أقام نادي الطائف الأدبي الثقافي ممثلًا بجماعة فرقد الإبداعية، أمسية تاريخية بعنوان: (وشائج الفكر واللطائف بين مكة والطائف) قدمها الدكتور عائض الزهراني، أستاذ فلسفة التاريخ النقدي، وقدم لها الدكتور سلوم النفاعي وذلك مساء أمس الثلاثاء بمقر النادي وسط رذاذ الأمطار التي زادت أجواء المحاضرة والطائف جمالا وسحرا. في البدء رحب الدكتور سلوم بجميع الحضور من أدباء وشعراء ومثقفي المملكة، ثم مهد للمحاضرة ذاكرا بعض الوشائج بين المدينتين، ليعطي المجال للمتحدث الدكتور عائض الزهراني. الذي تناول الصِّلات بين الطائف ومكة المكرمة ، وعمق العلاقات بينهما في الجاهلية والإسلام. كما تحدث مستفيضا عن رفد المدينتين البلاد بالعلماء المبرزين على مدى التاريخ، متمثلا بأهم العلماء والمؤرخين مثل جار الله بن فهد وأسرته الفضلى من العلماء، كذلك تحدث عن ارتقاء مدن الحجاز في مناظراتها ومسامراتها العلمية حتى في أحلك الظروف من أزمان الأوبئة الضاربة. وأشار إلى الصلات العلمية بين مكة المكرمة والطائف والتي كان لها نتائج ذات أثر واضح في تطور مختلف مظاهر الحياة بوجه خاص قائلا : لعل أبرزها العلاقة الفكرية حيث قصد الطائفيون مكة طلابا ارتشفوا من علم شيوخها ومفكريها فدرسوا في حلقاتهم وأخذوا عنهم مؤلفاتهم. وتحدث الزهراني عن أوجه التأثير الفكري المتبادل على سنة النشوء والارتقاء مشيرا إلى العالم المؤرخ المكي الطائفي جارالله بن فهد الذي يعد من الرواد الذين لهم دور فعال في إبراز تاريخ مكة والطائف. واستشهد بعدد كبير من العلماء والمؤرخين والكتب التي تحدثت عن ذلك بعدها تم فتح باب المداخلة مع المحاضر عددٌ من الحضور منهم: الشاعر عبدالله السفياني، الذي ألقى نصا شعريا يصف تلاحم المدينتين. الدكتور خالد الخضري الذي أثنى على الدكتور عائض، وذكر بعض إسهامات الدكتور في خدمة النشاط الثقافي بالطائف، كما عدد التجانس والتأثير والتأثر بين المدينتين. الدكتور محمد الحارثي الشريف، الذي تحدث عن أهمية القرن العاشر، ومكانته العلمية، وأشهر من كتب عن تاريخ العصر العثماني من العلماء البارزين، كما تحدث عن مدى تأثير أولئك العلماء على الطائف، وشكر النادي ورئيسه جزيل الشكر، وأثنى عليه وعلى جهوده في رفعة الشأن الثقافي. المستشار سلطان الخالدي وتحدث عن تأثير جنوب الطائف (ثقيف) في المدينتين هذا وختم الدكتور عائض المحاضرة بالإجابة عن تساؤلات الحضور ومناقشة مداخلاتهم، وتحدث عن علم الآثار على عجالة حديث العالم العارف، ذاكرا من الكتب كتاب التوراة من جزيرة العرب، مرورا بدراسة فاضل الربيعي، ومضى محدثا عن اهتزاز الكثير من الحقائق التاريخية أمام علم الآثار. وفي الختام شكر الدكتور عائض الحضور، على استقطاع هذا الوقت الثمين لحضور المحاضرة ثم ألقى رئيس النادي الأستاذ عطا الله الجعيد كلمة الختام؛ شاكرا الحضور والمشاركين لإثرائهم المحاضرة والأمسية، وذكر أن الدكتور عائض كان عضو مجلس إدارة بالنادي، كما ذكر جهود الدكتور في إحياء سوق عكاظ، كما رحب بالأستاذ الأديب حامد الشريف الذي شرف الأمسية بحضوره الكريم. وختمت الأمسية بتكريم الدكتور عائض، والدكتور سلوم، بعدها شرف الجميع طعام العشاء الذي أقيم بهذه المناسبة والتقطت الصور التذكارية.
مشاركة :