توقع بنك «جولدمان ساكس» أن يتجاوز عدد الحيوانات الأليفة في الصين عدد الأطفال دون سن الرابعة في المناطق الحضرية هذا العام، ما سيؤدي إلى نشوء سوق لأغذية الحيوانات الأليفة بقيمة 12 مليار دولار بحلول نهاية العقد. وتؤكد تقديرات بنك الاستثمار الأمريكي الخاصة بالتوازن بين عدد الأطفال والحيوانات الأليفة في الصين، ما جاء في ورقة بحثية نشرت هذا الأسبوع، باستمرار اتجاه تبني الحيوانات الأليفة خلال الأعوام المقبلة، مع اختيار الصينيين من الشباب تربية القطط والكلاب على حساب تكوين أسر. وبحلول 2030، وحسب «جولدمان ساكس»، سيفوق عدد الحيوانات الأليفة عدد الأطفال تحت سن 4 أعوام بمعدل 2 إلى 1 وتأتي تحليلات «جولدمان ساكس» مع إعادة المستثمرين على نطاق واسع لحساباتهم حيال تداعيات التحديات الديمغرافية في الصين، وسط انخفاض عدد السكان بصفة عامة ومع ازدياد عدد المسنين وانحسار معدل المواليد. وذكرت فاليري تشو، محللة السلع الاستهلاكية في الصين لدى «جولدمان ساكس» التي أعدت التقرير: «نحن نرجح زخماً أقوى في امتلاك الحيوانات الأليفة وارتفاع تبني الأسر من الجيل الأصغر للحيوانات الأليفة، وسط توقعات أضعف نسبياً بالنسبة لمعدلات المواليد». وفي عام 2017 كان هناك 90 مليون طفل في الصين، بين حديث الولادة إلى سن الرابعة، بحسب «جولدمان ساكس» الذي استشهد ببيانات المكتب الوطني للإحصاءات، مقابل تقديرات البنك بوجود 40 مليون قطة وكلب من الحيوانات الأليفة. وذهبت تقديرات المصرف إلى أن هذه الأرقام ستصل هذا العام إلى نحو 58 مليوناً، وبحلول 2030 سيكون هناك أكثر من 70 مليون حيوان أليف، وما يقل عن 40 مليون طفل تحت سن الرابعة في الصين. وبالنسبة للارا لو، التي تبلغ من العمر 39 عاماً وتعمل في مجال التعليم بمدينة تشنغدو الواقعة جنوب غربي البلاد فهي تلاحظ أن هناك «توجها زائداً نحو تبني الحيوانات الأليفة». وتبنت لو 3 قطط بحاجة إلى غذاء بقيمة 500 يوان شهرياً، ما يعادل 70 دولاراً، وتضم حيواناتها الأليفة وزغا متوجاً (حيوان زاحف) وثعباناً مدبب الأنف، ويكلفانها بضعة يوانات شهرياً، ويتغذيان في الأساس على الجنادب الحية والفئران المجمدة. وقالت: «يعد الحفاظ على العلاقة بالحيوان الأليف أرخص كثيراً، وأقل صعوبة مقارنة بالعلاقات بين البشر». ويتمثل السيناريو في نمو قطاع أغذية الحيوانات في الصين بمعدل سنوي مركب قدره 8 %، من 51 مليار يوان في 2023 إلى 63 مليار يوان في 2030. وبموجب أكثر تقديرات المصرف تفاؤلاً ومع نمو استهلاك أغذية القطط بضِعف وتيرة استهلاك أغذية الكلاب، فقد تنمو قيمة سوق أغذية الحيوانات الأليفة بأكثر من الضعف إلى 15 مليار دولار. رغم ذلك، يتناقض ذلك التفاؤل بشأن نمو قطاع أغذية الحيوانات الأليفة مع التقديرات القاتمة للأسواق الاستهلاكية الواسعة في الصين، حيث يظل الطلب ضعيفاً منذ الجائحة. وارتفعت مبيعات التجزئة، وهي مقياس رسمي للاستهلاك، 2 % فقط على أساس سنوي في يونيو، وانخفض نمو أسعار المستهلكين على مدار العام الماضي بصورة متكررة إلى النطاق الانكماشي. كما يتناقض التقرير، الذي يتوقع موجة من الاندماجات المدفوعة بنشاط الاستحواذات في قطاع صناعة الأغذية بالصين، مع الوضع الحالي لنظرائها من الأسواق المتقدمة في الولايات المتحدة واليابان. وفي اليابان، يزيد عدد الحيوانات الأليفة البالغ عددهم 20 مليوناً بأربعة أضعاف عن عدد الأطفال تحت سن الرابعة البالغ عددهم 5 ملايين. وفي ضوء ترسّخ انخفاض معدل المواليد في اليابان وازدياد تبني الحيوانات الأليفة، استند «جولدمان ساكس» جزئيا في توقعاته بمدى ارتباط مبيعات أغذية الحيوانات في اليابان بمرور الوقت بمبيعات حليب الأطفال. وأشار إلى أن سوق أغذية الحيوانات الأليفة تكبر سوق حليب الأطفال ثماني مرات حالياً. وفي الولايات المتحدة، أكبر سوق للحيوانات الأليفة على مستوى العالم وبفارق كبير، فتوجد حيوانات أليفة بما يفوق أعداد الأطفال مهما كانت أعمارهم. وتشير تقديرات الجمعية الأمريكية للطب البيطري إلى وجود ما يتراوح بين 84 مليوناً و89 مليون كلب وبين 60 مليوناً إلى 62 قطة في 2020 بالبلاد. وتظهر البيانات الحكومية وجود 73 مليون طفل من كافة الأعمال خلال ذلك العام. وتسلطت الأضواء على تبني الصينيين للحيوانات الأليفة خلال الإغلاقات الصارمة التي شهدتها البلاد بين عامي 2020 و2022. ولفت استطلاع أجراه «يو بي إس» وشمل 1,500 من مقتنيي الحيوانات الأليفة، إلى أن 80 % إما واظبوا على إنفاقهم المرتبط بالحيوانات الأليفة أو زادوا منه «بعد الجائحة». وقال محللو المصرف السويسري إن هذا «كان دليلاً على قوة مرونة سوق الحيوانات الأليفة في مواجهة معوقات الاقتصاد الكلي». وأرجع المصرف هذه المرونة في أثناء الجائحة إلى «الدور بالغ الأهمية الذي يمكن وأن تلعبه الحيوانات الأليفة بالنسبة للأسر». تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز كلمات دالة: FT Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App