دعا المشاركون في مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلاميَّة بدول العالم الإسلامي، الذي تنظِّمه وزارة الشؤون الإسلاميَّة والدعوة والإرشاد بمكَّة المكرَّمة، إلى تجديد فهم الخطاب الديني كضرورة حتميَّة، وتعزيز المواطنة في العالم الإسلامي، وتبادل الخبرات في تعيين الأئمة والخطباء والمؤذنين والدعاة، ورأس وزير الشؤون الإسلامية في جمهورية المالديف الدكتور محمد شهيم علي سعيد أعمال الجلسة الخامسة التي كانت بعنوان «تعزيز المواطنة في دول العالم الإسلامي وأثره في استقرار المجتمعات الإسلاميَّة، والخصوصيَّة الإسلاميَّة في ظل العولمة الثقافيَّة»، واشتملت على ورقة علميَّة قدَّمها الأمين العام لهيئة العلماء في موريتانيا الشيخ ولد صالح، أكد فيها أنَّ المواطنة هي الانتماءُ للوطن والتَّعَلُّقُ به وحُبُّه والْإِخلاصُ لهُ والتَّضحيةُ من أَجلهِ، وأنَّ الدولة الوطنيَّة هي التي تحمي الوطن والمواطن، والفرد فيها يتمتع بمزايا الانتماء للدولة، مشيرًا إلى أنَّ الدولة تتمتَّع بولاء الأفراد وخدماتهم وتعترف بجميع أفرادها، وبحقوقهم وواجباتهم.وبيَّّن ولد صالح أنَّ «وثيقة المدينة» مع غير المسلِّمين التي عُقدت في عهد النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أسَّست لحقوق المواطنة، ورسمت معالم الدولة الوطنيَّة، التي تعترف بحقوق مواطنيها، وتضمن لهم الأمن والأمان.نشر الوسطيَّةوطالب المفتي العام لمسلمي قرغيزستان عبدالعزيز ناذر بيكو فيتش ذاكروف في ورقته العلمية بتوحيد كلمة المسلمين، وخاصة العلماء بما يحقق النهوض بالأمة في كافة العلوم، لنشر رسالة الإسلام الوسطيَّة، مع تنشيط الدعوة الإسلاميَّة، لتحقيق الفهم الصحيح وفق الكتاب والسُّنَّة.بدوره أكَّد مستشار وزير الداخلية للشؤون الدينية في السنغال الدكتور سراج شعيب كيبي في ورقته العلمية، أنَّ الوطنية والمواطنة ركائز مهمَّة تقوم عليها الأوطان، لتحقيق نموها وتقدمها واستقرارها.حماية من الأفكار الهدَّامةوفي الجلسة السادسة التي عُقدت تحت عنوان «تبادل الخبرات في تعيين الأئمة والخطباء والمؤذنين والدعاة»، جرى مناقشة تجربة المملكة في بناء وصيانة وترميم المساجد.وفي جلسة «تجديد فهم الخطاب الديني ودوره في تعزيز مبادئ الوسطية وترسيخ قيم الاعتدال»، أكد وزير الأوقاف والإرشاد في جمهورية السودان الدكتور أسامة حسن البطحاني، أنَّ وزارات الأوقاف والشؤون الإسلاميَّة في الدول الإسلاميَّة، تضطلع بأدوار محوريَّة في الدعوة إلى الله، وتحصين الأمة الإسلاميَّة من خطر الأفكار والعقائد الهدَّامة وتقوم بجهود مضيئة، للذود عن حياض الدِّين الحنيف والدفاع عنه.التجديد المحظوركما قدَّم رئيس مجلس العلماء في جمهورية الكاميرون الشيخ محمد مال بكري ورقة علمية أوضح فيها، أنَّ هناك تجديدًا محظورًا يتنافى مع الأصول الشرعيَّة ينادي به متطرِّفون يتبنون أفكارًا متطرِّفة نتيجة القصور العام.وفي ورقة علميَّة قدَّمها رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلاميَّة في تشاد الشيخ محمد خاطر عيسى، بيَّن أنَّ تجديد الخطاب الديني واجب شرعي؛ لأنَّ اللهَ تعالَى يبعثُ لهذهِ الأُمَّةِ عَلَى رأسِ كلِّ مئةِ سنةٍ مَن يُجدِّد لهَا أمرَ دِينِهَا، ممَّا يجعلُهُ ضرورةً حتميَّةً؛ ليظلَّ الدِّينُ جزءًا أساسًا في الحياة اليوميَّة.أبرز توصيات المؤتمر- الإشادة بجهود المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين وتعزيز الوسطية والاعتدال. - ضرورة المحافظة على الجماعة ووحدة الصف، واجتماع الكلمة. - حماية القيم الأخلاقية والأسرية في المجتمعات. - مواجهة خطابات الكراهية ضد الإسلام والمسلمين. - تعزيز الدعوة إلى منهج الوسطية والاعتدال، وتصحيح فهم الخطاب الديني. - محاربة الغلو والتطرف والانحلال وموجات الإلحاد. - ضبط الفتوى وفق النصوص الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد. - برامج نوعية لتعزيز قيم التسامح والتعايش. - تبادل التجارب والخبرات بين الدول الأعضاء في عمارة المساجد.
مشاركة :