بحث وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج بدر عبد العاطي ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اتصال هاتفي اليوم (الاثنين) سبل احتواء التصعيد الجاري في الشرق الأوسط على خلفية الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل. وذكرت وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج في بيان أن عبد العاطي أجرى اتصالا هاتفيا اليوم مع بلينكن، للتشاور بشأن التصعيد الجاري في الإقليم وسبل احتوائه. وأحاط عبد العاطي، نظيره الأمريكي بالاتصالات التي أجراها مع وزراء خارجية عدد من دول الإقليم، بما فيهم وزيري خارجية إيران ولبنان، فضلا عن اتصالاته مع وزراء خارجية عدد من الدول الأوروبية بهدف احتواء التصعيد الجاري في المنطقة على خلفية سياسة الاغتيالات الإسرائيلية وما خلفته من حالة احتقان وردود أفعال قد تؤدي إلى خروج الأوضاع الأمنية عن السيطرة، وتهدد بتوسيع رقعة الصراع بشكل غير مسبوق. وأكد الوزير المصري على ضرورة ممارسة جميع الأطراف لضبط النفس، وتجنيب المنطقة مخاطر عدم الاستقرار وتهديد مصالح شعوبها. وأعلنت حركة حماس الأربعاء الماضي اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إثر غارة إسرائيلية غادرة على مقر إقامته في طهران بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، بينما قال الحرس الثوري الإيراني، إن إسرائيل شنت "هجوما إرهابيا" وتعهد "برد قاس ومؤلم". واغتيل هنية بعد ساعات من قيام إسرائيل باغتيال فؤاد شكر القيادي العسكري الأبرز في حزب الله اللبناني والذراع اليمنى لأمين عام الحزب حسن نصر الله في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وتوعد نصر الله الخميس الماضي إسرائيل بالرد على "العدوان" على ضاحية بيروت الجنوبية. وطالب عبد العاطي، نظيره الأمريكي بالضغط على إسرائيل للتوقف عن ممارسة سياسة حافة الهاوية، والانخراط بجدية وإرادة سياسية حقيقية في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وتطرق الاتصال إلى الموقف بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار والجهود المصرية القطرية الأمريكية المبذولة في هذا الشأن. وتبادل الوزيران الرؤى والتقييم، وتم الاتفاق على استمرار الجهود والتنسيق من أجل تشجيع الأطراف على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أقرب وقت، لاسيما أن التوصل لمثل هذا الاتفاق وما يرتبط به من تفاهمات من شأنه أن يخفف من حدة التوتر الإقليمي القائم وينزع فتيل الأزمة. وتقود مصر، بالإضافة إلى قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وساطة بين إسرائيل وحركة حماس للوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين وإنجاز تهدئة تؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت إلى دمار كبير في المنازل والبنية التحتية، ومقتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، وأودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.
مشاركة :