للمجوهرات مفهوم آخر مع مصمم المجوهرات اللبناني سليم مزنر، فهو لا يشبه أسلافه وغيره من مُصممي المجوهرات، بل له خط مختلف تماماً. يقول سليم إنه أمضى حياته بين السلم والحرب، ما أنتج لديه شخصية فريدة من نوعها، وقد لاحظنا ذلك خلال لقائنا به؛ فبيروت وباريس تجريان في عروقه، فهو ممتن بشكل كبير لهاتين المدينتين النابضتين بالحياة. ينتمي سليم مزنر إلى الجيل الرابع في صناعة المجوهرات بين عائلته، لكنه رفض أن يعمل مع والده وأجداده؛ فسلك طريقه وحده، وفي مشغله الخاص في الأشرفية في بيروت، قمنا بجولة على أهم الأقسام، ثم انتقلنا إلى البوتيك الخاص به، الذي يبعد بضعة أمتار من المشغل؛ وخلال هذه الرحلة استكشفنا معه البدايات، والشغف، والعمل، والمثابرة. أنا أنحدر من عائلة تعمل في المجوهرات منذ أربعة أجيال تقريباً؛ إلا أن الخط الذي سرت به كان مختلفاً تماماً عن أسلافي، فأنا لا أؤمن بالوراثة المهنية. رغبتي كانت أن أكون صحفياً، إلا أنّ الظروف حينها لم تسمح بذلك، وسلكت اتجاهاً آخر، درست علم المعادن Mineralogy وقمت بالتدريس والتعليم في فرنسا؛ وبعدها لم أتجه للعمل مع والدي، بل ذهبت للعمل في السعودية، إذ كنت مدير الإنتاج ورئيس مراقبة الأحجار لدى دار روبير معوض، واكتسبت خبرة كبيرة من هذا العمل، لأنني تعاملت مع ملايين الأحجار، حتى أنني كنت مشترياً لمعوض، ومكثت معه في تايلاند لفترة، ثم عملت مع شركة سويسرية، وبعدها خضت مغامرات أكثر من خلال العمل في المناجم في تايلاند. كل هذه الخبرات والمصادر التي جمعتها، حثتني على العودة إلى لبنان بعد أن هدأت الأحوال، وأسست معملي في عام 1994، وبدأت حينها برسم أولى بصماتي في عالم المجوهرات. بدأ الناس ينجذبون إلى مجوهراتي بشكل كبير، وطورت من نفسي كثيراً إلى أن افتتحت أول بوتيك لي في بيروت في عام 1999، وفي عام 2006، عندما اندلعت الحرب قررت أن هذا النطاق الجغرافي لا يكفيني، فذهبت إلى عرض تصاميمي في باريس، وانفتحت على العالمية، كما أنني أصدّر المجوهرات إلى أمريكا ولندن وزيوريخ واسطنبول، والآن لدينا فرع في دبي مول.اقرئي أيضاً: مُصممة المجوهرات جوزيت ليون: لا أتبع الصيحات والموضة بشكل أعمى ابتكرت على الأقل عشرين مجموعة حتى الآن. صانعو المجوهرات لا يعملون كل موسم بموسمه، فعالم المجوهرات هو أكثر تعقيداً، إنهم يبتكرون تعديلات وإضافات جديدة إلى قطعهم؛ وروح كل مجموعة تبقى مسيطرة بالتأكيد على التصاميم، إلا أن هذه المجموعة تأخذ طابعاً وألواناً مختلفة. أنا مفتون بكل ما يسعدني، وباريس هي جزء من حياتي، مثل بيروت، التي تسير في عروقي. فعندما كانت بيروت أثناء الحرب وتحت النار كنت أذهب إلى باريس التي تبنّتي ابناً لها، وعندما كانت تهدأ الأحوال، أعود إلى هواء بيروت وكورنيش بيروت وسماء بيروت، فكلها تأسرني. تعلمت في باريس، هذه المدينة التي مكنتني في العلم والإبداع، وعلمتني كل أصول العمل والفخامة والترف، ومهما تطور العالم، تبقى باريس هي الرائدة في ابتكار وتصنيع الموضة والمجوهرات والفخامة، فباريس هي المركز. عندما تكوّنين علامة، يجب أن يظهر الحمض النووي الخاص بها وهويتها تلقائياً، حسب خبرتي وما أراه، أنا ألاحظ أن هناك هوية واضحة لعلامتي. لقد عدت للتو من باريس، حيث أعرض على المشترين مجموعتي الجديدة، فلدينا مجموعة جديدة اسمها بوبيز Poppies التي استوحيتها من ورود شقائق النعمان؛ وعملت على هذه المجموعة من الصفر، حتى أننا حكّينا أحجار الألماس بطريقة جديدة، كما لدينا مجموعة مميزة عملنا فيها بالسلاسل، أدخلنا فيها تقنيات جديدة لترصيع رأس الأفعى. زبائني هم أشخاص لديهم علاقات مع علاماتهم؛ إنهم أشخاص يحبون التفرد في قطعهم. طبعاً، زبائني ليسوا فقط مشترين، بل تصبح لدينا علاقة خاصة معهم ونصبح أصدقاء، لأنهم يشبهوننا. لدينا تلقائياً نفس القيم. القيم الأساسية هي البساطة، السلام والمرح والألوان. كل هذه القيم نعمل عليها. نحن لا نريد أن نكون محط أنظار العالم، لكننا نقوم بعملنا؛ فنحن نعلم جيداً ما الذي نقوم به، من حيث الابتكار والمصادر. لدينا توازن في جميع التفاصيل.تابعي أيضاً: معرض "أنا عربية 2023" يستقطب العديد من الشخصيات المؤثرة عناصر النجاح هي عديدة، هناك الحظ، لكن ذلك ليس كافياً، فلابد من المثابرة، الصبر، وعليك أن تكون أيضاً متفائلاً، حتى لو لم يكن هذا واقعياً، وعليك أيضاً أن تأخذ المخاطر وألا تكون جدياً في مختلف التفاصيل. إن القواعد والأدوات معروفة في عالم تصنيع المجوهرات، لذا عليه أن يعرف جيداً كيفية استعمالها بالطرق الصحيحة، أهم عنصر هو أن يبقى المٌصمم ملتزماً بالأخلاقيات في المهنة، وكما سبق وذكرت عليه أن يبقى صبوراً، والعنصر الأهم من ذلك هو ألا يكون مغروراً، وأن يخفّض من الأنا. لديّ فريق كبير و«مطبخ» نعد فيه كل شيء، من حيث الأفكار والتطبيق والتصنيع وغيرها، وأنا أستمع إلى فريقي، ففي بعض الأحيان قد لا أكون محقاً ونتناقش كثيراً للوصول إلى الفكرة النهائية. طبعاً لدي وقت فراغ، فالعمل ليس كل شيء في الحياة، لا يجب أن يكون مركز اهتمام الانسان وأن يلغي كل شيء لأجله، ويجب أن نكون متوازنين، فأنا أقرأ وأكتب، أتناول الغداء مع أصدقائي ونتناقش في أمور مهمة، وهناك الكثير لأقوم به في وقت فراغي، وأثري نفسي بلقاءات عديدة. المشاركة في المعارض هي دائماً نافذة للانخراط مع الأشخاص والبائعين، إنها وسيلة مهمة للولوج إلى الناس.قد يهمك أيضاً: مصممة المجوهرات منى عنان: اشتغلت على "الخلالة" كَحُلي أمازيغي وكَرَمز ثقافي نأمل أن يكون هناك سلام في المنطقة، فذلك ينعكس علينا إيجاباً، كما أحب ابتكار تصاميم جديدة ومميزة لعملائي، فالابتكار هو عملية دائمة لي. للمجوهرات مفهوم آخر مع مصمم المجوهرات اللبناني سليم مزنر، فهو لا يشبه أسلافه وغيره من مُصممي المجوهرات، بل له خط مختلف تماماً. يقول سليم إنه أمضى حياته بين السلم والحرب، ما أنتج لديه شخصية فريدة من نوعها، وقد لاحظنا ذلك خلال لقائنا به؛ فبيروت وباريس تجريان في عروقه، فهو ممتن بشكل كبير لهاتين المدينتين النابضتين بالحياة. ينتمي سليم مزنر إلى الجيل الرابع في صناعة المجوهرات بين عائلته، لكنه رفض أن يعمل مع والده وأجداده؛ فسلك طريقه وحده، وفي مشغله الخاص في الأشرفية في بيروت، قمنا بجولة على أهم الأقسام، ثم انتقلنا إلى البوتيك الخاص به، الذي يبعد بضعة أمتار من المشغل؛ وخلال هذه الرحلة استكشفنا معه البدايات، والشغف، والعمل، والمثابرة. تصوير: سمر شباني Samar Chabbani ما هي القصة وراء دار مجوهرات سليم مزنر؟ رسمة من تصميم سليم مزنر بعدسة سمر شباني أنا أنحدر من عائلة تعمل في المجوهرات منذ أربعة أجيال تقريباً؛ إلا أن الخط الذي سرت به كان مختلفاً تماماً عن أسلافي، فأنا لا أؤمن بالوراثة المهنية. رغبتي كانت أن أكون صحفياً، إلا أنّ الظروف حينها لم تسمح بذلك، وسلكت اتجاهاً آخر، درست علم المعادن Mineralogy وقمت بالتدريس والتعليم في فرنسا؛ وبعدها لم أتجه للعمل مع والدي، بل ذهبت للعمل في السعودية، إذ كنت مدير الإنتاج ورئيس مراقبة الأحجار لدى دار روبير معوض، واكتسبت خبرة كبيرة من هذا العمل، لأنني تعاملت مع ملايين الأحجار، حتى أنني كنت مشترياً لمعوض، ومكثت معه في تايلاند لفترة، ثم عملت مع شركة سويسرية، وبعدها خضت مغامرات أكثر من خلال العمل في المناجم في تايلاند. كل هذه الخبرات والمصادر التي جمعتها، حثتني على العودة إلى لبنان بعد أن هدأت الأحوال، وأسست معملي في عام 1994، وبدأت حينها برسم أولى بصماتي في عالم المجوهرات. بدأ الناس ينجذبون إلى مجوهراتي بشكل كبير، وطورت من نفسي كثيراً إلى أن افتتحت أول بوتيك لي في بيروت في عام 1999، وفي عام 2006، عندما اندلعت الحرب قررت أن هذا النطاق الجغرافي لا يكفيني، فذهبت إلى عرض تصاميمي في باريس، وانفتحت على العالمية، كما أنني أصدّر المجوهرات إلى أمريكا ولندن وزيوريخ واسطنبول، والآن لدينا فرع في دبي مول.اقرئي أيضاً: مُصممة المجوهرات جوزيت ليون: لا أتبع الصيحات والموضة بشكل أعمى ما هو عدد المجموعات التي ابتكرتها منذ سنة 1994؟ ابتكرت على الأقل عشرين مجموعة حتى الآن. هل تعمل حسب المواسم أم تبتكر مجموعة جديدة كل عام؟ صانعو المجوهرات لا يعملون كل موسم بموسمه، فعالم المجوهرات هو أكثر تعقيداً، إنهم يبتكرون تعديلات وإضافات جديدة إلى قطعهم؛ وروح كل مجموعة تبقى مسيطرة بالتأكيد على التصاميم، إلا أن هذه المجموعة تأخذ طابعاً وألواناً مختلفة. يُقال إنك مفتون بباريس، هل هذا صحيح؟ من مجوهرات سليم مزنر - الصورة من مكتب العلاقات العامة للمصمم أنا مفتون بكل ما يسعدني، وباريس هي جزء من حياتي، مثل بيروت، التي تسير في عروقي. فعندما كانت بيروت أثناء الحرب وتحت النار كنت أذهب إلى باريس التي تبنّتي ابناً لها، وعندما كانت تهدأ الأحوال، أعود إلى هواء بيروت وكورنيش بيروت وسماء بيروت، فكلها تأسرني. تعلمت في باريس، هذه المدينة التي مكنتني في العلم والإبداع، وعلمتني كل أصول العمل والفخامة والترف، ومهما تطور العالم، تبقى باريس هي الرائدة في ابتكار وتصنيع الموضة والمجوهرات والفخامة، فباريس هي المركز. قطعك وتصاميمك سهلة الرصد، كيف ذلك؟ عندما تكوّنين علامة، يجب أن يظهر الحمض النووي الخاص بها وهويتها تلقائياً، حسب خبرتي وما أراه، أنا ألاحظ أن هناك هوية واضحة لعلامتي. أخبرنا أكثر عن مجموعتك الأخيرة لقد عدت للتو من باريس، حيث أعرض على المشترين مجموعتي الجديدة، فلدينا مجموعة جديدة اسمها بوبيز Poppies التي استوحيتها من ورود شقائق النعمان؛ وعملت على هذه المجموعة من الصفر، حتى أننا حكّينا أحجار الألماس بطريقة جديدة، كما لدينا مجموعة مميزة عملنا فيها بالسلاسل، أدخلنا فيها تقنيات جديدة لترصيع رأس الأفعى. منْ هم زبائن سليم مزنر؟ زبائني هم أشخاص لديهم علاقات مع علاماتهم؛ إنهم أشخاص يحبون التفرد في قطعهم. هل تتشارك مع زبائنك القيم نفسها؟ طبعاً، زبائني ليسوا فقط مشترين، بل تصبح لدينا علاقة خاصة معهم ونصبح أصدقاء، لأنهم يشبهوننا. لدينا تلقائياً نفس القيم. ما هي القيم الخاصة بك؟ القيم الأساسية هي البساطة، السلام والمرح والألوان. كل هذه القيم نعمل عليها. نحن لا نريد أن نكون محط أنظار العالم، لكننا نقوم بعملنا؛ فنحن نعلم جيداً ما الذي نقوم به، من حيث الابتكار والمصادر. لدينا توازن في جميع التفاصيل.تابعي أيضاً: معرض "أنا عربية 2023" يستقطب العديد من الشخصيات المؤثرة بعد كل هذه السنوات من العمل، ما هو عنصر النجاح؟ عناصر النجاح هي عديدة، هناك الحظ، لكن ذلك ليس كافياً، فلابد من المثابرة، الصبر، وعليك أن تكون أيضاً متفائلاً، حتى لو لم يكن هذا واقعياً، وعليك أيضاً أن تأخذ المخاطر وألا تكون جدياً في مختلف التفاصيل. بماذا تنصح الشباب الذين يودّون خوض مجال تصميم المجوهرات؟ سليم مزنر في مشغله بعدسة سمر شباني إن القواعد والأدوات معروفة في عالم تصنيع المجوهرات، لذا عليه أن يعرف جيداً كيفية استعمالها بالطرق الصحيحة، أهم عنصر هو أن يبقى المٌصمم ملتزماً بالأخلاقيات في المهنة، وكما سبق وذكرت عليه أن يبقى صبوراً، والعنصر الأهم من ذلك هو ألا يكون مغروراً، وأن يخفّض من الأنا. أنت تمضي معظم أوقاتك في المشغل، كيف تنسق العمل؟ لديّ فريق كبير و«مطبخ» نعد فيه كل شيء، من حيث الأفكار والتطبيق والتصنيع وغيرها، وأنا أستمع إلى فريقي، ففي بعض الأحيان قد لا أكون محقاً ونتناقش كثيراً للوصول إلى الفكرة النهائية. ماذا تفعل في أوقات فراغك؟ طبعاً لدي وقت فراغ، فالعمل ليس كل شيء في الحياة، لا يجب أن يكون مركز اهتمام الانسان وأن يلغي كل شيء لأجله، ويجب أن نكون متوازنين، فأنا أقرأ وأكتب، أتناول الغداء مع أصدقائي ونتناقش في أمور مهمة، وهناك الكثير لأقوم به في وقت فراغي، وأثري نفسي بلقاءات عديدة. لقد شاركت في معارض عديدة، هل استفدت من ذلك؟ المشاركة في المعارض هي دائماً نافذة للانخراط مع الأشخاص والبائعين، إنها وسيلة مهمة للولوج إلى الناس.قد يهمك أيضاً: مصممة المجوهرات منى عنان: اشتغلت على "الخلالة" كَحُلي أمازيغي وكَرَمز ثقافي ما هي خططك المستقبلية؟ من مجوهرات سليم مزنر - الصورة من مكتب العلاقات العامة للمصمم نأمل أن يكون هناك سلام في المنطقة، فذلك ينعكس علينا إيجاباً، كما أحب ابتكار تصاميم جديدة ومميزة لعملائي، فالابتكار هو عملية دائمة لي. من مجوهرات سليم مزنر - الصورة من مكتب العلاقات العامة للمصمم
مشاركة :