لم تكن محصلة نتائج منتخباتنا الأربعة المشاركة في أولمبياد باريس مخيبة للآمال فحسب، بل كشفت حال اتحادات الألعاب والأندية والإعلام وعن حجم الإهمال وعدم الاهتمام، على الرغم من توافر الإمكانات المعنوية التي تتمثل في البنية التحتية من مدن رياضية ومنشآت متعددة ببعض المرافق العسكرية والمدنية، فضلاً عن الدعم المادي السخي الذي يلقاه القطاع الرياضي من الدولة (حفظها الله)، فالمتابع لواقع بعض اتحادات الألعاب سيدرك أن من يدير دفة الكثير منها - ادارياً - ليس له علاقة بالرياضة ولا من متابعي او من هواة تلك اللعبة، بينما الأندية الغالبية منها لا تعرف أسماء لاعبيها إلا في حال الإنجاز، بل لعل الموجع في هذا كله بأنه لولا الدعم المادي الذي تلقاه من وزارة الرياضة لتلك الألعاب لتم إلغاؤها، بيد أن هناك نادياً ما، حقق في إحدى ألعابه جميع بطولات هذا الموسم، ومع ذلك تسعى لإلغائها بدون أن تظهر على السطح الأسباب!! بينما يقف الإعلام على مسافة بعيدة عن تلك الألعاب، بدلاً من أن يكون الشريك المؤثر للنجاح ويبرز العلاقة الوثيقة بينه وبين مختلف الألعاب والإسهام بدعمها للارتقاء وتسليط الضوء على إنجازاتها في الميادين الدولية. أتساءل هنا: أين اللاعبون السابقون الذين سجلوا في لوحة الشرف إنجازاً؟! ولماذا لا يتم الاستعانة بهم في الاتحادات كإداريين او مدربين؟ فهم من يدرك متطلبات الألعاب سواء بالبناء او ببرامجها بهدف فرض تواجدها وتحقيق إنجازات دائمة وليست مؤقتة. كم هو مؤلم أن تصل أربعة من المنتخبات فقط من أصل 42 لعبة في الأولمبياد!! أين منتخبات اليد والسلة والتايكوندو والتنس والملاكمة التي كان لها حضور وإنجاز على المستوى العربي والآسيوي؟. يا رجال رياضتنا الكرام.. يجب تقييم عمل اتحادات الألعاب اولاً، ومن ثم تقييم من يدير دفتها ادارياً وفنياً وتتابع مدربي الأندية والمنتخبات قبل التعاقد معهم وذلك عبر لجنة متخصصة، لدينا من المواهب بتلك الألعاب كثيرون حققوا إنجازات وميداليات على المستويين الإقليمي والقاري، ونعقد عليهم آمالاً مستقبلاً في الأولمبياد القادم. آخر المطاف قالوا: نحن نعيش في عصر تشهد فيه الرياضة السعودية نقلة نوعية ومرحلة جديدة، عنوانها رؤية عرابها النجاح فيها لا يرتبط بالأسماء ولا المسميات بل بالنتائج والإنجازات.
مشاركة :