المملكة تصدت لمحاولة زعزعة الأمن في المنطقة بتشكيل «التحالف العسكري»

  • 4/28/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أثنى الرئيس عمر حسن البشير على وقفة المملكة العربية السعودية الحكيمة مع أشقائها في جمهورية السودان، وتصديها لمحاولة زعزعة الأمن في المنطقة عبر تشكيل التحالف العسكري الإسلامي مع أشقائها في بعض الدول العربية والإسلامية، تحت القيادة الحكيمة للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مشيداً فخامته بالمواقف الثابتة والصلبة للمملكة مع جمهورية السودان وتضامنهم معها في كل القضايا. د. التركي: يجب أن نواجه الإرهاب بعمل إسلامي مشترك تنسق فيه الجهود وتوحد الخطط وأعرب خلال افتتاح مؤتمر الإرهاب والتطرف الطائفي في أفريقيا أمس بقاعة الصداقة بالخرطوم وتنظمه رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الإرشاد والأوقاف السوداني عن تقديره للجهود التي تقوم بها رابطة العالم الإسلامي في أرجاء العالم الإسلامي، مباركاً الجهود التي تقوم بها في التصدي لقضايا الإرهاب والتطرف والعنف في العالم الإسلامي والعالم أجمع. وأكد أن الإسلام دين المحبة والإخاء وسبيل دعوته اللين والحكمة، فهو لم ينتشر بحد السيف ولا سلك مسلك الإرهاب وتخويف الآخرين في دعوته، بل دعا إلى الله بالرفق والموعظة الحسنة مشدداً على أن إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام باطلة وافتراء لا حقيقة له وكأنه دين العنف والقتل والإيذاء ودين الفوضى والعشوائية والقمع والحقيقة التي لا مراء فيها أن الإسلام بريء من تلك التهم الكاذبة. مضيفاً أن تاريخ الإسلام ومسيرته عبر الحقب الطويلة يفند هذه الافتراءات الباطلة، وأن الإسلام يتعامل بميزان السواسية لا يفرق إلا بالتقوى في الدين فلا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى. من جانبه، دعا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د.عبدالله بن عبد المحسن التركي في كلمته أن يسهم المؤتمر الحافل في إبراز خطر تنامي الإرهاب والطائفية في العالم الإسلامي عموماً، وفي القارة الأفريقية على وجه خاص، مشيرا إلى أهمية أن يخرج المؤتمرين خطط وبرامج تنفذ من خلال عمل إسلامي تجتمع فيه الرؤى وتتناسق الجهود، للتصدي لهاتين الآفتين الخطيرتين، قبل أن تستفحلا فتحدث فساداً عظيماً، وشراً مستطيراً في العالم الإسلامي بأسره. وأوضح أن ظاهرة الغلو في الدين والمسارعة في تكفير المسلمين، واستحلال دمائهم وأموالهم، أضحى يغزو أفكار فئة من الشباب، ونشأة جماعات تستقطبهم وتنظيمات تجندهم وتدفع بهم إلى القيام بمهمات إجرامية من الاغتيال والخطف ونهب الأموال ونسف المنشآت ونشر الرعب باسم الجهاد، مشيراً إلى أن جماعات المتطرفين ظهرت على حكام المسلمين واتخذت لنفسها رؤوساً من أنصاف المتعلمين، ترجع إليهم في القضايا الدينية، وتستغني بهم عن أهل العلم الحقيقيين الذين يرد إليهم الأمر في الإشكالات الشرعية، ولم تبال بالعواقب الوخيمة لمواقفها المتطرفة، وقامت بزعزعة الاستقرار الوطني وإرهاق الدولة بالتكاليف الباهظة للتدابير الأمنية وإضعاف الاقتصاد والتنمية، وتعريض بلاد المسلمين للفوضى والتدخلات الأجنبية. وقال "لقد أصبح الإرهاب الذي يمارس باسم الإسلام، منتشراً في العديد من البلدان الإسلامية، وتعمل تنظيماته بتنسيق عابر للحدود معتمدة على التقنية الرقمية في المعلومات والاتصال، ومن ثَم لا بد في مواجهته من عمل إسلامي مشترك تنسق فيه الجهود وتوحد الخطط، وتستفيد منه المؤسسات التعليمية والإعلامية والدعوية والأمنية". مضيفا أن فتنة الطائفية انطلقت من المشرق وبدأت تظهر في مسلمي أفريقيا، عن طريق الجاليات المرتبطة بالقوى والدول التي تُصدِّرها وترعاها مستغلة ضعف الأوضاع الاجتماعية والتنموية في هذه المجتمعات. ولفت إلى إن الطائفية تركز على الطعن في الصحابة الكرام وإنكار حسن بلائهم في الهجرة والنصرة وإعزاز الدين وتضليلهم وتخوينهم، اعتماداً على أخبار كاذبة لفقها الزنادقة والغلاة، مطالبا بتعزيز التعاون والتضامن بين دول الإسلامية ومنظماتها وشعوبها في مواجهة التحديات وتهيئة الأجواء الصالحة في الأوطان الإسلامية للتنمية الراشدة الشاملة وخفض معدل الفقر والبطالة ومكافحة الأوبئة والإرهاب والجريمة. وأكد أن على رابطة العالم الإسلامي ضرورة إدراك الأبعاد الخطرة التي ينطوي عليها النشاط الطائفي في أفريقيا وغيرها وكشف خططه ومواجهته من خلال عمل إسلامي مشترك في مختلف المستويات ووفق استراتيجيه شاملة ذات خطط محكمة وبرامج متنوعة، مشيداً بالدول التي تنبهت لضرر الطائفية على الأمة واتخذت مواقف جادة وحاسمة في مواجهتها وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وجمهورية السودان. ودعا أمين عام الرابطة المسئولين في مختلف مواقع التعليم الإسلامي ومؤسسات الإعلام والإرشاد الديني على التركيز على الشباب والاهتمام بمشكلاتهم الفكرية والسلوكية، وتصحيح ما لديهم من خلل في المفاهيم الشرعية، وتحصينهم من الأفكار التي تسقطهم في حبائل الجماعات المتطرفة، ومغريات الاستقطاب الطائفي. وثمن الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة بقيادة الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، في التصدي للإرهاب والطائفية والعمل بقوة على تحقيق الأمن والاستقرار في بلاد المسلمين وحماية أوطانهم من الفتن والتدخلات الأجنبية المغرضة.وتشيد بجهودها في تعزيز أواصر الأخوة والتعاون مع جمهورية السودان، وبجهودها المتواصلة في الاعتناء بشؤون مسلمي أفريقيا، وتقديم العون لهم في جوانب الإغاثة والتعليم والصحة. من جهته أكد وزير الإرشاد والأوقاف السوداني عمار مرغني أن المؤتمر سيناقش عدد من المحاور التي ستتناول قضية الإرهاب التي شغلت العالم كله، مطالبا المؤتمر بإنشاء المركز العالمي لدراسات التطرف والإرهاب في السودان، والتعاون مع رابطة العالم الإسلامي في الاستفادة من رأي العلماء للتصدي لظاهرة التطرف الطائفي والإرهاب بالدراسة المعمقة والمستفيضة ووضع الحلول المنهجية والعلمية لاجتثاث هذا الشر العقيم.

مشاركة :