العنوان الناجح في الصحافة هو الذي يُقدم للقارئ مضمون الموضوع على طبق، بمعنى أنه يُوجز المضمون ويسهل عليه الفهم. العنوان فن من الفنون الصحفية، وكتابته لا يبرع فيها إلا صحافي خبير يعكس في انتقائه لكلماته قيمته، ومهنيته. في البدايات، كنت أسأل نفسي هل يصح أن نكتب العنوان قبل الشروع في الكتابة الصحافية «في أي شكل كانت»، أم يجب أن نكتبه بعد الانتهاء؟. الآن، وبعد مرحلة النضج، أُجيب بثقة: يمكن أن نبدأ بالعنوان. وهنا سيلعب العنوان دور الموجه والمحدد، وربما المقيد في كتابتنا للموضوع. كان عنوان الزميل علي الصحن في تعليقه على المواجهة الحاسمة بين الأهلي والهلال «المنطق فرض نفسه.. والهلال يبحث عن نفسه»، من أميز العناوين التي قرأتها في صحافتنا الرياضية في اليوم التالي للمباراة، التي أعادت الأهلي العريق لسجل أبطال الدوري بعد غياب دام 32 عاماً، ذلك أنه لخص حال المعسكرين، وأوجز سبب النتيجة النهائية لحالهما في الدوري، فالمنطق الكروي فرض نفسه على أرض الواقع بفوز الأهلي الذي سعى مسؤولوه للقب بتخطيط، ومعالجة القصور بتدخل حاسم، وتحضير ناجح، في حين خسر الهلال لأنه لم يجد نفسه التي ما زال يبحث عنها في ظل عناد، وتخبط مدربه المتقلب فنياً، وعجز إدارته عن التدخل الحاسم والناجع في تغيير مسار الفريق الخاطئ، وسلبية لاعبيه وإدارة كرته البائسة. سوف أستعير الشق الأول من عنوان زميلي علي، واجعله عنواناً لختام المنافسة الشرسة لدوري الدرجة الأولى، فالمنطق هناك فرض نفسه أيضاً، المجزل المكافح بإرادة وعزيمة رجاله، وبراعة مدربه، وتوليفة اللاعبين المتناغمة جعلت من المستحيل واقعاً، وصاغت قصة كفاح حوّلت الفريق اليائس إلى بطل يُضرب به المثل، ويقف الجميع له احتراماً، ولرجاله ولاعبيه ومدربهم تقديراً. والمنطق يفرض نفسه كذلك في الدمام، فالاتفاق الكبير بتاريخه، وإنجازاته يصعد مرة ثانية إلى دوري المحترفين «الممتاز»، ويحقق الحلم في الرجوع السريع لأنه لو تأخر موسماً واحداً فقط، فسوف يطول غيابه في دهاليز الأولى، وفي هذا السياق أقول: شكرًا لمسيريّ «الاتفاق الجديد» الذين وعدوا، وأوفوا بالوعد، لتعود البسمة ترتسم من جديد على شفاه أهل الدمام الطيبين، وأنظر بعين الإعجاب لكلام أحد المسيرين وهو بدر العبد الكريم الذي غرّد بحسابه عبر «تويتر» واصفاً الرئيس الذهبي عبد العزيز الدوسري بـ»العم» تقديرًا له، ولمكانته في تاريخ الاتفاق، وقلوب الاتفاقيين الأوفياء، ولعمله السابق.. وهذا الكلام هو عنوان الوفاء من جيل شاب طموح لجيل صنع المجد وأضاء الدرب بنور الإنجازات. كل التوفيق للمجزل والاتفاق في دوري جميل.. وأُجدد التبريكات للأهلاويين وننتظر كلمة الزعيم وبطولته الجديدة. أخيـرًا: قاعدتان ذهبيتان للنجاح: «عليك أن تعمل بجد لتحصل على ما تريد.. لا تسمح للآخرين بتعطيلك لأنهم سيفعلون». مقالات أخرى للكاتب الشفافية الغائبة في الهلال لا تصدروا تشاؤمكم الأخضر.. بقي الأهم أعطني حظًّا وارمني في البحر اقتدوا برئيس الهلال لتنظيف تويتر
مشاركة :