اقتحم عشرات المتدينين والمتطرفين اليهود أمس ساحات المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، لليوم الخامس على التوالي، للاحتفال بعيد الفصح اليهودي، وسط احتاجات فلسطينية واسعة. وقال مدير دائرة الأوقاف في القدس الشيخ عزام الخطيب لـ «الحياة» أن مئات المتطرفين اليهود قاموا خلال الأيام الخمسة الماضية باقتحام ساحات الحرم الشريف تحت حراسة الجيش والشرطة، وأن عدداً منهم حاول القيام بطقوس دينية في الساحات، لكن الجنود منعوه وأخرجوه. وأضاف أن عمليات الاقتحام تجري في فترة السياحة الأجنبية في المسجد، الواقعة من الصباح حتى ما قبل صلاة الظهر. وأضاف: «لا نعترض على دخول غير المسلمين الى باحات المسجد كسياح، لكن هذا يجب ان يجري بالتنسيق مع دائرة الأوقاف أولاً، وثانياً يجب ان لا يتخلله اي طقوس سياسية او دينية». وكان اليهود يدخلون الى ساحات المسجد الأقصى، كسياح، تحت إشراف دائرة الأوقاف ومرافقتها. لكن منذ بدء الانتفاضة الثانية، أخذت السلطات الإسرائيلية تشرف على دخلوهم الى باحات المسجد من دون التنسيق مع وزارة الأوقاف. وقال الشيخ الخطيب إن اليهود يدخلون الى باحات المسجد بأعداد كبيرة، وبلباس المتدينين، وهو أمر لم يحدث في السابق عندما كان يدخل بضعة أفراد فقط، وبلباسهم المدني. وبدأ الفصح اليهودي مطلع الاسبوع الجاري، ويستمر حتى يوم غد الجمعة. وعملت السلطات الاسرائيلية على إفراغ باحات المسجد من المصلين طيلة ايام عيد الفصح لإفساح الطريق امام اليهود للدخول الى باحات المسجد. وقال الشيخ الخطيب: «تقوم الشرطة الاسرائيلية كل يوم منذ بدء الفصح باحتجاز بطاقات هوية كل الداخلين الى المسجد في صلاة الفجر، وتطلب منهم المغادرة فور انتهاء الصلاة من أجل إبقاء الباحات خالية لليهود». وأضاف: «كما منعت الشرطة الشباب من دخول المسجد طيلة الأسبوع». ووجهت منظمات يهودية متطرفة تحمل اسم «منظمات الهيكل» دعوات الى أنصارها للدخول الى باحات المسجد طيلة أيام الفصح، مدعية أن هذه الساحات مقامة على انقاض «الهيكل الثالث» المزعوم. وقال المنسق الإعلامي في دائرة الأوقاف الإسلامية فراس الدبس إن عدد اليهود الذين اقتحموا باحات المسجد أمس وصل الى 205، فيما قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني ان المقتحمين «لا يقومون بزيارات وجولات عادية في المسجد الأقصى كما تدعي الشرطة الإسرائيلية، انما يقومون بجولات استفزازية يحاولون ويؤدون خلالها طقوسهم الدينية مستفزين مشاعر المسلمين». وأضاف أن اقتحامات المستوطنين للمسجد للأقصى تتم في شكل يومي عبر باب المغاربة، لكن وتيرتها زدادت في شكل لافت خلال الأعياد اليهودية. وتابع أن سلطات الاحتلال تعمل تدريجاً على فرض أمر واقع جديد داخل الأقصى يقوم خلاله اليهود بالدخول الى المسجد في ساعات معينة، وتدريجاً تتحول هذه الساعات الى حيز مكاني يحتلونه بصورة دائمة.