أعلنت كوريا الشمالية أنها ستفتتح في السادس من أيار (مايو) المقبل، أضخم مؤتمر منذ عقود لحزب العمال الشيوعي الحاكم، والذي يُرجّح أن يعزّز قبضة الزعيم كيم جونغ أون على السلطة. تزامن ذلك مع إعلان كوريا الجنوبية أن الدولة الستالينية شيّدت نسخة من قصر الرئاسة في سيول، في ميدان للرماية في ما يبدو أنها استعدادات لمناورات بالذخيرة الحية. وأشار مسؤول في هيئة الأركان، الى استقاء هذه المعلومات من تحليل لصور التقطتها أقمار اصطناعية كورية جنوبية، علماً أن بيونغيانغ هددت مراراً في الأسابيع الأخيرة بقصف قصر الرئاسة ومبانٍ حكومية في سيول، وسط مناورات عسكرية سنوية تنفذها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وتشديد العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، بعدما أعلنت تفجير «قنبلة هيدروجينية» وإطلاقها صاروخاً باليستياً، منتهكة قرارات مجلس الأمن. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، بأن «المكتب السياسي للجنة المركزية لحزب العمال الكوريين قرّر افتتاح المؤتمر السابع للحزب في بيونغيانغ في 6 أيار 2016». ورجّحت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن يستمر المؤتمر «أربعة أو خمسة أيام»، علماً أن آخر مؤتمر نُظِّم عام 1980، قبل ولادة كيم جونغ أون، استمر أربعة أيام. ويتوقّع محلّلون أن تتبنّى بيونغيانغ رسمياً خلال المؤتمر، سياسة «بيونغجين» التي رسخّها الزعيم كيم جونغ أون، وتسعى في شكل متزامن إلى التنمية الاقتصادية وتطوير قدرات التسلّح النووي. وتأتي «بيونغجين» بعد «سونغون» أو سياسة «الجيش أولاً» التي تبنّاها والد كيم الثالث، الزعيم الراحل كيم جونغ إيل، وسياسة «جوتشي» التي تبناها جدّه الزعيم كيم إيل سونغ، مؤسس الدولة الستالينية، وتجمع بين الماركسية والقومية المتطرفة. وسيحظى المؤتمر بمتابعة دقيقة، ترقباً لأي سياسات مهمة قد تتبنّاها كوريا الشمالية، ولرصد أي تغيرات محتملة في خطها السياسي أو لتعديلات في صفوف نخبة البلاد الحاكمة، علماً أن تكهنات ترجّح تنفيذ بيونغيانغ تجربة نووية خامسة، قبل انعقاد المؤتمر. وأعلن نائب كوري جنوبي أن جهاز الاستخبارات في بلاده يتوقّع أن يستغلّ كيم الثالث المؤتمر لتعزيز حكمه، مشيراً إلى أنه سيجري تعديلات على الأعضاء ويراجع مشاريع للدولة وقواعد للحزب الحاكم.
مشاركة :