بكين 7 أغسطس 2024 (شينخوا) استخدم فريق بحثي صيني بيانات مراقبة مواقع الحرائق العالمية للقمر الاصطناعي الصيني "فنغيون-3 دي" لتحديد كمية انبعاثات الكربون العالمية الناتجة عن الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية وتطوير قائمة جرد يومية عالمية عالية الدقة لانبعاثات الكربون الناتجة عن الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية. ونشرت الدراسة، التي أجراها باحثون من معهد بحوث معلومات الفضاء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، في مجلة "بيانات علوم نظام الأرض". ويعد الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية، الذي يتميز بطبيعته الدورية والعشوائية وتعدد مصادره وتأثيره الواسع وصعوبة رصده، مصدرا رئيسيا لانبعاثات الكربون العالمية، بما في ذلك حرائق الغابات وحرائق الأراضي العشبية وحرائق الشجيرات وحرق مخلفات المحاصيل. ويعد القياس الدقيق لانبعاثات الكربون الناتجة عن الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية أمرا بالغ الأهمية لفهم دورات الكربون في النظام الإيكولوجي الأرضي، وضروريا لتحديد توازن ميزانية الكربون على النطاقين العالمي والإقليمي. وبالإضافة إلى ذلك، تعد انبعاثات الكربون الناتجة عن الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية مدخلا رئيسيا لنماذج نقل المواد الكيميائية في الغلاف الجوي. وتعمل قوائم جرد الانبعاثات الدقيقة والموثوقة على تحسين دقة هذه النماذج. وبالتالي، يعد حساب انبعاثات الكربون الناتجة عن الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية بشكل علمي وفعال أمرا ضروريا لفهم دورات الكربون الأرضية وتركيزات الكربون في الغلاف الجوي. وحددت الدراسة المتوسط العالمي المقدر لانبعاثات الكربون السنوية الناتجة عن الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية من مناطق مختلفة وأنواع الحرائق المختلفة خلال عامي 2020 و2022. وتبين أن المناطق الواقعة في جنوبي إفريقيا هي المصدر الرئيسي لانبعاثات الكربون العالمية الناتجة عن الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية، إذ يبلغ حجمها 850 مليون طن سنويا. وتليها المناطق الواقعة في جنوبي أمريكا الجنوبية وشمالي إفريقيا وجنوب شرقي آسيا، بانبعاثات تبلغ أحجامها 530 مليون طن و390 مليون طن و200 مليون طن سنويا على التوالي. كما تم تحديد حجم انبعاثات الكربون العالمية الناتجة عن الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية من كل نوع من أنواع الحرائق. وقد وجد أن حرائق أراضي السافانا العشبية هي المصدر الرئيسي، حيث ينتج عنها 1.21 مليار طن من الكربون سنويا، وهو ما يمثل 46.7 في المائة من الإجمالي العالمي. وتبعتها حرائق الشجيرات وحرائق الغابات الاستوائية، والتي مثلت 33 في المائة و12.1 في المائة على التوالي. لا يسلط هذا التحليل المفصل الضوء على التأثير المحدد لأنواع مختلفة من الحرائق على انبعاثات الكربون فحسب، بل يؤكد أيضا على الحاجة إلى تدابير مكافحة مستهدفة لكل نوع من أنواع الحرائق. وبدوره، قال شي يوي شنغ، المؤلف المراسل للدراسة: "تقدم الدراسة طرقا جديدة لتحديد كيفية تأثير الانبعاثات العالمية الناتجة عن الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية على مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بدقة". وأضاف شي أن الدراسة تقدم أيضا أدلة علمية حاسمة لإدارة الاحتراق المكشوف للكتلة الحيوية وتقدم إرشادات أساسية لتنفيذ السياسات البيئية التي تركز على الإدارة الإيكولوجية وخفض الكربون بشكل منسق.
مشاركة :