في لقاء مع شقيقها وابنته وابن شقيقتها​​​​​​​ عائلة فاتن حمامة تتحدّث عن إنسانيتها للمرة الأولى 

  • 8/2/2024
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغمِ من رحيلها قبل تسعةِ أعوامٍ إلا أنها ما زالت «الحاضرةَ الغائبةَ» بيننا. كلُّ تلك الأعوامِ مرَّت، ولم نشعر بأنها في عالمٍ آخرَ غير عالمنا، فروحُها، وجمالُها، وعبقريَّتُها في التمثيل، وأناقتُها، ورقَّتها، تعيشُ معنا دوماً. ما زالت فاتن حمامة سيدةَ القلوبِ التي أحبَّها الملايين في أفلامها في كلِّ مراحلها، وجزءاً لا يتجزَّأ من ذكرياتنا، ورمزَ الجمالِ الراقي. وكما هي سيدةُ الإحساسِ، و«سيدةُ الشاشةِ العربيَّة» في الفنِّ، هي سيدةُ قلوبِ عائلتها، وأبناءِ أشقَّائها، فهي أمُّ الجميع. «سيدتي» انفردت بأوَّلِ حوارٍ مع شقيقها الأصغرِ سمير حمامة، ومع ابنته نادين حمامة، الصحفيَّة في «الأهرام»، والدكتور عمرو المليجي ابن أختها ليلى حمامة، أكثر الأشقَّاء والشقيقاتِ قرباً إلى قلبها.     بدأنا حديثنا مع الأستاذِ سمير حمامة، الذي كان يعملُ في الشؤونِ القانونيَّة بصحيفةِ الأهرام، ثم عملِ في الإعلاناتِ، فقال: «فاتن الأختُ الكبرى، والأمُّ الثانية لي. نحن ستَّة أشقاء: اللواء منير حمامة، الأستاذ مظهر حمامة، ثم فاتن، فليلى، رحمة الله عليهم، وتبقَّى منَّا أنا، وأختي الصغرى ناهد. كانت فاتن حنونةً، وتهتمُّ بكلِّ شؤونِ حياتنا وأخبارنا، وقد نشأنا جميعاً على الحبِّ، وأن يكون كلٌّ منَّا سنداً للآخر. أبي كان يعملُ في التعليمِ، وأمي كانت سيدةَ منزلٍ، وزرعا فينا الحبَّ والإخلاصَ لبعضنا». يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط     كنت قريباً منها بشكلٍ كبيرٍ. على الرغمِ من أنني أصغرها بـ 13 عاماً إلا أنها كانت تحبُّ أن أذهبَ معها، وأن أرافقها في كلِّ مكانٍ تكون فيه، وعليه حضرتُ معها تصويرَ أفلامها، وعرضَها الأوَّل. تعلَّمت هذا من أبي وأخي الأكبر، إذ كانا يرافقانها في كلِّ مكانٍ تذهبُ إليه سواءً في بلاتوهات السينما، أو العروضِ الخاصَّةِ لأفلامها، أو أي مشوارٍ آخر. لقد شكَّلا دائماً الحمايةَ والأمانَ لها، وتعلَّمت منهما هذا، وصرتُ أقوم بهذه المهامِّ بعد أن كبرا في السنِّ، وانشغلا بأعمالهما بشكلٍ كبيرٍ، رحمة الله عليهم جميعاً.   فاتن كانت أختاً، وأماً حنوناً جداً، وكانت تقدِّسُ المناسباتِ العائليَّة، وصلةَ الرحم. كان الحبُّ والإخلاصُ دائماً بيننا كما نشأنا، وتعلَّمنا من أبي وأمي بأن نكون سنداً لبعضنا. فاتن كانت تحرصُ دائماً على أن تحضرَ كلَّ المناسباتِ العائليَّة، وغالباً ما كان بيتُها منزلَ العائلةِ في هذه المناسبات. أتذكَّرُ أن يومَ عقدَ قراني، صادفَ يومَ عودتها من لندن، وكنت في استقبالِها بالمطار، وعندما عَلِمَت بذلك، أصرَّت، بعد أن قمتُ بتوصيلها إلى منزلها، على أن تذهبَ معي إلى العائلةِ للاحتفالِ بهذه المناسبة، وحقاً وضعت حقائبها في منزلها، ورافقتني إلى البيتِ، واحتفلت معنا على الرغمِ من إرهاقها الشديد بعد السفرِ، وكانت سعيدةً جداً في ذلك اليوم.     استقبلتها بكلِّ حبٍّ وحنانٍ، واحتضنتها بسعادةٍ كبيرةٍ، وأصبحتا صديقتَين بعد ذلك، وأهدتها خاتماً «سوليتير» بفصٍّ حرٍّ بوصفه هديةَ زواجٍ. بعد زواجي، أقمتُ مع أمي في شقَّتها المطلَّةِ على «نيل العجوزة»، وكانت فاتن تزورُ أمي بصفةٍ يوميَّةٍ حتى في أيامِ عملها، وتصويرِ أفلامها. كانت دائماً تجلسُ معنا، وتتحاورُ، وتطمئنُ عليَّ وعلى زوجتي، وبعد إنجابِ ابنتينَا، كانت تعدُّهما مثل نادية ابنتها عندما كانت طفلةً، ودائماً ما تلعبُ معهما، وتحضرُ لهما أجملَ الهدايا، وتطمئنُ على مستواهما الدراسي، وكم كانت سعيدةً عندما قرأت اسم ابنتي نادين للمرَّة الأولى على مقالةٍ لها، نُشرت في «الأهرام». قبل رحيلها، كنت قد تماثلتُ للشفاء، وخرجتُ من الرعايةِ المركَّزة إثر إصابتي بجلطةٍ في القلب. كانت يومياً تتَّصلُ بي للاطمئنانِ علي خلال وجودي في المستشفى، وفي يومِ رحيلها، اتَّصلت بي، وقالت لي: «عايزة أشوفك يا سمير، تعالى نتغدى مع بعض في النادي أنا والدكتور محمد عبدالوهاب». لكنَّني اعتذرتُ، وبرَّرتُ ذلك بأنني مرهقٌ، ولا أستطيعُ أن أخرجَ من المنزل، وأكدت بأنني في أقربِ وقتٍ سأزورها، وبعد ساعاتٍ قليلةٍ، تلقَّيتُ اتصالاتٍ كثيرةً من أشخاصٍ أعرفهم خارج مصر وداخلها، يسألونني عن فاتن، وصحَّتها، فشعرتُ بأن هناك خبراً محزناً عن أختي، وعلى الفور اتَّصلتُ بمنزلها، فأخبروني بأن أختي رحلت. لم أتمالك نفسي، وذهبتُ إلى منزلها، وأصبتُ بانهيارٍ شديدٍ. شعرتُ بأني فقدتُ أمي للمرَّة الثانية. الأختُ، والصديقةُ الحنونةُ المخلصة. كانت تشعرُ دائماً، بسبب فارقِ العمرِ بيني وبينها وبين أختي الصغرى، أنها أمٌّ ثانيةٌ لنا. هل تريدين جولة مع "سيدتي" في منزل عبد الحليم حافظ مع المخرج محمد كمال الشناوي     نادين حمامة، الكاتبةُ الصحفيَّةُ في «الأهرام»، وابنةُ الأخِ الأصغرِ لفاتن حمامة الأستاذُ سمير حمامة، ترى عمَّتها فاتن في حزمها، وفي رقَّتها كما كانت في مسلسلِ «ضمير أبلة حكمت»، وتصفُها قائلةً: «كانت عمَّتي فاتن حازمةً وطيبةَ القلب، ودقيقةً في كلِّ اختياراتها». وُلِدت نادين حمامة أواخرَ السبعينيات، ونشأت في منزلِ جدَّتها لوالدها في «العجوزة»، هذا المنزلُ الذي رأت فيه عمَّتها فاتن، تزورُ جدَّتها بصفةٍ يوميَّةٍ. عن ذلك تذكرُ نادين: «كنت أقيمُ وأسرتي مع جدَّتي في منزلها المطلِّ على نيل العجوزة، ويومياً بعد عودتي وأختي من المدرسةِ كنا نجدُ عمَّتي فاتن في زيارةٍ لجدَّتي. كانت تزورها يومياً لمدة ساعتَين على الأقل حتى في الأيامِ التي كانت تنشغلُ فيها بتصويرِ أعمالها. وفي أيامِ العطلاتِ المدرسيَّة، كنت أجدُ جدَّتي تنادي على الدادات (المربّيات) المساعداتِ لها في المنزل، وتقولُ: «افتحوا النوافذ، ونسِّقوا الزهور، ورتِّبوا الصالون فالست فاتن في الطريق».   كنت أراها امرأةً أنيقةً، تجلسُ بكلِّ احترامٍ وأدبٍ أمام والدتها، وترتدي ملابسَ «شيك» بألوانٍ هادئةٍ، وتعتمدُ تسريحةَ شعرٍ على حسبِ الموضة التي تناسبها مع اختيارِ حذاءٍ أكثر جمالاً. عندما كنت أدخلُ عليها وأختي، كانت تستقبلنا بسعادةٍ، وتحضننا بحنانٍ، وتعطينا تعليماتٍ بضرورةِ غسلِ أيدينا بمجرَّدِ وصولنا من المدرسةِ حتى نحافظَ على صحَّتنا ونظافتنا. كانت العائلة، تجتمعُ في بيتِ جدَّتي أثناء زياراتِ عمَّتي فاتن، وكانت دائماً في أسعدِ أوقاتها عندما تلتقي أشقَّاءها وأبناءهم، وتعدُّنا مثل ابنَيها نادية وطارق. وبعد رحيل جدَّتي، أصبح منزلُ عمَّتي بيتَ العائلة، إذ كانت تجمعنا فيه بحنانها وحبِّها الشديد لنا، وتهتمُّ بكلِّ تفاصيلِ حياتنا، ودائماً ما تقومُ بحلِّ أي مشكلةٍ تواجهنا، وتنصحنا بطريقةٍ غير مباشرةٍ. لا أنسى عندما مرضَ ابني الصغير كيف أن «طنط» فاتن، كانت تطمئنُ عليه بصفةٍ يوميَّةٍ، وتجهِّزُ كلَّ شيءٍ لي في مركزِ الأشعَّة الخاصِّ بزوجها الدكتور محمد عبدالوهاب من حيث التخدير. كذلك، كان هناك طبيبٌ في زيارةٍ لمصر من الخارج، فاستأذنته بأن يؤخِّرَ ميعادَ مغادرته البلاد حتى يطَّلع على الأشعَّة الخاصَّةِ بابني. لقد كانت أماً ثانيةً لنا، لذا كانت دائماً ما تطمئنُ على ابني، وتتابع حالته باستمرارٍ.   بعد عودتها من كلِّ رحلةٍ خارج البلاد، كانت تحضرُ لي ولأختي حقيبةً خاصَّةً بنا مملوءةً بالملابسِ والفساتين، وما زلتُ أحتفظُ بها حتى الآن، وكأنَّها جديدةٌ نظراً لماركتها و«شياكتها». ما رأيك في الخوص مع جيهان عبدالمنعم في ذكرياتها مع أختها السندريلا   جانبٌ إنساني آخرُ في حياةِ «سيدةِ الشاشةِ العربيَّة» فاتن حمامة، وهو جانبُ الخالةِ للدكتورِ عمرو المليجي، الأستاذِ في جامعةِ القاهرة، فهو ابنُ شقيقةِ فاتن المقرَّبة لها بشكلٍ كبيرٍ السيدة ليلى حمامة. يتذكَّرُ الدكتور عمرو المليجي أيامه وذكرياته مع خالته فاتن قائلاً: «طنط فاتن، كانت فنَّانةً، وإنسانةً استثنائيَّةً. بعد وفاةِ جدَّتي، أصبحت المسؤولةَ عن العائلة، وتجمعُ كلَّ أفرادها في منزلها بحبٍّ وحنانٍ، وصارَ بيت العائلة. كانت، كذلك، تطمئنُ علينا دائماً، وتقدِّمُ لنا النصائحَ، نصائح الأمِّ والخالةِ في الوقت نفسه. أمي، السيدة ليلى حمامة، كانت من أقربِ الأشقَّاءِ والشقيقاتِ لقلبِ فاتن حمامة، بل إنَّ خالتي فاتن احتفلت بزفافِ أمي وأبي في منزلها بعمارةِ ليبون في الزمالك. أيضاً، لا أنسى ليلةَ وفاةِ أبي عام 1979 فجأةً في حادثِ سيرٍ حيث أقامت معنا طنط فاتن وزوجها الدكتور محمد عبدالوهاب في منزلنا، وكانا معنا دائماً، وحرصت على أن تخفِّفَ من حزننا على فراقه. كانت تقولُ لي: من الطبيعي أن تحزن، لكنْ بعد ذلك ستصبحُ وفاةُ والدكَ ذكرى، وستتذكَّرُ أجملَ ذكرياتكَ، وأجملَ مواقفكَ معه». ويضيفُ: «كان أبي قريباً جداً لطنط فاتن، وكان أخاً آخرَ لها. والدي كان يديرُ كلَّ شؤونِ خالتي عندما كانت تقيمُ في لندن منذ عام 1965. وقتها كانت لا تزالُ متزوجةً من الفنَّان العالمي عمر الشريف، لكنَّه كان يقيمُ في فرنسا نظراً لعمله هناك في السينما العالميَّة. كان أبي وأمي يسافران إلى طنط فاتن كلَّ عامٍ في لندن للاطمئنان عليها، كما سافرا لها في بيروت عندما كانت تصوِّرُ فيلم الحب الكبير».     رحيلُ أمي، شكَّل أكبر حزنٍ في حياةِ «طنط» فاتن، فأصبحت هي أمي. كانت بمنزلةِ الأمِّ الثانية لي ولأختي، وتقرَّبت منَّا بشكلٍ كبيرٍ، وصارت مسؤولةً بشكلٍ كاملٍ عنا، وتشعرُ بكلِّ واحدٍ فينا، وكانت دائماً ما تطمئنُ عليَّ وعلى عملي. من الأمورِ التي لا أنساها لها، أنها ساعدتني في تأسيسِ عيادتي الخاصَّة، ودائماً ما كانت تعاونني في ترتيبها، وأسهمت كثيراً في تجهيزها. لقد كانت سنداً لنا في كلِّ شيءٍ، معنوياً ونفسياً ومادياً، وما زلتُ أتذكَّرُ نصائحها لي عندما التحقتُ بكليَّة الطب، ونصائحَ زوجها الدكتور محمد عبدالوهاب، الذي كان ينصحني دائماً من ناحيةِ الدراسةِ في اختياراتي، وفي تخصُّصي الطبي لخبرته الكبيرةِ في المجال. وأثناء عملي في السعوديَّة، كنت أحرصُ في وقتِ إجازاتي على زيارةِ «طنط» فاتن، وكانت دائماً ما تطمئنُ على بناتي، ومن حبِّي لها سمَّيتُ ابنتي الكبيرة فاتن.   أتذكَّرُ حينما كنت في التاسعةِ من عمري، أن المدرِّسين، وزملائي، وأصدقائي، كانوا يسألونني عن خالتي فاتن، ويفرحون عندما أحكي لهم عنها. لطالما شعرنا بالفخرِ بها طوال حياتنا. ولا أنسى، عندما حضرتُ العرضَ الخاصَّ بفيلم «الخيط الرفيع» مع أبي وأمي، مدى حفاوةِ وسعادةِ الجمهورِ والنقَّاد بها. في هذا اليوم، أدركتُ القيمةَ والمكانةَ الكبيرتَين اللتين تحظى بهما خالتي في الفن. أتذكَّرُ، أيضاً، عندما عادت خالتي من لندن، لتقيمَ في مصر، أنها أقامت معنا في منزلنا بـ «المهندسين» حتى تنتهي من تجهيزِ شقَّتها بعمارةِ ليبون في الزمالك، وتسكنَ فيها. وقتها، كنت أرى مدى دقَّتها، ودراستها الشخصية التي تقومُ بها في فيلمِ «الخيط الرفيع»، إذ كانت تقومُ بالتحضيرِ له، ولمستُ اهتمامها بعملها بالاتِّصالات الكثيرة بينها وبين المخرج هنري بركات، ومناقشته في كلِّ كبيرةٍ وصغيرةٍ حول السيناريو. في فيلمِ «حكاية ورا كل باب»، وفي قصَّة «ضيف على العشاء»، قامت بتصويره في منزلها بعمارة ليبون، إذ كانت تهتمُّ بكلِّ تفاصيلِ أعمالها، ومنها الديكور، حيث شعرت بأن ديكورَ منزلها في الفيلمِ، بالاتفاقِ مع المخرج، يعبِّرُ عن تركيبةِ الشخصيَّة التي تقدِّمها. أيضاً استعانت بسيارتنا الخاصَّةِ «مرسيدس» في فيلمَي «الخيط الرفيع» و«أريد حلاً». احتفظت خالتي بصداقتها على مرِّ الأعوامِ بالمخرج هنري بركات، ومديرِ التصوير وحيد فريد فقد كانت مخلصةً جداً في صداقتها معهما، وكانا جزءاً كبيراً في حياتها الإنسانيَّة والفنيَّة. كانت مخلصةً لمَن يساعدونها في المنزل، والذين أقاموا معها أعواماً طويلةً، وأيضاً سائقها الخاص. حزنتُ حزناً كبيراً، لأنني لم أكن موجوداً في مصر وقت رحيلِ خالتي الغالية فاتن حيث كنت أعملُ في المملكة العربيَّة السعوديَّة حينها، وكان الخبرُ بمنزلةِ صدمةٍ كبيرةٍ لي، وشعرتُ بأنني أفقدُ أمي للمرَّة الثانية لدرجةِ أنني لم أستطع أن أشاهدَ أفلامها لمدة ثلاثةِ أعوامٍ بعد رحيلها. أمَّا الآن فأشاهدها بكلِّ فخرٍ وسعادةٍ، وأشعرُ بقيمتها أكثر، وأرى أن سرَّ نجاحها الكبير تلقائيتُها وطبيعتُها في كلِّ دورٍ أدَّته. لنتابع رحلتنا في حياة نجوم الزمن الجميل مع السيدة منيرة أباظة مع ذكريات أخيها الأكبر رشدي أباظة على الرغمِ من رحيلها قبل تسعةِ أعوامٍ إلا أنها ما زالت «الحاضرةَ الغائبةَ» بيننا. كلُّ تلك الأعوامِ مرَّت، ولم نشعر بأنها في عالمٍ آخرَ غير عالمنا، فروحُها، وجمالُها، وعبقريَّتُها في التمثيل، وأناقتُها، ورقَّتها، تعيشُ معنا دوماً. ما زالت فاتن حمامة سيدةَ القلوبِ التي أحبَّها الملايين في أفلامها في كلِّ مراحلها، وجزءاً لا يتجزَّأ من ذكرياتنا، ورمزَ الجمالِ الراقي. وكما هي سيدةُ الإحساسِ، و«سيدةُ الشاشةِ العربيَّة» في الفنِّ، هي سيدةُ قلوبِ عائلتها، وأبناءِ أشقَّائها، فهي أمُّ الجميع. «سيدتي» انفردت بأوَّلِ حوارٍ مع شقيقها الأصغرِ سمير حمامة، ومع ابنته نادين حمامة، الصحفيَّة في «الأهرام»، والدكتور عمرو المليجي ابن أختها ليلى حمامة، أكثر الأشقَّاء والشقيقاتِ قرباً إلى قلبها.   تنسيق | كلودين كميد Claudine Kmeid حوار | هبة خورشيد Heba Khorshid تصوير | يحيى أحمد Yehya Ahmed شقيقها الأصغر سمير حمامة: كانت أمي الثانية فاتن حمامة في حفل زفاف شقيقها الأصغر سمير حمامة   بدأنا حديثنا مع الأستاذِ سمير حمامة، الذي كان يعملُ في الشؤونِ القانونيَّة بصحيفةِ الأهرام، ثم عملِ في الإعلاناتِ، فقال: «فاتن الأختُ الكبرى، والأمُّ الثانية لي. نحن ستَّة أشقاء: اللواء منير حمامة، الأستاذ مظهر حمامة، ثم فاتن، فليلى، رحمة الله عليهم، وتبقَّى منَّا أنا، وأختي الصغرى ناهد. كانت فاتن حنونةً، وتهتمُّ بكلِّ شؤونِ حياتنا وأخبارنا، وقد نشأنا جميعاً على الحبِّ، وأن يكون كلٌّ منَّا سنداً للآخر. أبي كان يعملُ في التعليمِ، وأمي كانت سيدةَ منزلٍ، وزرعا فينا الحبَّ والإخلاصَ لبعضنا». يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط   "كنت قريبا من أختي فاتن على الرغم من أنني أصغرها بـ13 عاما إلا انها كانت تحب أن أرافقها في كل مكان" سمير حمامة   كيف كانت علاقتكَ بالأختِ الكبرى فاتن حمامة؟ كنت قريباً منها بشكلٍ كبيرٍ. على الرغمِ من أنني أصغرها بـ 13 عاماً إلا أنها كانت تحبُّ أن أذهبَ معها، وأن أرافقها في كلِّ مكانٍ تكون فيه، وعليه حضرتُ معها تصويرَ أفلامها، وعرضَها الأوَّل. تعلَّمت هذا من أبي وأخي الأكبر، إذ كانا يرافقانها في كلِّ مكانٍ تذهبُ إليه سواءً في بلاتوهات السينما، أو العروضِ الخاصَّةِ لأفلامها، أو أي مشوارٍ آخر. لقد شكَّلا دائماً الحمايةَ والأمانَ لها، وتعلَّمت منهما هذا، وصرتُ أقوم بهذه المهامِّ بعد أن كبرا في السنِّ، وانشغلا بأعمالهما بشكلٍ كبيرٍ، رحمة الله عليهم جميعاً.   هل كانت تحرصُ على مشاركةِ عائلتها في كلِّ مناسباتِها؟ فاتن كانت أختاً، وأماً حنوناً جداً، وكانت تقدِّسُ المناسباتِ العائليَّة، وصلةَ الرحم. كان الحبُّ والإخلاصُ دائماً بيننا كما نشأنا، وتعلَّمنا من أبي وأمي بأن نكون سنداً لبعضنا. فاتن كانت تحرصُ دائماً على أن تحضرَ كلَّ المناسباتِ العائليَّة، وغالباً ما كان بيتُها منزلَ العائلةِ في هذه المناسبات. أتذكَّرُ أن يومَ عقدَ قراني، صادفَ يومَ عودتها من لندن، وكنت في استقبالِها بالمطار، وعندما عَلِمَت بذلك، أصرَّت، بعد أن قمتُ بتوصيلها إلى منزلها، على أن تذهبَ معي إلى العائلةِ للاحتفالِ بهذه المناسبة، وحقاً وضعت حقائبها في منزلها، ورافقتني إلى البيتِ، واحتفلت معنا على الرغمِ من إرهاقها الشديد بعد السفرِ، وكانت سعيدةً جداً في ذلك اليوم.     وكيف استقبلت فاتن عروسكَ في ذلك اليومِ؟ استقبلتها بكلِّ حبٍّ وحنانٍ، واحتضنتها بسعادةٍ كبيرةٍ، وأصبحتا صديقتَين بعد ذلك، وأهدتها خاتماً «سوليتير» بفصٍّ حرٍّ بوصفه هديةَ زواجٍ. بعد زواجي، أقمتُ مع أمي في شقَّتها المطلَّةِ على «نيل العجوزة»، وكانت فاتن تزورُ أمي بصفةٍ يوميَّةٍ حتى في أيامِ عملها، وتصويرِ أفلامها. كانت دائماً تجلسُ معنا، وتتحاورُ، وتطمئنُ عليَّ وعلى زوجتي، وبعد إنجابِ ابنتينَا، كانت تعدُّهما مثل نادية ابنتها عندما كانت طفلةً، ودائماً ما تلعبُ معهما، وتحضرُ لهما أجملَ الهدايا، وتطمئنُ على مستواهما الدراسي، وكم كانت سعيدةً عندما قرأت اسم ابنتي نادين للمرَّة الأولى على مقالةٍ لها، نُشرت في «الأهرام». يومُ رحيلِ فاتن حمامة يومٌ لا يُنسى بالنسبةِ لك، ماذا تتذكَّرُ عنه؟ قبل رحيلها، كنت قد تماثلتُ للشفاء، وخرجتُ من الرعايةِ المركَّزة إثر إصابتي بجلطةٍ في القلب. كانت يومياً تتَّصلُ بي للاطمئنانِ علي خلال وجودي في المستشفى، وفي يومِ رحيلها، اتَّصلت بي، وقالت لي: «عايزة أشوفك يا سمير، تعالى نتغدى مع بعض في النادي أنا والدكتور محمد عبدالوهاب». لكنَّني اعتذرتُ، وبرَّرتُ ذلك بأنني مرهقٌ، ولا أستطيعُ أن أخرجَ من المنزل، وأكدت بأنني في أقربِ وقتٍ سأزورها، وبعد ساعاتٍ قليلةٍ، تلقَّيتُ اتصالاتٍ كثيرةً من أشخاصٍ أعرفهم خارج مصر وداخلها، يسألونني عن فاتن، وصحَّتها، فشعرتُ بأن هناك خبراً محزناً عن أختي، وعلى الفور اتَّصلتُ بمنزلها، فأخبروني بأن أختي رحلت. لم أتمالك نفسي، وذهبتُ إلى منزلها، وأصبتُ بانهيارٍ شديدٍ. شعرتُ بأني فقدتُ أمي للمرَّة الثانية. الأختُ، والصديقةُ الحنونةُ المخلصة. كانت تشعرُ دائماً، بسبب فارقِ العمرِ بيني وبينها وبين أختي الصغرى، أنها أمٌّ ثانيةٌ لنا. هل تريدين جولة مع "سيدتي" في منزل عبد الحليم حافظ مع المخرج محمد كمال الشناوي نادين حمامة: لا أنسى مواقفَ عمَّتي معنا   الكاتبة الصحفية نادين حمامة ابنة شقيق فاتن حمامة الأصغر سمير حمامة   نادين حمامة، الكاتبةُ الصحفيَّةُ في «الأهرام»، وابنةُ الأخِ الأصغرِ لفاتن حمامة الأستاذُ سمير حمامة، ترى عمَّتها فاتن في حزمها، وفي رقَّتها كما كانت في مسلسلِ «ضمير أبلة حكمت»، وتصفُها قائلةً: «كانت عمَّتي فاتن حازمةً وطيبةَ القلب، ودقيقةً في كلِّ اختياراتها». وُلِدت نادين حمامة أواخرَ السبعينيات، ونشأت في منزلِ جدَّتها لوالدها في «العجوزة»، هذا المنزلُ الذي رأت فيه عمَّتها فاتن، تزورُ جدَّتها بصفةٍ يوميَّةٍ. عن ذلك تذكرُ نادين: «كنت أقيمُ وأسرتي مع جدَّتي في منزلها المطلِّ على نيل العجوزة، ويومياً بعد عودتي وأختي من المدرسةِ كنا نجدُ عمَّتي فاتن في زيارةٍ لجدَّتي. كانت تزورها يومياً لمدة ساعتَين على الأقل حتى في الأيامِ التي كانت تنشغلُ فيها بتصويرِ أعمالها. وفي أيامِ العطلاتِ المدرسيَّة، كنت أجدُ جدَّتي تنادي على الدادات (المربّيات) المساعداتِ لها في المنزل، وتقولُ: «افتحوا النوافذ، ونسِّقوا الزهور، ورتِّبوا الصالون فالست فاتن في الطريق».   «كنت أرى عمتي امرأة أنيقة، تجلس بكل احترام وأدب أمام والدتها، وترتدي ملابس «شيك» بألوان هادئة» نادين حمامة فاتن حمامة في زفاف شقيقتها ليلى كيف كان انطباعكِ عن عمَّتكِ، وهي فنَّانةٌ كبيرةٌ، وأنتِ تجلسين معها يومياً من الناحيةِ الإنسانيَّة؟ كنت أراها امرأةً أنيقةً، تجلسُ بكلِّ احترامٍ وأدبٍ أمام والدتها، وترتدي ملابسَ «شيك» بألوانٍ هادئةٍ، وتعتمدُ تسريحةَ شعرٍ على حسبِ الموضة التي تناسبها مع اختيارِ حذاءٍ أكثر جمالاً. عندما كنت أدخلُ عليها وأختي، كانت تستقبلنا بسعادةٍ، وتحضننا بحنانٍ، وتعطينا تعليماتٍ بضرورةِ غسلِ أيدينا بمجرَّدِ وصولنا من المدرسةِ حتى نحافظَ على صحَّتنا ونظافتنا. كانت العائلة، تجتمعُ في بيتِ جدَّتي أثناء زياراتِ عمَّتي فاتن، وكانت دائماً في أسعدِ أوقاتها عندما تلتقي أشقَّاءها وأبناءهم، وتعدُّنا مثل ابنَيها نادية وطارق. وبعد رحيل جدَّتي، أصبح منزلُ عمَّتي بيتَ العائلة، إذ كانت تجمعنا فيه بحنانها وحبِّها الشديد لنا، وتهتمُّ بكلِّ تفاصيلِ حياتنا، ودائماً ما تقومُ بحلِّ أي مشكلةٍ تواجهنا، وتنصحنا بطريقةٍ غير مباشرةٍ. كيف كانت فاتن حمامة سنداً لعائلتها؟ لا أنسى عندما مرضَ ابني الصغير كيف أن «طنط» فاتن، كانت تطمئنُ عليه بصفةٍ يوميَّةٍ، وتجهِّزُ كلَّ شيءٍ لي في مركزِ الأشعَّة الخاصِّ بزوجها الدكتور محمد عبدالوهاب من حيث التخدير. كذلك، كان هناك طبيبٌ في زيارةٍ لمصر من الخارج، فاستأذنته بأن يؤخِّرَ ميعادَ مغادرته البلاد حتى يطَّلع على الأشعَّة الخاصَّةِ بابني. لقد كانت أماً ثانيةً لنا، لذا كانت دائماً ما تطمئنُ على ابني، وتتابع حالته باستمرارٍ.   ما أجملُ هدايا عمَّتكِ فاتن لكِ؟ بعد عودتها من كلِّ رحلةٍ خارج البلاد، كانت تحضرُ لي ولأختي حقيبةً خاصَّةً بنا مملوءةً بالملابسِ والفساتين، وما زلتُ أحتفظُ بها حتى الآن، وكأنَّها جديدةٌ نظراً لماركتها و«شياكتها». ما رأيك في الخوص مع جيهان عبدالمنعم في ذكرياتها مع أختها السندريلا الدكتور عمرو المليجي: خالتي فنانةٌ وإنسانةٌ استثنائيةٌ الدكتور عمرو المليجي يتصفح الألبوم الخاص بصور خالته فاتن حمامة   جانبٌ إنساني آخرُ في حياةِ «سيدةِ الشاشةِ العربيَّة» فاتن حمامة، وهو جانبُ الخالةِ للدكتورِ عمرو المليجي، الأستاذِ في جامعةِ القاهرة، فهو ابنُ شقيقةِ فاتن المقرَّبة لها بشكلٍ كبيرٍ السيدة ليلى حمامة. يتذكَّرُ الدكتور عمرو المليجي أيامه وذكرياته مع خالته فاتن قائلاً: «طنط فاتن، كانت فنَّانةً، وإنسانةً استثنائيَّةً. بعد وفاةِ جدَّتي، أصبحت المسؤولةَ عن العائلة، وتجمعُ كلَّ أفرادها في منزلها بحبٍّ وحنانٍ، وصارَ بيت العائلة. كانت، كذلك، تطمئنُ علينا دائماً، وتقدِّمُ لنا النصائحَ، نصائح الأمِّ والخالةِ في الوقت نفسه. أمي، السيدة ليلى حمامة، كانت من أقربِ الأشقَّاءِ والشقيقاتِ لقلبِ فاتن حمامة، بل إنَّ خالتي فاتن احتفلت بزفافِ أمي وأبي في منزلها بعمارةِ ليبون في الزمالك. أيضاً، لا أنسى ليلةَ وفاةِ أبي عام 1979 فجأةً في حادثِ سيرٍ حيث أقامت معنا طنط فاتن وزوجها الدكتور محمد عبدالوهاب في منزلنا، وكانا معنا دائماً، وحرصت على أن تخفِّفَ من حزننا على فراقه. كانت تقولُ لي: من الطبيعي أن تحزن، لكنْ بعد ذلك ستصبحُ وفاةُ والدكَ ذكرى، وستتذكَّرُ أجملَ ذكرياتكَ، وأجملَ مواقفكَ معه». ويضيفُ: «كان أبي قريباً جداً لطنط فاتن، وكان أخاً آخرَ لها. والدي كان يديرُ كلَّ شؤونِ خالتي عندما كانت تقيمُ في لندن منذ عام 1965. وقتها كانت لا تزالُ متزوجةً من الفنَّان العالمي عمر الشريف، لكنَّه كان يقيمُ في فرنسا نظراً لعمله هناك في السينما العالميَّة. كان أبي وأمي يسافران إلى طنط فاتن كلَّ عامٍ في لندن للاطمئنان عليها، كما سافرا لها في بيروت عندما كانت تصوِّرُ فيلم الحب الكبير».   «من الأمور التي لا أنساها أنها ساعدتني في تأسيس عيادتي الخاصة» الدكتور عمرو المليجي   مواقفُ لا ينساها الدكتور عمرو المليجي لـ «طنط» فاتن معه؟ رحيلُ أمي، شكَّل أكبر حزنٍ في حياةِ «طنط» فاتن، فأصبحت هي أمي. كانت بمنزلةِ الأمِّ الثانية لي ولأختي، وتقرَّبت منَّا بشكلٍ كبيرٍ، وصارت مسؤولةً بشكلٍ كاملٍ عنا، وتشعرُ بكلِّ واحدٍ فينا، وكانت دائماً ما تطمئنُ عليَّ وعلى عملي. من الأمورِ التي لا أنساها لها، أنها ساعدتني في تأسيسِ عيادتي الخاصَّة، ودائماً ما كانت تعاونني في ترتيبها، وأسهمت كثيراً في تجهيزها. لقد كانت سنداً لنا في كلِّ شيءٍ، معنوياً ونفسياً ومادياً، وما زلتُ أتذكَّرُ نصائحها لي عندما التحقتُ بكليَّة الطب، ونصائحَ زوجها الدكتور محمد عبدالوهاب، الذي كان ينصحني دائماً من ناحيةِ الدراسةِ في اختياراتي، وفي تخصُّصي الطبي لخبرته الكبيرةِ في المجال. وأثناء عملي في السعوديَّة، كنت أحرصُ في وقتِ إجازاتي على زيارةِ «طنط» فاتن، وكانت دائماً ما تطمئنُ على بناتي، ومن حبِّي لها سمَّيتُ ابنتي الكبيرة فاتن.   متى عرفتَ قيمةَ فاتن حمامة بوصفها فنَّانةً كبيرةً؟ أتذكَّرُ حينما كنت في التاسعةِ من عمري، أن المدرِّسين، وزملائي، وأصدقائي، كانوا يسألونني عن خالتي فاتن، ويفرحون عندما أحكي لهم عنها. لطالما شعرنا بالفخرِ بها طوال حياتنا. ولا أنسى، عندما حضرتُ العرضَ الخاصَّ بفيلم «الخيط الرفيع» مع أبي وأمي، مدى حفاوةِ وسعادةِ الجمهورِ والنقَّاد بها. في هذا اليوم، أدركتُ القيمةَ والمكانةَ الكبيرتَين اللتين تحظى بهما خالتي في الفن. أتذكَّرُ، أيضاً، عندما عادت خالتي من لندن، لتقيمَ في مصر، أنها أقامت معنا في منزلنا بـ «المهندسين» حتى تنتهي من تجهيزِ شقَّتها بعمارةِ ليبون في الزمالك، وتسكنَ فيها. وقتها، كنت أرى مدى دقَّتها، ودراستها الشخصية التي تقومُ بها في فيلمِ «الخيط الرفيع»، إذ كانت تقومُ بالتحضيرِ له، ولمستُ اهتمامها بعملها بالاتِّصالات الكثيرة بينها وبين المخرج هنري بركات، ومناقشته في كلِّ كبيرةٍ وصغيرةٍ حول السيناريو. كيف كانت ترتبطُ فاتن حمامة بالأماكنِ والشخصياتِ في حياتها؟ في فيلمِ «حكاية ورا كل باب»، وفي قصَّة «ضيف على العشاء»، قامت بتصويره في منزلها بعمارة ليبون، إذ كانت تهتمُّ بكلِّ تفاصيلِ أعمالها، ومنها الديكور، حيث شعرت بأن ديكورَ منزلها في الفيلمِ، بالاتفاقِ مع المخرج، يعبِّرُ عن تركيبةِ الشخصيَّة التي تقدِّمها. أيضاً استعانت بسيارتنا الخاصَّةِ «مرسيدس» في فيلمَي «الخيط الرفيع» و«أريد حلاً». احتفظت خالتي بصداقتها على مرِّ الأعوامِ بالمخرج هنري بركات، ومديرِ التصوير وحيد فريد فقد كانت مخلصةً جداً في صداقتها معهما، وكانا جزءاً كبيراً في حياتها الإنسانيَّة والفنيَّة. كانت مخلصةً لمَن يساعدونها في المنزل، والذين أقاموا معها أعواماً طويلةً، وأيضاً سائقها الخاص. أين كنت وقتَ رحيلِ خالتك فاتن حمامة؟ حزنتُ حزناً كبيراً، لأنني لم أكن موجوداً في مصر وقت رحيلِ خالتي الغالية فاتن حيث كنت أعملُ في المملكة العربيَّة السعوديَّة حينها، وكان الخبرُ بمنزلةِ صدمةٍ كبيرةٍ لي، وشعرتُ بأنني أفقدُ أمي للمرَّة الثانية لدرجةِ أنني لم أستطع أن أشاهدَ أفلامها لمدة ثلاثةِ أعوامٍ بعد رحيلها. أمَّا الآن فأشاهدها بكلِّ فخرٍ وسعادةٍ، وأشعرُ بقيمتها أكثر، وأرى أن سرَّ نجاحها الكبير تلقائيتُها وطبيعتُها في كلِّ دورٍ أدَّته. لنتابع رحلتنا في حياة نجوم الزمن الجميل مع السيدة منيرة أباظة مع ذكريات أخيها الأكبر رشدي أباظة مجموعة من الصور المنوعة لفاتن حمامة

مشاركة :