تحت وطأة درجات حرارة الصيف الشديدة، ينتظر السائق المصري محمد عبد الفتاح بفارغ الصبر إدخال شاحنته المحملة بالمساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الذي أغلق منذ احتلت إسرائيل جانبه الفلسطيني في أوائل مايو الماضي. وقال عبد الفتاح، البالغ من العمر 50 عاما، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يجلس بجوار شاحنته بالقرب من الجانب المصري من معبر رفح، "وصلت بعد أسبوع من إغلاق المعبر، وما زلت انتظر إعادة فتحه حتى اتمكن من إيصال المساعدات لغزة". وأعلن الجيش الإسرائيلي، في السابع من مايو الماضي، فرض السيطرة العملياتية على الجانب الفلسطيني من المعبر، وهو البوابة الرئيسية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع. وقال عبد الفتاح: "نحن ننام في شاحناتنا ونعاني من ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، ولكننا لا نزال نأمل في العبور إلى غزة لإيصال المساعدات إلى أهلها". وتحمل شاحنة عبد الفتاح في المقام الأول الإمدادات الطبية والخيام، إلا أن العديد من زملائه الذين ينقلون الطعام رأوا شحناتهم تفسد بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وقال: "لقد تعفنت العديد من شحنات المواد الغذائية بسبب تعرضها للحرارة والشمس، قلبي ينفطر لأن الطعام يتعفن هنا، بينما يتضور آلاف الفلسطينيين جوعا خلف هذه الجدران". وأكد خالد زايد، رئيس فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن استمرار إغلاق معبر رفح تسبب في أضرار جسيمة للمساعدات المكدسة على الجانب المصري بسبب ارتفاع درجات الحرارة. وأضاف زايد أن "مئات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والطبية والإنسانية تنتظر على الجانب المصري من المعبر منذ أكثر من شهرين، كما انتهت صلاحية كميات كبيرة من المساعدات الغذائية بعد انتظارها على الجانب المصري لأشهر". وأوضح أن أكثر من 500 شاحنة تنتظر حاليا على الجانب المصري من معبر رفح، فيما توجد كميات كبيرة من المساعدات في مخازن بمدينة العريش المصرية. وأكد زايد أن الهلال الأحمر المصري بدأ مؤخرا في توزيع كميات كبيرة من المساعدات على الفلسطينيين العالقين في مصر، وكذلك المرضى والمصابين الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات محافظة شمال سيناء المصرية. وتوقفت جمعية الهلال الأحمر المصري مؤخرا عن استقبال المساعدات من دول مختلفة بسبب إغلاق معبر رفح، وقال زايد إن العديد من الجهات المانحة تلقت إخطارا من الهلال الأحمر بوقف إرسال المساعدات مؤقتا لحين حل الأزمة. بدوره، قال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إن عدد الشاحنات التي تحمل المساعدات إلى قطاع غزة انخفض بنسبة 60 في المائة منذ بدأت إسرائيل عمليتها العسكرية في رفح في أبريل الماضي، واحتلت معبر رفح في مايو الماضي. وقال الشوا في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) "قبل إغلاق معبر رفح كان الوضع الإنساني في قطاع غزة كارثيا، حيث لم يكن يدخل إلى غزة سوى نحو 200 شاحنة في اليوم الواحد"، مضيفا أن إسرائيل تفرض المزيد من القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضاف أن هناك انتشارا سريعا للمجاعة والعطش والأوبئة والأمراض، خاصة بين الأطفال والنساء، منذ إغلاق معبر رفح. ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" أدت إلى دمار هائل في المنازل والبنية التحتية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسمته "طوفان الأقصى"، أودى بحياة أكثر من 1200 إسرائيلي، وفق السلطات الإسرائيلية.
مشاركة :