يبدو لنا جلياً، في الصورة أعلاه، ذلك الميل المسكون بالتناغم بين العمارة والطبيعة، في محمية «مركز واسط للأراضي الرطبة»، بمدينة الشارقة، في دولة الإمارات. ونكاد نجزم بأن حسّ الاكتمال في مشهدية الانسجام بين تلك المفاهيم البصرية للهندسة المعمارية في المساحات العفوية للطبيعية، تعود بشكلٍ أكيد إلى قدرتنا عبر التجربة الثقافية من بناء سردية مجتمعية داخل البيئة الطبيعية، بل وأن نعتبرها فضاءً إبداعياً بمقدوره أن يبني حواراً ذا علاقة حيّه مع الإبداع الإنساني، فلا يمكن مثلاً تجاوز «انطباعية» الفنان الفرنسي كلود مونيه في لوحة «انطباع، شروق الشمس» ولا «واقعية» الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس عبر رمزية الأشجار المحلية، دون تأصيل للالتقاء الجوهري لمعنى «الأنثروبولوجيا البصرية» والبحث في الثقافات والحضارات البشرية، التي لطالما اتحدت في مشترك رئيس وهو الذهاب لسلوك العالم الطبيعي المحيط بنا، متضمناً الكائنات الحيّه والمواد غير الحيّه، أيّ محاكاة واعية للسمة الطبيعية في الأشياء، ومنه يحقق الإنسان إدراكاً جديداً لإمكاناته، وبه تستمر الملاءمة والتكيّف بين الإنسان والطبيعية، في كونها تشكل رغبة أصيلة، تدفعها حاجتنا للتواصل، ومن ثم إِنْفاذ التطور المعرفي والثقافي بناءً على تجليات محيط البيئة الطبيعية.
مشاركة :