ثقافتي العربية سر نجاحي وشهرتي العالمية، مقولة رفعها مصمم الأزياء اللبناني العالمي توفيق حطب شعاراً له، واعتمدها في تصميم موديلاته هذا الموسم والقائمة على فكرة التنوع المثير، الذي يحاكي من خلالها مفاهيم الجمال الشرقي والحداثة واللمسات العصرية. أسلوبه، تعشقه العين، ألوانه متجددة ملاذها الساحر كامن في نبض القماش. البساطة الملهمة يصف حطب مجموعته الجديدة بأنها بسيطة وأنثوية قائلاً: كالعادة، البساطة هي الشعار الدائم، الذي اتخذته لنفسي شعاراً منذ قررت احتراف المهنة. ليس أجمل من فستان سهرة بسيط، والبساطة هنا لا تعني الابتعاد عن الشك والأقمشة المزخرفة والمطبوعة بقدر ما تعني التطريز بلمسات خفيفة ناعمة، قادرة على لفت الانتباه وخطف الأضواء. الأسود الملكي وفي ما يتعلق بالألوان التي يعتمدها يؤكد حطب أنه يهتم بالأسود بالدرجة الأولى، ويضيف: هولوني المفضل، ولا بد أن يكون موجوداً في كل موسم من خلال فستانين أو أكثر، هناك أيضاً ألوان الذهبي والأحمر والأزرق إضافة إلى اللون الأبيض طبعاً، الذي اخترته لفساتين الزفاف مبتعداً عن الأبيض الأوف وايت، الذي اعتمدته في أكثر من موسم. أحببت اللون الأبيض لهذا الموسم كونه مرغوباً جداً ولا يضاهيه أي لون آخر، فهو لون شفاف، أنيق، يليق بالعرائس، ويعبر عن أحلامهن الناصعة البياض. بالنسبة للموديلات يقول حطب: اخترت القصّات الضيقة، التي تبرز مفاتن الجسم، كما اشتغلت على الأكتاف، حيث جاءت التصاميم مفعمة بالجاذبية، راقية وكلاسيكية بعض الشيء كوني لا أميل صوب الصرعات كثيراً إلا في حال رغبت السيدة في ذلك. تنوع الخامات حول تنوّع الخامات التي يستخدمها، يشرح حطب: استخدمت الدانتيل والتول، وحرصت على مزج بعض الأقمشة واستخدام الناعم منها، خصوصاً بالنسبة إلى فساتين الزفاف، ما يسهّل على العروس حرية التنقل بين المدعوين، إضافة إلى أن الأقمشة الناعمة تساعدها على أن تبدو رشيقة، مرة أخرى البساطة ولا شيء سواها، فعروس هذا الموسم شابة جميلة ناعمة وفستانها لا يخلو من تطريزات وزخرفات منمنمة. وطبعاً، غني عن القول، إن تصميم فستان الزفاف لا بد أن يأخذ في الاعتبار موقع الحفل فما يليق بصالة مقفلة لا يليق بسهرة في الهواء الطلق، فالصالة المقفلة تستوجب فستاناً فخماً، كلاسيكياً، مع جوبون فضفاضة في حين أن العرس المقام بجانب بيسين يحتاج إلى فستان عملي جداً. وعن هوية فستان الزفاف العملي أو القصير من وجهة نظره، يقول: صممت عشرات فساتين الأفراح القصيرة بناء على رغبة كثيرات، فكم من عروس تحب أن تتميز بفستان يليق بها بغض النظر عن الموضة السائدة. لوحات فنية وحول تصاميم فساتين الهوت كوور يمتلك حطب على حد تعبيره رؤية مختلفة عن سائر مصممي الأزياء، مضيفاً: لا أعتمد عنواناً واحداً لكل مجموعة خشية أن أتقيد بفكرة واحدة ربما توقعني في فخ التكرار والتشابه. من هذا المنطلق، ما من فستان لديّ يشبه الآخر، وكل قطعة لوحة بذاتها، أو موضوعاً بذاته. فعبارة الهوت كوتور تعني الخياطة الراقية، ومن زمان كانت مثل هذه الفساتين تُحاك بالخيط والإبرة، وكان يُصار إلى تغيير الإبرة باستمرار، لأنها كانت تسخن على قماش الحرير، وكانت القطعة تحتاج إلى شهور طويلة من العمل المضني لتصبح جاهزة، ومن هذا المنطلق كانت أسعار قطع الهوت كوتور باهظة الثمن بالنظر إلى الوقت والجهد والتعب، الذي كانت تستغرقه. عروض عن مشاركته في أسبوع الموضة في فرنسا أو روما مع استمراره في إقامة عروض محلية وعربية، يقول توفيق حطب: أحببت أن أعزز اسمي في لبنان والدول العربية في الداخل والخارج، وهنا يهمني أن أشير إلى أناقة المرأة الإماراتية تحديداً، وشغفها الهائل بالأزياء، وسعة اطلاعها على خطوط الموضة العالمية، فهي تعرف ماذا تريد وشديدة السخاء على أزيائها والأهم من كل ذلك أنها مواكبة جيدة للموضة، وبالتالي تعرف كيف تبرز أنوثتها، بحيث تجعل القطعة تتكلم، أما أكثر ما يدهشني في المرأة الإماراتية فهو حرصها اللافت على انتقاء قطع الهوت كوتور الحاملة شيئاً من روح الشرق، وربما يتعلق هذا الأمر بالعباءة، التي ترتديها.
مشاركة :