بعد أسابيع قليلة من اندلاع الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل، عملت فرنسا على نقل عشرات الفلسطينيين للعلاج بمستشفيات حيث تلقوا رعاية طبية ومواكبة نفسية مكثفة. كثير من هؤلاء، يستذكر اليوم بألم وحسرة فقدان أقاربهم جراء النزاع المستمر، فيما يمني بعضهم النفس في لقاء أحباء تركوهم وراءهم حين المغادرة على حين غرة.في 14 أكتوبر، بعد أسبوع واحد على اندلاع الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، تسبب قصف إسرائيلي بتدمير منزله العائلي المؤلف من طابقَين ومقتل والده حامد وزوجته منتهى (ونجلهما إلياس وابنتَي شقيقه ميرا وتالا.ويقول أبو عيطة بينما تنهمر دمعة على خده وهو يستعيد على هاتفه المحمول صوراً لزفافه ولابنه في مدينة رين الفرنسية، "كل شيء راح".وأبو عيطة وابنه الثاني فارس الذي نجا أيضاً من ذلك القصف، من الفلسطينيين القلائل الذين نُقلوا إلى فرنسا لتلقي العلاج جراء إصابتهم خلال الحرب.ويضيف الأربعيني "ليسوا مجرد أرقام، كل واحد من هؤلاء لديه أحباء وعائلة وذكريات".وأُصيب أبو عيطة وابنه فارس إصابات خطيرة أمام منزلهما حين طالت الضربات مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع. وأصيب فارس بكسر كبير في الجمجمة أدخله في غيبوبة لأكثر من ثلاثة أسابيع.وبعد قرابة عشرة أشهر وفيما لا تزال القوات الإسرائيلية تقصف قطاع غزة، يتعافى كلاهما في فرنسا بعد تلقيهما علاجاً طبياً مكثّفاً.غير أن الرعب لا يفارق أبو عيطة الذي اضطر إلى ترك وراءه ابنَين آخرين هما جود البالغ عشرة أعوام وأحمد البالغ 15 عاما في القطاع المحاصر.ويقول "ستكون كارثة إذا حدث لهما شيء. لم تعد لدي طاقة للتحمل".ويشير إلى أنه تلقى وعدا بأن يتمكن من التقدم بطلب لإحضار ابنيه إلى فرنسا بمجرد حصوله على وضع لاجئ.غير أن الانتظار وألم القرار الذي اتخذه بتركهما في القطاع الفلسطيني المدمر، يقضيان عليه تدريجياً.ويقول أبو عيطة "كان فارس يحتضر. لو بقيت (في غزة) لخسرته".ومن بين المصابين يومياً نحو عشرة أطفال يخسرون ساقاً أو اثنتين، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).وفي 16 أكتوبر، كان آصف أبو مهادي (12 عاماً) يلعب كرة القدم أمام منزله في مخيم النصيرات للاجئين حين قُصفت المنطقة.
مشاركة :