اتفاق وشيك بين الاتحاد الأوروبي و«ميركوسور» رغم العقبات

  • 8/8/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى الاتحاد الأوروبي وتكتل ميركوسور، المؤلف من خمس دول في أمريكا الجنوبية، إلى اختتام مفاوضات بشأن اتفاقية تجارية طال تأجيلها بحلول نهاية العام، بعد إحراز تقدم كبير حول تسوية قضايا خلافية. وقال مسؤولون من الجانبين: إن هناك حافزاً جديداً لإتمام الاتفاقية، التي ظلت قيد الإعداد على مدار عقدين، رغم اعتراضات فرنسا. وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي إن الاتفاق يمثل «ضرورة جيوسياسية واقتصادية». ويعد تكتل ميركوسور، الذي يضم البرازيل والأرجنتين وأوروغواي وباراغواي وبوليفيا، وجهة مفضلة لمصدري الاتحاد الأوروبي. ومن شأن الاتفاقية خلق سوق تضم 780 مليون شخص، وتوفير أكثر من 4 مليارات يورو من الرسوم الجمركية تدفعها الشركات الأوروبية سنوياً، بحسب المفوضية الأوروبية. وتبلغ استثمارات الشركات الأوروبية 330 مليار يورو في الدول الخمس بأمريكا الجنوبية. وتلقت المحادثات ضربة خلال شهر يناير عندما زاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حدة انتقاده للاتفاق، مستشهداً بالأضرار البيئية المحتملة والمنافسة غير العادلة للمزارعين. إلا أن فرنسا لم تحظ حتى الآن إلا بدعم النمسا، وهو غير كافٍ لمنع اتفاق يتطلب موافقة غالبية حكومات الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27. ويؤكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي أنهم حالياً على استعداد لمواجهة المعارضة الفرنسية، ويصرون على أن يتضمن الاتفاق التزاماً بتنفيذ اتفاقية باريس، التي تهدف للحد من تجاوز الاحترار العالمي عتبة 1.5 درجة مئوية. وضغطت العديد من الدول الأعضاء، مثل ألمانيا وإسبانيا، بشدة لإبرام الاتفاق، الذي تم التوصل إليه من حيث المبدأ عام 2019، لكنه ظل عالقاً منذ ذلك الحين في طي النسيان. ويعتقد مؤيدو الاتفاق أنه سيعزز الاقتصاد والعلاقات التجارية بين الكتلتين في ظل تصاعد التوترات العالمية. وسبق أن تعهدت أورسولا فون دير لاين، التي أعيد انتخابها لفترة ولاية ثانية كرئيسة للمفوضية الأوروبية الشهر الماضي، بإتمام الاتفاق. ومن المتوقع أن تتوجه إلى ريو دي جانيرو في نوفمبر لحضور قمة مجموعة العشرين، والتي قد تقدم فرصة لحل القضايا العالقة مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. ويشكو أعضاء ميركوسور من أن المخاوف الأوروبية المتعلقة بالبيئة تخفي نزعات حمائية. وأبدت برازيليا غضبها من رسالة جانبية أرسلتها بروكسل العام الماضي تهدف إلى إضافة تعهدات ملزمة بشأن المناخ وإزالة الغابات. وتشمل نقاط الخلاف أيضاً قانوناً مستقلاً للاتحاد الأوروبي لمكافحة إزالة الغابات، المقرر دخوله حيز التنفيذ العام المقبل، إذ سيحظر استيراد سلع مثل الخشب واللحوم والقهوة، من المناطق التي أزيلت منها الغابات. وتطالب مجموعة ميركوسور بضمان أن التشريع لن يلغي في الواقع مزايا الاتفاقية التجارية بالنسبة للمصدرين، بحسب أحد المسؤولين. هناك أيضاً قضية أخرى مثيرة للجدل، وهي ضغط بروكسل على الأرجنتين للحد من استخدام أسماء الأغذية المحمية بحقوق الملكية الفكرية، مثل جبن البارميزان. ولطالما أنتجت الجالية الإيطالية الكبيرة في البلاد هذه الأطعمة الشهية. في الوقت نفسه، تحرص برازيليا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية قطاع صناعة السيارات. وفي أوروبا، لا تحظى الاتفاقية بشعبية كبيرة بين المزارعين الذين نظموا احتجاجات حاشدة هذا العام بسبب ارتفاع التكاليف وتراجع الأرباح واللوائح الجديدة، مع محاولة من بروكسل خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز التنوع البيولوجي. ويزعمون أن المنتجات الواردة من أمريكا الجنوبية الأرخص ثمناً يتم إنتاجها وفقاً لمعايير أقل من المطلوبة في الاتحاد الأوروبي. وعلق دبلوماسي آخر مشارك في المحادثات، قائلاً «لدينا بعض القضايا المهمة العالقة، الوضع ليس سهلاً لكننا أحرزنا تقدماً كبيراً». وقال رئيس باراغواي سانتياغو بينيا لصحيفة فاينانشال تايمز الأسبوع الماضي إنه «لم ير قدراً كبيراً من الحماس من جانب الدول الأوروبية لإحراز تقدم». رغم أنه أقر بانشغال فون دير لاين وماكرون بالانتخابات البرلمانية الأخيرة داخل الاتحاد الأوروبي وفرنسا. وفي حين انتقد الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي اتفاقية ميركوسور خلال الحملة الانتخابية العام الماضي، إلا أنه أعلن هو ووزيرة خارجيته ديانا موندينو منذ ذلك الحين دعمهما للاتفاق. وأشارت المفوضية الأوروبية إلى أن فرق التفاوض من الجانبين «لا تزال منخرطة في مناقشات فنية لإحراز تقدم في القضايا العالقة». وأضافت بروكسل أن تركيزها ينصب على «التأكد من أن الاتفاق سيفي بأهداف الاستدامة للاتحاد الأوروبي، مع مراعاة الاعتبارات الزراعية داخل الكتلة». تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز كلمات دالة: FT Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :