات جادة ورادعة في استخدام حقها الأصيل المبني على المبادئ الدولية لضمان أمنها.. إذا كان المجتمع الدولي غير قادر على الوقوف بوجه الكيان الصهيوني، فلا يمكن لإيران أن تظل غير مبالية بأمنها وأمن أصدقائها. وتابع: «إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة، وقد بذلت كل جهودها لوقف آلة الحرب الإسرائيلية واستعادة الاستقرار في المنطقة.. ومن المؤسف أن هذا الكيان الصهيوني الذي استجاب بشكل سلبي لجهود جميع الأطراف التي أرادت العودة إلى الاستقرار، وقام بأعمال وعمليات استفزازية أخرى، بما في ذلك الإرهاب العابر للحدود في لبنان وسوريا وإيران وغيرها من البلدان، وعرض الأمن في المنطقة للخطر.. وإذا استخدمت إيران حقها في معاقبة الكيان، فإن ذلك يهدف إلى إرساء الاستقرار في المنطقة. ولو عملت أميركا وفق مسؤوليتها الأخلاقية، لما شهدنا هذا المستوى من خطر عدم الاستقرار في المنطقة». زيارة مسؤولين أميركيين وعن الادعاءات حول زيارة مسؤولين أميركيين لإيران وتوجيه رسالة إلى إيران، قال كنعاني: «لا داعي لإرسال رسالة، مسؤولية أميركا واضحة.. هي كانت شريكة في جرائم الكيان.. وواجب عليها هو الضغط على الكيان لوقف آلة القتل في الحرب.. إن بعض الأخبار مثل هذه لا تستحق النفي أيضا». وفيما يتعلق بتعاون بعض الدول مع إسرائيل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: «إن خلق الردع ضد الكيان يوفر مصالح جميع الدول في منطقتنا.. لقد أثبتت التجربة أن الكيان لا يشكل تهديدا لفلسطين فحسب، بل يشكل أيضا خطرا حقيقيا على استقرار وأمن جميع دول المنطقة.. إن خلق الردع ضد هذا الكيان هو مسؤولية جماعية.. وفصائل المقاومة كلها تعمل في سبيل خدمة مصالح دول المنطقة». وأكد كنعاني أن الكيان الصهيوني يشكل تهديدا مشتركا، ومواجهته تمثل أولوية جماعية للمنطقة. وفي الأشهر العشرة الماضية، نشأ هذا التفاهم الجماعي بين حكومات المنطقة على أن أي تساهل تجاه هذا الكيان يمكن أن يجعل الحكومات يغض الطرف عن جرائمه في فلسطي وعن سبب رفع إيران شكواها إلى مجلس الأمن ، قال كنعاني: «إيران تلتزم بالقوانين الدولية.. ويجب توفير الظروف اللازمة لتمكين الآليات الدولية من العمل بواجباتها المتأصلة. ومن العار على الحكومات أن لا تسمح لمجلس الأمن بالقيام بواجباته.. لقد فعلت إيران الشيء الصحيح.. العار لمن جعلوا من مجلس الأمن مكانا لأطماعهم.. وفي الوقت نفسه فإن إيران لن تنتظر أي طرف لضمان أمنها ومعاقبة المعتدي. تحسين العلاقات مع مصر والبحرين وفيما يتعلق بالإجراءات الأخيرة لتحسين العلاقات مع مصر والبحرين، قال كنعاني: «المحادثات مع مصر مستمرة في إطار خارطة الطريق التي وضعها الجانبان. نحن في عملية دبلوماسية جيدة فيما يتعلق بمصر والتحرك بين الطرفين قائم. ونأمل أن نرى نتائج الجهود الدبلوماسية بين البلدين.. وفيما يتعلق بالبحرين، اتفقنا على تنظيم آلية مشتركة لتشكيل الحوارات لوضع الأساس لاستئناف العلاقات، وقد تم تشكيل هذه الآلية، ونأمل أن نرى عودة العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي». اغتيال هنية أعلنت حركة حماس، صباح اليوم الأربعاء، استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران. وقالت الحركة في بيان لها، إن هنية تم اغتياله في غارة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، إن اغتيال القائد إسماعيل هنية عمل جبان ولن يمر سدى. وأكد المسؤول في حركة حماس، سامي أبو زهري لرويترز، على أن اغتيال هنية في إيران تصعيد خطير لن يحقق أهدافه. من جانبه، قال الحرس الثوري الإيراني، إنه يدرس أبعاد حادثة مقتل هنية في طهران وسيعلن عن نتائج التحقيق لاحقا. وقال أشرف العجرمي، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إن هذه العملية ستؤدي إلى تصعيد خطير ليس فقط على الساحة الفلسطينية، وإنما في المنطقة كلها بما فيها الجبهة اللبنانية. ــــــــــــــــــ شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :